للشهر الثامن على التوالي والكيان الصهيوني المجرم بكل إمْكَانياته الحربية وقدراته العسكرية وبكل إمْكَانيات وقدرات قوى الاستكبار الغربي الداعمة له والمشاركة معه يخوض أشرس حرب عدوانية حدثت في التاريخ ضد إخواننا سكان قطاع غزة العزل وضد مقاومتها الباسلة، التي لا تملك ما يوازي 0.1 % من ترسانته، فماذا حقّق بكل جبروته وطغيانه ووحشيته؟ هل حقّق هدفاً واحداً من أهداف حربه المعلَنة وحصاره؟ هل قضى على أبطال كتائب حماس؟
أم نجح في تهجير الغزاويين؟
أم أنه تمكّن من تحرير أسراه؟
أم استطاع أن يحكم سيطرته على غزة حتى ليوم واحد طيلة الشهور الثمانية؟ أم شق قناة بن غوريون؟
والإجَابَة هي لا لا لا، لم يحقّق لا هذا ولا ذاك، ولم يحقّق حتى عُشر هدف من الأهداف التي أعلنها أَو التي لم يعلنها حتى الآن، وكل ما حقّقه هو زيادة رصيده من الجرائم الوحشية والمجازر البشعة في حق الإنسانية، وتدمير مدن غزة وتسويتها بالأرض وقتل وجرح أكثر من مِئة وعشرة آلاف فلسطيني جلهم من النساء والأطفال، وتجويع وترويع أكثر من مليونَي إنسان فهذه كُـلّ إنجازاته.
وفي المقابل فَــإنَّ أبطال المقاومة الفلسطينية بثباتهم واستبسالهم في المواجهة وبصمود وتضحيات أبناء غزة واجهوا أشرس حرب وحشية غير متكافئة وغير متوازنة، وخاضوا مواجهاتها وحقّقوا كُـلّ أهداف مواجهتهم، فبثباتهم أفشلوا كُـلّ مؤامرات العدوّ الصهيوني وأعاقوه عن تحقيق أي هدف من أهدافه، فأبطال المقاومة لا زالوا ظاهرين وبإقدامهم لجيشه قاهرين وما زالت عملياتهم مستعرة، كبّدوه خسائر فادحة، قتلاه وجرحاه بالآلاف، وأعتى وأحدث أسلحته مدمّـرة، والروح المعنوية لجيشه بالكامل مسحوقة، والمدن المحتلّة خاوية وشوارعها فاضية ومظاهر الحياة فيها متوقفة، ومستوطنوّه ما بين مذعور مغادر وَمرعوب في الملجأ قابع، أَو متظاهر ضد حكومته منتقم، أَو ساخط منها ولوقف الحرب مطالب.
لثامن شهر والجيش الذي قالوا عنه “لا يُقهَرُ” يقهَرُ كُـلَّ يوم، ويغلب كُـلّ ساعة، وينكسر كُـلّ دقيقة، بأيدي أبطال مقاومة لا تقهر وبقدرات ذاتية لا تذكر وبصمود شعب لا يكسر!
وهو ما يعني أن العدوّ الصهيوني هزم في هذه الحرب هزيمة منكرة؛ لأَنَّ تعريف الهزيمة هو الفشل في تحقيق أهداف الحرب، وأن المقاومة الفلسطينية انتصرت؛ لأَنَّ النصر يعرف بأنه النجاح في تحقيق الأهداف وإفشال الخصم في تحقيق أهدافه، وهذا ما حقّقته المقاومة الفلسطينية ويشهد به العالم، وبالتالي فالنتيجة من استمرار العدوّ الصهيوني في هذا العدوان يعني له استمرار الاستنزاف والمزيد من الخسائر الكبيرة في عدده وعتاده والمزيد من الضحايا الأبرياء العُزَّل.