قد ربما الكثير من أبناء الأُمَّــة العربية لا يعرفون اسم يافا، وتاريخها، بعد أن غيّر اسمها المحتلّ الصهيوني وأصبحت تعرف باسم “تل أبيب”، واتخذها الكيان المغتصب عاصمة له، وطمس جزءًا من تاريخها، وتراثها المتجذر في التاريخ. ولكن مع استمرار معركة (طوفان الأقصى) والتي تجاوزت الشهر العاشر بدأت الحقائق تظهر وتعود الأسماء الحقيقية للمدن الفلسطينية.
مدينة يافا الفلسطينية والتي أسسها الكنعانيون قبل أكثر من 4000 عام قبل الميلاد، والتي تطل على البحر الأبيض المتوسط، ذات التاريخ العريق هَـا هي اليوم تستعيد مكانتَها، وتاريخها عندما وصلت إليها الطائرة المسيرة يافا، القادمة من اليمن لتساندَ أبناء غزة في حربهم ضد الكيان الصهيوني.
عملية مباغتةٌ كشفت مدى هشاشة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وقبتها الحديدة وصواريخ «حيتس» كلها وقفت عاجزة عن التصدي لطائرة يافا، بل إنها لم يكن عندها أي علم بقدوم «يافا» إلا عندما وصلت لهدفها.
ضربةٌ جعلت جيش العدوّ الإسرائيلي في مأزق كبير، وصدمة لم يكن يتوقعها، بل وزادت من غضب الشارع الصهيوني ضد نتنياهو وحكومته، وجيشه الذي فشل في حماية نفسه.
كل ذلك جعل من هذا الجيش الكرتوني أن يغامر ويقوم بقصف مدينة الحديدة حارس البحر الأحمر ويستهدف ميناءَها ومحطة الكهرباء، ومخازن المشتقات النفطية وكلها منشآت مدنية، هذا الاستهداف يظهر مدى فشل هذا الجيش وتخبطه، والذي قام بأطول مسافة تقطعها طائراته منذ أن وُجد، حَيثُ كانت مسافة التي قطعتها طائراتُ العدوّ الإسرائيلي قرابة 2000 كيلو وبأحدث أنواع الطائرات الحربية إف 35، وإف 15، بالإضافة لطائرات تزويد بالوقود في الجو وبمشاركة دول أُخرى.
فكانت هذه الضربة للحديدة ولمخازن النفط بالذات تهدف إلى امتصاص غضب للشارع الصهيوني، من خلال تصاعد النيران بشكل كبير، بالمقابل كان هذا الاستهداف والنيران التي تصاعدت في سماء حارس البحر الأحمر، زادت الشعب اليمني عزيمة وإصرارًا على مواصلة معركة (طوفان الأقصى) ومساندة أبناء غزة، بل وأكّـدت أن الشعب اليمني وجيشه يخوضون أشرف معركة في تاريخه الحديث.
إن على الكيان الصهيوني أن يتحمل نتائج قصفه للحديدة، وأن الرد قادم، وإن حارس البحر الأحمر الحديدة، ستعانق حارس البحر الأبيض المتوسط يافا.
*نقلا عن : موقع أنصار الله