فلا رحمة للعرب أكثر من رسول الله، ولا تفضيل منَّ به الله عليهم أكثر منه (ص)، وكذلك لا يحق لنا أن نُحيي أي مناسبات أخرى قبل مولده الشريف، فلا ذكرى تستحق أن نحييها كما نحيي مقدم الرسول إلينا، ولا قيمة لمناسباتنا وأفراحنا الشخصية إذا لم يسبقها الاحتفال برسول الله القائل: (لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من أهله وماله والناس أجمعين)، فالرسول أولى بنا من أنفسنا، ومن أهلنا وأموالنا، وذكره مقدمٌ على ذكرنا أنفسنا، وكذلك على احتفالاتنا الخاصة والعامة.
كما أن شهر ربيع الأول، هو مناسبة لتجديد بيعتنا لرسول الله، والتأكيد على أننا على عهده بنا، وأنا لا نزال على دينه، دين الإسلام، وقد كان -عليه وآله الصلاة والسلام- يأخذ البيعة من أصحابه عند كل نائبة، وفي ذلك تجديدٌ متكررٌ للإيمان، ويُلزم أتباعه كافة في كل زمانٍ ومكان، ونحن أحوج اليوم إلى ذلك، ونحن نرى أبناء الأمة يتنكرون له ولدينه، ويجاهرون بالولاء لأعدائه.
والأهم من كل ذلك، هو البقاء على حالة الارتباط برسول الله، والحفاظ على مكانته في نفوسنا كأعظم قائد وقدوة لنا، وحتى لا نتخلى عن مقامه العظيم لمن هم دونه من القدوات، ولتبقى الأمة في حالة ولاء لرسول الله استجابةً لأمر الله الذي أمرنا بتوليه وتولي رسوله والذين آمنوا من بعده.
إضافةُ إلى ذلك، أن الأمة اختلفت بعد اختلافها في رسول الله، فكانت وضعيتها الراهنة والمزرية، ولو أنها أجمعت عليه ما اختلفت من بعده، ولما وصلت إلى ما وصلت إليه من الذل والهوان على يد إخوان القردة والخنازير، ولذا على المسلمين قاطبة الإجماع على ولايته، والاستنان بسنته في الجهاد والعبادات، ودحر أعدائه اليهود سائر أهل الكتاب، بعد أن طغوا في الأرض، وأكثروا فيها الفساد.