|
فيتو في وجه العالم
بقلم/ وديع العبسي
نشر منذ: 7 أشهر و يوم واحد الأحد 21 إبريل-نيسان 2024 05:38 م
بالنظر إلى السنوات القريبة والبعيدة، منذ أوجدت دول المؤامرة الكيان الصهيوني في الأرض العربية، كانت دائما أوضاع المنطقة في حروب لا تنتهي، سواء في مواجهة الكيان أو الدول العربية فيما بينها أو حتى في إطار الدولة الواحدة والتي كانت ولا زالت دائما إسرائيلي والغرب من تقف وراءها، وهذه حقيقة لم تعد قابلة للجدال أكدتها الوثائق والتحقيقات وموجودة في الفضاء الإلكتروني.
رأى الغرب ودول الاستعمار أن أفضل وضع يمكن من خلاله تأمين مصالحهم هو إبقاء المنطقة دائما في حالة هيجان وتوتر، وعلاقات مفككة، وآراء مختلفة، ومصالح متنافرة حتى على مستوى الدولة الواحدة، حتى الديمقراطية التي أرادوها على طريقة (خير يراد به باطل)، ظلوا يزعمون دعم مساراتها، بما في ذلك التبادل السلمي للسلطة، وفي الوقت ذاته كانوا يدعمون أحيانا الأنظمة حتى لا تسقط، وأحيانا أطرافا متعددة متنافسة داخل المجتمع، لعدة أسباب، إما أن النظام ليس وفق توجهاتهم أو بقصد إلهاء الداخل بالتناحرات، ليصفو لهم جو السيطرة على البلد، هذه أيضا مسألة لم تعد خافية على أحد.
ويذهب المخطط الأمريكي الغربي إلى تمكين الكيان الصهيوني من كامل الأراضي الفلسطينية، ومنه إلى السيطرة على الإقليم العربي عموما، الأمر الذي يعني فراغية الحديث عن دولة فلسطينية إلا في الحدود التي تسمح بالمناورة والمراوغة، تمهيدا لتكريس هذه الحقيقة في نفوس العرب والمسلمين.
من أجل ذلك كان طبيعيا أن يمنع الكيان الأمريكي حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة باستخدامه حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي، وهي مسألة لم تكن مستغربة، وكان حتى الفلسطينيون يتوقعونها، فأمريكا التي تجاهر بأن الكيان الإسرائيلي هو خط أحمر بالنسبة لها، لن تسمح بالتعرض له، أو أن توافق على ظهور دولة تنافسه على الأراضي التي يعدّونها حقاً تاريخياً لهم، فضلا عن ما يمثله وجود هذا الكيان في هذا المكان لمصالح دول النهب واللصوصية والإرهاب.
أمريكا التي وقفت ولا زالت تقف حائلا دون تحقيق السلام في المنطقة، من الواضح أنها – وهي ترفع بشكل متكرر حق النقض لعرقلة أي إجراء يصب في الصالح العربي والإسلامي، لم تعد تهتم بأي موقف أو نقد دولي، طالما كل شيء في قبضتها، وطالما لا تخضع للمساءلة، لذلك حتى المؤسسات القانونية الدولية لا تجرؤ على إدانة أمريكا، رغم تاريخها الحافل بالجرائم والأخطاء التي يحدث أن تعترف بها واشنطن نفسها وكأنها تتحدى بذلك، العالم من أن يتخذ ضدها أي إجراء.
منذ غزوها نيكاراغوا عام 1833م، وحتى قيادتها تحالف العدوان على اليمن عام 2015م، مرورا بسلسلة طويلة من أعمال الإغارات على الدول والاستعمار، وأمريكا تعربد في العالم بلا أي محاسبة، وقد جعلت لها رديفا هو الكيان الصهيوني الذي تقاسمت أمر إنشائه مع بريطانيا التي كانت مسيطرة على الأرضي الفلسطينية، لتمنح الأرض للكيان وتتولى أمريكا باقي المهام، بدءاً بدفع الأمم المتحدة للاعتراف به ومن ثم دعمه بكل أشكال الدعم ليكون الوكيل في نشر الفوضى على مستوى العالم وإن صار ذاك محصورا على المنطقة العربية والإسلامية، حيث المنطقة التي لا تزال ثرية بأسباب الثراء الأمريكي.
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|