عبدالفتاح علي البنوس
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالفتاح علي البنوس
شكراً للإنقاذ ومرحباً بالتغيير والبناء
الشيطان الأكبر.. والغدة السرطانية
واقع الأمة .. والمخاطر الحقيقية
السنوار .. الحمساوي المرعب لإسرائيل
سيول الأمطار.. الفوائد والمخاطر والأضرار
فوبيا إيران .. وصهاينة العربان
اغتيال هنية والرد الإيراني
اتفاق “الشال والعقال” و”سعار الأنذال”
اليمن القوي … صمام أمان المنطقة
يافا وما بعد "تل أبيب"

بحث

  
لماذا هنية وإيران بالتحديد؟!!
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
نشر منذ: 3 أشهر و 18 يوماً
السبت 03 أغسطس-آب 2024 08:09 م


يعتبر شهيد المقاومة الإسلامية والأمة المجاهد والمناضل العربي الفلسطيني الجسور الشهيد إسماعيل هنية -رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (رضوان الله عليه) هو المهندس للسياسة العامة لحركة حماس، وأحد أبرز عقولها النيرة، وكوادرها المخلصة والوفية، ولذلك عمل كيان العدو الصهيوني على استهدافه من خلال تواجده في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على هامش مشاركته في مراسيم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في العاصمة طهران، المناسبة حضرها العديد من ممثلي البعثات الدبلوماسية العاملة في إيران وعدد من المسؤولين الإيرانيين.
مكان وتوقيت اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، لعب عليهما الكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أرادا من خلال ذلك خلق حالة من الحنق في الشارع الفلسطيني خاصة والعربي والإسلامي عامة تجاه إيران، لأنها لم تتمكن من توفير الحماية للشهيد إسماعيل هنية الذي كان في ضيافتها، هذا من جانب، ومن جانب آخر إظهار النظام الإيراني في صورة النظام الهش والمخترق، وضرب الحالة النفسية للرئيس الإيراني الجديد وحكومته الجديدة في أول يوم لتولي الرئيس مقاليد الحكم خلفا للشهيد الرئيس إبراهيم رئيسي، ومن جانب ثالث أراد المعتدون توجيه ضربة مباشرة لإيران على اعتبار أنها من تقف خلف دعم وإسناد محور المقاومة وحركة حماس على وجه الخصوص في معركة طوفان الأقصى التي تخوضها منذ عشرة أشهر.
كان بإمكان كيان العدو الصهيوني استهداف الشهيد هنية في تركيا أو قطر بكل يسر وسهولة، وكان بإمكانه تدبير أي حادث عرضي لاغتياله لتفادي إحراج الحلفاء الأتراك والقطريين، ولكنه يدرك جيدا أن ذلك لن يخدمه، ولن يكون في صالحه على الإطلاق، فهو يريد أن يحقق أكثر من هدف من وراء جريمة الاغتيال، يدرك تماما ما الذي يمثله إسماعيل هنية لحركة حماس وللمقاومة الفلسطينية ولفلسطين وقضيتها العادلة والمشروعة، وما الذي يشكله حضوره في المشهد العام لمحور المقاومة، ويدرك عمق العلاقات التي تربط حماس كحركة مقاومة إسلامية مع إيران، والعلاقة والارتباط الوثيق بين هنية وإيران، والدور الإيراني البارز في دعم المقاومة الفلسطينية في المعركة التي تخوضها ضده، فظن أنه باغتياله في طهران سيسهم في انفراط عقد التحالف بين الجانبين، وسيولد ردود أفعال فلسطينية حمساوية غاضبة على إيران، كما أراد أن يقول لمحور المقاومة إن إيران التي يرى أنها الداعم والسند له غير قادرة على حماية نفسها وضيوفها، بدليل أنه استهدف عاصمتها ونجح في اغتيال القائد إسماعيل هنية الذي يرى فيه حلقة الوصل بين حماس وإيران، وأن الخلاص منه سيؤثر سلبا على العلاقات بين الجانبين .
تلكم الأهداف الإسرائيلية الخبيثة التي سعى من أجل تحقيقها من وراء عملية اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، عملت بعض القنوات الفضائية وبعض المحللين السياسيين المنخرطين في مسار التطبيع والتصهين على الترويج لها، وانساق معها الكثير من ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين هاجموا إيران أكثر من مهاجمتهم لكيان العدو الإسرائيلي الذي نفذ عملية الاغتيال، البعض ذهبوا لتخوين إيران، والبعض الآخر اتهموها بالتقصير، والبعض وسموها بالدولة الضعيفة والهشة والمخترقة، البعض من باب الحقد على إيران، والبعض تحت تأثير الصدمة، والبعض كردة فعل على الجريمة، الكل سار خلف المؤامرة والأهداف الصهيونية، تجاهلوا الدور الإيراني الداعم للمقاومة الفلسطينية، والذي كان له أبلغ الأثر في كل هذا الصمود الأسطوري لها، تجاهلوا أن الجريمة بحد ذاتها تأتي كعقاب إسرائيلي لإيران على دعمها لحماس، قبل أن تكون عقابا لحماس لتحالفها مع إيران.
ما قدمته إيران للمقاومة الفلسطينية يفهمه ويدركه أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة، ولذا لا حاجة لصب جام غضبنا على إيران، العملية كانت غادرة وجبانة ومدبرة، والاختراقات الأمنية متوقعة وخصوصا في ظل التآمر الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني على إيران، ولا مصلحة لإيران في تمكين إسرائيل من تنفيذ هذه الجريمة، ولا يمكن لعاقل أن يستوعب مثل هذه الهرطقات والخزعبلات والتحليلات البلهاء الغبية، لذا يجب أن نعي وندرك أن إيران كانت المستهدفة من جريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، أكثر مما مثلته الجريمة من استهداف لحركة حماس وللمقاومة الفلسطينية، وما هو مطلوب من إيران اليوم في المقام الأول هو الرد، ومن ثم العمل على رفع مستوى اليقظة والحس الأمني والاستخباراتي المتضعضع، هناك خلل قائم في هذا الجانب، ويجب معالجته، والوقوف على مكامنه، العدو يلعب على ورقة الاختراق الأمني والاستخباراتي.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
د.سامي عطا
حفلة الجنون ومجون الشرق الأوسط المستحيل..!
د.سامي عطا
عمر القاضي
يكفي بعسسة!
عمر القاضي
علي جاحز
الأنظمة المُجنّدة صهيونيا
علي جاحز
حسن نافعة
خيارات نتنياهو وخيارات محور المقاومة
حسن نافعة
محمد محسن الجوهري
إسماعيل يترجل في ذكرى استشهاد زيد بن علي
محمد محسن الجوهري
عبدالرحمن مراد
عن العدو وتفكيك خطابه
عبدالرحمن مراد
المزيد