في الـ20من إبريل من العام 2015م أقدم التحالف السلولي المريض على ارتكاب واحدة من أكثر الجرائم وحشية وصلفا وإجراما في حق سكان حي عطان بالعاصمة صنعاء ، عندما القت إحدى طائراته قنبلة فراغية فتاكة هزت العاصمة صنعاء في مشهد يحاكي ما قامت به أمريكا في مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين عندما أطلقت عليهما القنبلة الذرية المدمرة ، انفجار هائل ، خلف دمارا واسعا وصل إلى مساحات واسعة من الأحياء المجاورة لحي عطان الآهل بالسكان ، عشرات الجثث تساقطت على الأرض وتناثرت أشلاء بعضها ودفنت بعضها تحت ركام الأحجار المتطايرة من جبل عطان وتحت ركام المنازل التي تهدمت على رؤوس ساكنيها ، حالات اختناق كثيرة نتيجة انعدام الأوكسجين ، حالة من الصدمة والذهول ، فلم يكن يتوقع أحد أن يصل الحقد السعودي الإماراتي الأمريكي إلى هذا المستوى الذي يستهدفون فيه مدينة يقطنها قرابة ثلاثة ملايين ونصف مواطن بقنبلة فراغية محرمة دوليا غير آبهين للضحايا الأبرياء الذين سيسقطون جراء هذه الجريمة البشعة.
أكثر من 92 شهيدا ونحو 300 جريح سقطوا ضحايا مجزرة هيروشيما صنعاء التي ارتكبت على مرأى ومسمع العالم بأسره دون أن تصدر أي إدانة أو نلمس أي موقف دولي مندد ومستنكر لها ، منتهى الوحشية وقمة السقوط والوضاعة والبشاعة ، مشاهد مرعبة جدا ، تحول معها حي فج عطان والأحياء المجاورة له إلى منطقة منكوبة، الرعب يحاصرها من كل الاتجاهات ، إحدى الصخور الكبيرة التي تطايرت من سفح جبل عطان بفعل قوة الانفجار وصلت إلى فوق سيارة كانت واقفة أمام العزاني بشارع حدة ، ولكم أن تتخيلوا المسافة التي قطعتها هذه الصخرة الكبيرة لتقفوا أمام قوة وشدة الانفجار الذي خلفته هذه القنبلة المحرمة دوليا والتي يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت تجريبها في صنعاء تماما كما صنعت في اليابان مع القنبلة الذرية.
واليوم وفي ذكرى هذه الجريمة المروعة لا يزال أبناء حي عطان يتذكرون تلكم اللحظات العصيبة في حياتهم والتي لن تنسى وهم يتعرضون لجريمة إبادة جماعية مع سبق الإصرار والترصد ، ولا تزال شواهدها وآثارها قائمة وماثلة للعيان حتى اليوم ، وما تزال آثار الصدمة باقية في أوساط الأطفال الذين ما يزال يعاني الكثير منهم من اضطرابات نفسية نتيجة الرعب الذي خلفته الجريمة والرعب الذي سكن داخلهم عقبها ، لتظل جريمة فج عطان ، أو ما بات يطلق عليها مسمى هيروشيما صنعاء شاهد حال على وحشية وحقد وصلف وإجرام أحفاد مردخاي وأحبار الإمارات والذي لن يمحى من الذاكرة ولن تسقط آثاره بالتقادم وستطالهم يد العدالة بإذن الله وتوفيقه.
واليوم وبالتزامن مع ذكرى هذه الجريمة المروعة يعاود طيران الحقد السلولي شن غاراته الهستيرية على العاصمة صنعاء منتهكا كافة القوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة بحماية مدن التراث العالمي والتي تعد مدينة صنعاء في مقدمة قائمتها ، ولكن وكما يبدو فإن المال السعودي كان أكثر تأثيرا على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية وهو ما جعلها تخرس وتبتلع ألسنتها أمام هذا الصلف والإجرام السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني ، وخصوصا أن هذا القصف يأتي عقب جريمة العدوان السلولي بحق طالبات مدرسة سعوان والتي تم التعامل معها ببرودة ولا مبالاة أممية ودولية تحت تأثير الإغراءات المالية السعودية التي نجحت في شراء الضمير الدولي ونسفت بالقيم والمثل والحقوق والحريات عرض الحائط.
بالمختصر المفيد، هيروشيما صنعاء وغيرها من الجرائم والمذابح البشعة التي ارتكبتها قوى العدوان السلولي لن تمر مرور الكرام ، ولن يفلت المتورطون فيها من العقاب في الدنيا قبل الآخرة ، هذا هو وعد الله للمظلومين المستضعفين من عباده ، وعلى الباغي المعتدي تدور الدوائر ، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” ، وسيرينا الله جل في علاه في آل سعود وآل نهيان عجائب قدرته وقوته ما يشفي به صدور قوم مؤمنين.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.