|
الشيطان الأكبر.. والغدة السرطانية
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
نشر منذ: شهر و 23 يوماً الإثنين 19 أغسطس-آب 2024 08:42 م
بات جليا وواضحا وبما لا يدع أي مجال للشك أن أمريكا هي العدو اللدود للإنسانية وللديمقراطية وحقوق الإنسان، والراعي الرسمي للإرهاب والإجرام والتوحش الصهيوني والتكفيري، وأنها الدينامو المحرك لكيان العدو الإسرائيلي في عدوانه الهمجي على قطاع غزة، وحرب الإبادة التي يتعرض لها سكان القطاع المحاصر منذ أكثر من ثمانية أشهر، أمريكا صاحبة ما يسمى بحق النقض (الفيتو) تشكل عمود الارتكاز بالنسبة للكيان الإسرائيلي، وتمثل الظهر والسند الذي يستند إليه، ولا فرق في المواقف الأمريكية الديمقراطية منها والجمهورية تجاه هذا الكيان المحتل، كلهم يدافعون عن إسرائيل بشتى الطرق والوسائل، ويرون في قتلها لأهل غزة دفاعا عن النفس، وينظرون إلى رد المقاومة الفلسطينية على الإجرام والتوحش الصهيوني على أنه إرهابا ، إسرائيل هذه الغدة السرطانية حمل وديع، وحماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية منظمات وجماعات إرهابية، الكل يسعى لكسب ود وتعاطف ودعم وإسناد اللوبي اليهودي، ولا يلقون أي بال للمسلمين الذين يتم دغدغة عواطفهم قبيل أي استحقاق انتخابي بتصريحات دعائية متفق عليها مع اللوبي اليهودي لكسب المسلمين إلى صفهم .
حفلة الانحطاط التي شهدها الكونجرس الأمريكي مؤخرا والتي أحياها السفاح الصهيوني قاتل النساء والأطفال النتن ياهو، هي مدعاة للخزي والعار الأمريكي، مهرجان من التصفيق والاحتفاء بقاتل بات منبوذا من الشارع الصهيوني نفسه، طرح سخيف، وعبارات فارغة المحتوى، وكلام مشبع بالكذب والدجل والزيف، إفلاس ما قبله ولا بعده أظهره النتن بنيامين في كلمته أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي، قوبل بالتصفيق الحار من الأمريكيين الذين عكسوا الصورة الحقيقة لدولتهم (العظمى) (راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان)، نعم لقد كشفوا قبح وبشاعة أمريكا، وأظهروا للعالم بأن الحرب على غزة أمريكية بامتياز، وأن الإسرائيلي مجرد منفذ على أرض الواقع، وأنه لولا الدعم والإسناد الأمريكي لهذا الكيان الإجرامي لما أقدم على ارتكاب كل هذه المجازر والمذابح الوحشية بحق أطفال ونساء غزة .
نعم هذه هي الحقيقة، أمريكا هي المسؤولة الأولى عن الحرب والحصار على قطاع غزة، وهي المسؤولة المباشرة عن استمرار الجرائم الصهيونية الوحشية بحق المدنيين النازحين في مخيمات النزوح، والتي لن تكون آخرتها جريمة قصف النازحين في مدرسة خديجة بدير البلح والتي راح ضحيتها قرابة 63شهيدا وأكثر من 100 جريح بعد أن أعلن الكيان المجرم بأنها منطقة آمنة، كل ذلك والأمريكان يستقبلون السفاح النتن ياهو بكل حفاوة، ويتسابقون على التصفيق لنعيقه وهذيانه وأكاذيبه بكل سخف ووقاحة وقلة حياء، يصفقون للقاتل، يباركون له ما أنجزه من جرائم وحشية بحق المدنيين الأبرياء، وما ألحقه من دمار بمنازل وممتلكات المواطنين ومستشفياتهم ومساجدهم ومنشآتهم العامة والخاصة، يصفقون للسفاح الذي يمارس إجرامه وتوحشه تجاه النساء والأطفال على مرأى ومسمع العالم أجمع، يصفقون لمن خرج طلاب الجامعات الأمريكية للتظاهر ضده وللتنديد بالحرب التي يشنها على قطاع غزة، والحصار الذي يفرضه على سكانها، يصفقون لأكبر شخصية منتهكة لحقوق الإنسان في العالم مع سبق الإصرار والترصد، يصفقون لعدو الإنسانية اللدود بلا منازع .
بالمختصر المفيد، هذه هي أمريكا، وهذه هي حقيقتها، وهذا هو موقفها تجاه الحرب والحصار على غزة، حفلة الكونجرس وضعت النقاط على الحروف، وأثبتت المثل اليمني القائل (جد اليهود واحد) فالأمريكي الديمقراطي لا يقل قبحا عن الأمريكي الجمهوري عندما يتعلق الأمر بكيان العدو الإسرائيلي، أمريكا هي (الشيطان الأكبر)، وهي المحرك الرئيسي وخط الدفاع الأول عن (الغدة السرطانية) أمريكا هي من دمرت وتدمر قطاع غزة، وهي من قتلت أطفال ونساء غزة، بأياد صهيونية إسرائيلية، أمريكا هي العدو اللدود والأكبر للعرب والمسلمين خاصة ولكل الأحرار في العالم عامة، ولن ينعم العالم بالاستقرار إلا بسقوط هذا الطاغوت وكسر شوكته، وتمريغ أنفه في الوحل بمشيئة الله وعونه وتوفيقه .
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|