"عيد الغدير" يوم تجديد الولاية، الذي نَصَّبَ الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله عزَّ وجلَّ "علياً عليه السلام" خليفةً ووصياً وإماماً وولياً من بعده، وهو اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة النبوية المباركة.
يحتفل العالم الإسلامي بعيد الغدير ابتهاجا بتنصيب الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- مولًى للمسلمين من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى بـ «غدير خم».
وقد ألقى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك اليوم خطبة مصيرية هامة جداً وحديث - عُرف بحديث الغدير، ويُعتبر من الأحاديث التاريخية الهامة، والمصيرية التي تثبت إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السَّلام" وتوجب ولايته على جميع المؤمنين بعد ولاية الله تعالى وولاية رسوله المصطفى "صلَّى الله عليه وآله وسلم".
ويستدل الكثير من محبي آل البيت الأكرم بخطبة الرسول الكريم في حجة الوداع، والتي تثبت أحقية الإمام علي "عليه السلام" بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، حيث قال في ذلك اليوم: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه».
إكمال نعمة الدين:
عيدٌ الغدير من أعظم أعياد الأمة، لأن فيه استمرار الرسالة الإلهية وضماناً لمستقبلها وحفاظاً على نعمتها، فهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتمّ فيه النعمة ورضي لهم الإسلام ديناً".
فعيدُ الغدير يعزز حالة التواصل مع كافة المسلمين - بعيداً كل البعد عن المذاهب والطائفية - كما أنه رسالة لأعداء الامة بأننا صفٌ واحدٌ في محورٍ واحدٍ نرفض كلَّ من يحاولُ اختراقَنا ببثِّ سموم الفتنة والفُرقة.
كما إنّ عيد الغدير هو عيد الإنسانية لما يحملُ من معاني التكافل والصلاح في هذه الأمم، والتي تتوق البشريّة لتحقيقها منذ الأزل، وجاهد الأنبياء والأولياءُ لبلوغها.
إكمال نعمة الدين هو يوم الغدير، فمعناه أيضاً أن تعيش البشرية في أمان واطمئنان، ولا يوجد جائع أو محروم، ولا ضلال أو انحراف بهذه الصورة، ويكون أدنى الناس حالاً متساوياً أمام القضاء مع أعلاهم منزلةً، بل حتّى مع الحكام أنفسهم، وما تراه من حالات الخير والإحسان.
عيد الله الأكبر:
هو يوم شكر لله وحمد له، وسرور لما من الله به علينا من تكريم وتشريف وتجسيد وتمييز بولاية أعظم إنسان بعد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم.
وسمي بعيد الله الأكبر .. لأن خطّ الله تعالى، والصراط المستقيم ممتدٌ في طول ولاية الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب "سلام الله عليه" وذلك لتسود الفضائل في المجتمع.
فيوم الغدير في الحقيقة هو روح جميع الأيام، وإحياؤه إحياء لعيد الفطر والأضحى والجمعة بل لكلّ الأعياد، فهو أعظم الأعياد ليستمر العدل والإنصاف، وكلّ القيم التي خلق الله من أجلها الإنسان وبعث إليه الأنبياء والرسل "عليهم السلام".
عظمة عيد الغدير:
(اليَوْمَ أكمَلتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَأتمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتـي وَرَضيتُ لَكُمُ الإسْلامَ ديناً).
وقال رسولُ الله "صلى الله عليه وآله وسلم" عن هذا اليوم: "وهو اليومُ الذي أكملَ اللهُ فيه الدينَ وأتمَّ علَى أمّتِه فيه النعمةَ ورَضِي لهُم الإسلامَ ديناً...".
وهذا معناه أنّه بإعلان ولاية أمير المؤمنين عليّ "سلام الله عليه" كفريضة من الله تعالى على المسلمين، يكون قد كمُل الإسلام، وبه تمّت نِعَمُه تعالى على الخلق، ومنه يمكن أن نستخلص أنّ الغدير آخر الفرائض فلم يَنزِلْ من الفرائضِ شيءٌ بعدها حتَّى قَبَضَ اللهُ روح رسولَهُ "صلى الله عليه وآله وسلم"، فبعد تنصيب أمير المؤمنين، خليفةً لرسول الله أدرك الناسُ مرادَ الله تعالى من الآية الكريمة: (أطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ) وعلموا أنّ عليهم بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله" أن يطيعوا أمير المؤمنين، فكانت فريضة الولاية آخر فريضة أنزلها الله تعالى على نبيّه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
لو أردنا أن نفهم الغدير في عبارة موجزة لأمكننا القول بأنها روضة الفضائل، والأخلاق، والمكارم والمحاسن، والقيم الإسلامية السامية.
من هو الإمام علي "عليه السلام":
علي بن أبي طالب هو ابن عم وصهر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وُلد في مكة المكرمة، تزوج من فاطمة بنت النبي محمد، وأنجبا أبناءً، من بينهم الحسن والحسين.
علي بن أبي طالب يعتبر شخصية مهمة في التاريخ الإسلامي، حيث شهد وشارك في العديد من الأحداث الهامة، بدءًا من الدعوة الإسلامية وصولاً إلى فترة الخلافة الراشدة، كما أنه كان شجاعًا في المعارك الإسلامية، وكان يُلقب بـ "بوابة المدينة العلمية" بسبب علمه الواسع وحكمته.
علي بن أبي طالب "رضي الله عنه"، كان يحبه النبي حبًا جمًا وعهِد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عهدا إليه أنه (لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق).
كان علي بن أبي طالب "عليه السلام" من أكمل الناس أخلاقًا، وكان يتميز بالشجاعة والكرم والعدل والحكمة، وقد تجلى ذلك في حياته في كثير من المواقف، مثل بطولاته في سبيل الله، وكرمه مع الفقراء والمساكين، وحكمه للمسلمين بالعدل والحق، وحكمته في إدارة شؤون الدولة.
يوم الولايه يوم مشهود..
في غدير الخم نزلت آيه
على اقتاب الابل كان صعود..
الرسول وعلي وأعلن ولآيه
أنا ولي المؤمنين وأنتم شهود..
وعلي من بعدي يأخد الراية
جبريل معنا موجود...
الآ بلغت وعليك ياالله الهداية
*نقلا عن : السياسية