تشكل المبادرات الإنسانية التي من شأنها تخفيف المعاناة عن الناس مثل فتح الطرقات وإطلاق سراح أسرى الطرف الآخر دون مقابل وغيرها من الأعمال ضربة قاضية لتجار الحروب، الذين يقتاتون من دماء ومعاناة الناس، وتحرق مشاريع وأجندة القوى الخارجية الحريصة على تفتيت الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء الشعب والجسد الواحد تحت شعارات مزيفة وكاذبة وخادعة، مع الأسف الشديد ينجر لها الكثير من الناس ويصدقها ويتعصب لها، ويذهب البعض أبعد من التعصب وإلى سفك دماء إخوته في الدين والوطن والدم، ويغرق في مستنقع التعصب والكراهية والخيانة والعمالة والارتزاق وخدمة عدوه وهو نفسه يدرك أنه عدو تاريخي محال أن يأتي منه أي خير لأحد من أبناء اليمن.
لقد حرص العدوّ على بقاء الطرقات مغلقة ويعمل بكل قوة لإفشال الجهود الرامية لإبرام صفقة تبادل الأسرى الكل في الكل، ويضغط باتّجاه بقاء أكبر عدد من الأسرى في الأسر ولأطول مدة ممكنة حتى يستثمر ذلك في خلق المزيد من الانقسام والصراع والعداء بين أبناء الوطن الواحد، وحتى يستمر الاختلاف والصراع إلى ما لا نهاية، وهو يستاء من نجاح أية مبادرة لفتح طريق أَو إطلاق سراح أسرى ومعتقلين، بل إن ذلك يغضبه أكثر من غضبه لخسارة معركة عسكرية كونها خسارة لأهم الأوراق وأسباب الصراع.
ويمكن القول إن العدوّ قد خسر معركة تعز بنجاح بفتح الطرقات إلى داخل المدينة وفقد أهم وأكبر بيئة لإنتاج المقاتلين، وبأن الوطن قد ربح واحدة من أهم المعارك الوطنية دون أن يشكل ذلك خسارة لأي طرف يمني، بل إن الجميع قد انتصر بمبادرة أطلقها قائد الثورة وأنجزها أحد أبناء تعز القاضي أحمد المساوى -محافظ المحافظة- بتعاون وجهود الجميع وكان لقيادة المنطقة العسكرية الرابعة دور كبير ومهم في تحقيق هذا الإنجاز والانتصار، ونأمل أن يكتمل ونشاهد الناس وهم يعبرون بسلام وأمان من وإلى داخل مدينة تعز عبر تلك الطرقات، وأن يعود سكان مناطق التماس إلى منازلهم التي حرموا منها طوال ثماني سنوات، كما نأمل عودة النازحين والمهجرين من منازلهم ومناطقهم داخل مدينة تعز إلى مناطقهم ومنازلهم، وأن يتم تمكينهم منها وتوفير الحماية لهم بعيداً عن التصنيفات والانتماء الضيق فالجميع أبناء تعز وأبناء وطن واحد، وأن يتحقّق الأمر عينه خارج تعز وفي مناطق الأنصار وأن تتوقف الاعتقالات حتى يتوحد كُـلّ أبناء الوطن لمواجهة الأعداء الحقيقيين لهذا الوطن وأبنائها ولهذه الأُمَّــة.