|
المقاومة شرف ومقاومة المؤمن جهاد
بقلم/ د.سامي عطا
نشر منذ: 3 أشهر و 14 يوماً السبت 27 يوليو-تموز 2024 01:26 ص
قاوم الفيتناميون الغطرسة الفرنسية ومن ثم الأمريكية بحرب الأنفاق، وكانت بسالة وتضحيات الفيتناميين محل تقدير واحترام العالم ونموذجاً عند كثير من أحرار العالم وكتب عنها المقالات والكتب حول حرب التحرير الشعبية وحرب العصابات التي كان يشنها الثوار الفيتناميون، بل إن الخطط الحربية المعتمدة على الأنفاق كانت تدرس في الأكاديميات العسكرية كأحد المآثر التي تظهر إمكانية التغلب على فارق الإمكانيات بين قوتين متحاربتين، واستخلص منها دروس أن القوة مهما عظمت ليست العامل في الانتصار في المعارك، وأن عدالة القضية أهم عامل في الانتصار على العدو مهما كانت قوته.
المفارقة اليوم أن بعض من كان يترنم بهذه الثقافة بات يسخر ويقلل ويذم المقاومة الفلسطينية في غزة لأنها تخوض معاركها مع عدوها بنفس ما خاضت المقاومة الفيتنامية معاركها مع القوات الأمريكية عبر الأنفاق وحرب العصابات.
وهذا يُظهر إلى أي مستوى بلغت ثقافة العرب من الانحدار بفعل خطاب وسائل إعلام البترودولار التي تكرس الهزيمة وتسعى إلى تزييف الوعي، وتكريس وعي الهزيمة والقبول بالتبعية والارتهان والتفريط في حقوق الأمة، والأنكى من ذلك أنّ هذا الوعي السائد والمنتشر يتم تسويقه تحت يافطة المشروع العربي، أي مشروع هذا الذي يثبط الإرادات ويوهن العزائم ويجر الدول والشعوب إلى التبعية والارتهان؟ هذا ليس مشروعاً ويستحيل أن يكون مشروع نهوض، إنه مشروع استسلام وخضوع لقوى البطش والاستكبار العالمي، إنه مشروع خيانة لدين الأمة وتاريخها.
لماذا يختلف موقف أنصار الله ؟
لماذا موقف الأنصار مختلف عن موقف خصومهم الداخليين من غزة ؟
بالطبع نتيجة الصدق والإيمان العامل الرئيسي فيها، لكن هناك عوامل أخرى لأنهم متحررون من كل القيود وليس لديهم ارتباط بقوى الهيمنة العالمية بأي مصالح أو منافع يخشون تضررها أو يمكن الضغط عليهم من خلالها، بينما خصومهم في علاقة عضوية مع قوى الهيمنة ولديهم شركات وأرصدة مالية ومصالح يخشون التضييق عليهم عبر العقوبات، مصالحهم الذاتية تجرهم إلى المواقف الضبابية أو اللعب على الحبلين وسمعناهم يطلقون الخطب الرنانة والعصماء حول القضية الفلسطينية، لكنها بلا فعل ولا تأثير ينطبق عليهم القول المتواتر ” أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك أتعجب”، أي يكون مع غزة قولاً وبالكلام المعسول والمحسنات البديعية وبالخُطب الرنانة، لكنها منزوعة الأفعال والمواقف.
ولو حدث الطوفان وسلطة صنعاء مع شرعية الفنادق لما حركوا ساكناً ولكان موقفهم لا يختلف عن موقف الزعماء إلّا بدرجة السوء.
وحين صار لصنعاء قائد صادق مؤمن بحجم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي باتت أقوال سلطة صنعاء تجسدها الأفعال، هذا الربط بين الأقوال والأفعال رفع من شأن اليمن وجعل أفعالها محل إعجاب وتقدير واحترام أحرار العالم وأعطاها مكانة وصيتاً ورمّم سمعتها السابقة التي شوهها نظام الفساد والعمالة الساقط.
وفي هذا المقام نرسل تحية لكل الجنود المجهولين الذين يمتثلون لأوامر وتوجيهات قائدهم ويسطرون ملاحم البطولة والفداء دعماً لأشقائنا في غزة .!
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|