منذ نشأة واحتلال العدو الصهيوني لدولة فلسطين العربية، وهو يمارس أبشع الجرائم الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، ومنذ ذلك الوقت لم نسمع أن الشعب الفلسطيني أو عناصر المقاومة الفلسطينية قد لقنت العدو أي ضربة موجعة إلا في صباح السبت بتاريخ: 7أكتوبر -الذي اعتبره المسلمين والعرب يوماً من أيام الله وسميت بعملية «طوفان الأقصى».
حدث 7 أكتوبر لم يكن حدثاً عابرا أو مستهلاً، بل إنه حدث يدلنا على قرب زوال الكيان الغاصب عن بكرة أبيه.
كيف لا؟! وجميع المؤشرات تدل على تحرير الأقصى، وباعتراف علماء البلاط من اليهود.
وما نراه اليوم من وعيد وتهديد، وتحذيرات، وإظهار للقوة، وقصف بالصواريخ على غزة بشكل مكثف من قبل العدو الصهيوني – ما هو إلا حالة هستيرية متخبطة، لعل وعسى يستمر” الكيان الغاصب” في مواصلة احتلال فلسطين ولو لمدة وجيزة إلى أن يتمكنوا من ترتيب وإعادة خططهم الشيطانية بضرب المسلمين والعرب وإشغالهم فيما بينهم دون الانشغال عليهم.
يعلم العدو الإسرائيلي علماً يقيناً بأن هزيمتهم حتمية من قبل أحرار العالم الإسلامي وخصوصاً (محور المقاومة)، وانهم جبناء لا يستطيعون المواجهة وليس لديهم فن القتال، وقذف الله في قلوبهم الرعب والذل وهذا ما وثقته عدسات الكاميرا لمشاهد تثبت ذلك – عملية “طوفان الأقصى” التي جعلت الاحتلال الإسرائيلي يلجأ إلى أمريكا ويتوسل لها بأن تقف معها.
نعم أمريكا سوف تقف معها وسترسل أسلحتها وجنودها بجانب جنود الاحتلال الإسرائيلي ولكن الحال من بعضه. لأن الفهم لحالة المقاتل الأمريكي هي نفسها عند المقاتل الإسرائيلي، وقد ذكرت ذلك بالتفصيل في إحدى مقالاتي بعنوان «اعطوني مقاتلاً يمنياً». الحقيقة أن أمريكا ظاهرها قوة وباطنها ذل وضعف، وكل ما نشاهده من أفلام سينمائية على أنها قوة خارقة ومقاتليها أقوياء، ويملكون أجساماً ضخمة، ويتحملون العناء والظروف…. كلها سراب – لأن الواقع يشهد على أنهم لا يستطيعون المواجهة وجها لوجه.
ولأول مرة يكتمل مشهد دول محور المقاومة في الغاية المرجوة، وهو تحرير الأقصى، وما نشاهده اليوم من إلتحام روحي وفكري وعسكري يؤكد على النهاية الحتمية للكيان الغاصب، وفي المقابل نرى تلك الدول العربية التي ليس لها الموقف الجاد تجاه ما يحدث في غزة، وكأنها تلتزم الحياد لكي لا يكون لها أي من الرأيين، ولربما يضر بمصالحها، ولكن الحياد وخصوصاً في هذه المرحلة الفاصلة- لا تكشف إلا عن انبطاح وذل وخزي على كل حاكم عربي ومسلم لم يصرح بالتأييد لعملية طوفان الأقصى واستمرارها حتى تحرير الأقصى.
وهنا نشكر الله تعالى على عملية طوفان الأقصى التي انكشفت من خلالها تلك الوجوه القبيحة الداعية والمتملقة إلى الإسلام والسلام والحقوق والحريات.
ومن عملية «طوفان الأقصى» والعمليات العسكرية المتبادلة والمتسارعة بين المقاومين الفلسطينيين، والعدو الصهيوني، لا استبعد وصول مجاهدين من دول المحور إلى فلسطين والوقوف بجانب إخوانهم الفلسطينيين، والقتال معهم جنباً الى جنب.
وتاكيداً على وجوب الجهاد في فلسطين من قبل الأمة المسلمة.. قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة عملية طوفان الأقصى: من الواجب تقديم الدعم للفلسطيني ولا يجوز على هذه الأمة أن تتفرج فيما الدول الغربية تساعد العدو الصهيوني المجرم.
كما أكد السيد عبدالملك بقوله: نحن مع تنسيق مع محور المقاومة وإذا تدخل الأمريكي بشكل مباشر، فمستعدون للمشاركة حتى بالقصف الصاروخي والمسير.
وليس غريبا على قادات دول محور المقاومة لقول وفعل هذا الشيء، فعملية طوفان الأقصى أثبتت أن دول محور المقاومة يدا واحدة وضاربة تجاه العدو الصهيوني وتحرير الأقصى والمقدسات الإسلامية، ولا شك أن الأحداث الجارية والمتسارعة تثبت هذا الشيء.
* نقلا عن :السياسية