عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
محاولات لشرذمة الكيان الوطني
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 4 سنوات و 8 أشهر و 8 أيام
الجمعة 13 مارس - آذار 2020 07:13 م



تجري اليوم محاولات حثيثة لشق الصف الوطني عن طريق الحرب الناعمة التي تجد في التحليل مجالا لدس السم بين الدسم , أو من خلال فرض حالات غير واقعية في السلوكيات والتفاعلات اليومية , أو من خلال ترتيب نسق شللي يحاول أن يمارس أعمالا غير منسجمة مع المبادئ والقيم السماوية , أو إحداث الفرز الطائفي حتى تنفر الطبيعة السليمة وتنفصم النفوس ويحدث التشظي , أو زراعة الأوهام في الأذهان وبالتالي القيام بحركة تضييق لحريات المجتمع حتى يشعر بحالة الغليان وبالتالي الانفجار العظيم الذي سوف يحدث لا محالة إذا استمر الحال على ما هو عليه دون بصيرة ومعالجات.

اليوم تنتشر على شبكة التواصل الاجتماعي رؤى وتحليلات تجد مصداقا لها في الواقع سواء كان عفويا أو تصرفا فرديا من جماعة منسجمة تعمل على أجندات واستراتيجيات ومثل تلك الحوادث العرضية تحتاج إلى يقظة وتفاعل يومي يقوم بتصحيح الموقف والمسار لأن الموضوع يكون ملتبسا ومظنة ريبة وشك , فالنوايا لا يمكن القياس عليها , ولذلك لم يحدد الرسول عليه الصلاة والسلام موقفا من المنافقين خوف أن يقع في الظلم أو في منزلة من منازله , بل ترك الأمر لليقظة في التفاعل وكانت السماء حاضرة في بيان الموقف في القضايا التي يصعب بيانها , أما اليوم فالأمر يختلف اختلافا كبيرا من حيث الفارق الحضاري والثقافي ولذلك فالقول باليقظة لتصحيح المسارات وبيان الموقف من جل الحركات والتفاعلات والحد من الظواهر التي تنشأ سواء كانت بحسن من ظاهر النوايا أو بسوء منها فالأمر سيان.

لا يكفي أن نكون غير راضين عن بعض التصرفات أو جلها لكن المسارعة في بيان الموقف منها هو الفيصل في الحد منها أو التغلب على مقاصدها التي لا تضمر خيرا , وإن كان ظاهر أمرها خلاف باطنه فالأثر والنتائج هو القياس وندع النوايا فحسابها على الله , لأننا لابد من أن نحسن الظن حتى نجد يقينا واضحا يقيم الحجة ولا يدع المرتاب إلا على قلق المضطرب وإحساس المذنب في حق الله والمسلمين.

طبيعة التموج السياسي أنه يحاول أن يزرع المعوقات في الطرق والمنعطفات ولذلك فالهزائم التي لحقت بتحالف العدوان يتحمل وزرها في الاطار الوطني حزب الإصلاح وهو في السياق نفسه يشعر بذلها وبمرارتها ولذلك يرى أن انتصاره يكمن في تفعيل كوادر شوقي القاضي – اقصد كوادر التنمية البشرية إذ أنهم مؤهلون في السيطرة على الموجهات وتحديد المسارات – وقد بدأوا في الانتشار في شبكات التواصل الاجتماعي تحت مظلات مقالات الرأي وكتابة التحليلات وزرع المخاوف وإثارة سؤال المستقبل , وهم يضمرون من الأمر ما لا يظهرون ويجدون في نسيج الواقع الاجتماعي من يتعامل مع أسئلتهم بقدر من المسؤولية والقلق من الآخر ومثل ذلك قد بدأت سماته تظهر في الكثير من التفاعلات التي لن تفضي في قابل الأيام إلا إلى التباين وشق الصف وهو ما لا نحمده وستكون البداية للانكسارات المتوالية التي يحسن حزب الإصلاح صناعتها ويعجز كل العجز عن البناء , فهو وفق طبيعته التاريخية لا يعيش إلا في البيئات الوطنية غير المستقرة التي يحسن النمو والتعامل مع طحالبها وقد دل تاريخه على ذلك ولعل نظرة إلى عقد الستينيات توحي بهذا التوجه فهو ضد الثورة ومعها في الآن نفسه حتى يحدث حالة القلق والاضطراب ويتمكن من النمو , وقد اعترف بمثل ذلك قيادي بارز فيهم وهو عضو مجلس النواب محمد العديني في فيديو متناقل عبر وسائط التواصل الاجتماعي وهو اليوم ضد التحالف ومعه بنفس السياسة القديمة / الجديدة , فيوم ضد الأمارات وحين ضد السعودية وتصريحات متناقضة بين قادته لا هدف لها إلا بقاء الحال قلقا ومضطربا حتى يتغلب على خصومه الذين ينازعونه السيطرة على الفار هادي , ومقاليد الأمور في تعز ومارب والجوف وشبوة وحضرموت وفي عدن التي خرج منها مذموما مدحورا.

لا يمكن للإصلاح كحزب سياسي – يشكل امتدادا لحركة الإخوان المسلمين – أن يتناغم مع حركة المجتمع اليمني ولا مع امتداده الحضاري والثقافي والتاريخي فالتباين والتضاد أصبح واضحا وجليا ولذلك فشل في مارب وفشل في عدن وفشل في تعز فشلا ذريعا وهي بيئات قد يجد فيها حواضن ذات تناغم وانسجام مع فكره وعقائده , فكيف به إذا خاض تجاربه وحيدا في صنعاء وذمار وحجة وصعدة وغيرها من المناطق التي لا تنسجم ولا تتناغم معه وهي محسوبة على العقيدة الزيدية ؟ لا أظن الأمر سيكون محققا لأهدافه ولذلك فهو يعي تلك الحقائق فيعمل على الاضطرابات الأمنية وتشكيل عصابات في الطرقات لتعطيل الخدمات , ويقوم بالاغتيالات والتفجيرات وصناعة الأحزمة الناسفة من أجل إرهاب خصومه وإخضاع المجتمع , فقد فعل ذلك في زمن حكم صالح وفعله في زمن حكم المبادرة الخليجية إلى ثورة 21سبتمبر 2014م ونفذ نفس السيناريو بعد سيطرته على مارب وتعز وعدن وتحدث إعلامه عن حركة “الموتر سيكل” التي كانت تمارس حركة اغتيالات في صنعاء وانتقلت إلى مارب بذات الآلية بعد أن تمكن من السيطرة عليها ومثل ذلك لم يعد خافيا على المتابع الحصيف.

اليوم يقوم الإصلاح بتفكيك النسيج الاجتماعي عن طريق كوادر التنمية البشرية التي يقودها شوقي القاضي في الاطار الجغرافي الذي تسيطر عليه سلطة المجلس السياسي حتى يعيد انتاج نفسه في المعادلة الوطنية , بعد أن وجد نفسه يتكبد الهزائم العسكرية والسياسية والثقافية والإعلامية.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
أنس القاضي
التدخلات الأمريكية والحروب بالوكالة
أنس القاضي
عبدالفتاح علي البنوس
لا حوار في ظل العدوان والحصار
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالملك سام
الموت البطيء ل«قرن الشيطان»
عبدالملك سام
محمد صالح حاتم
مهلاً كورونا قبل أن تغزونا
محمد صالح حاتم
عبدالملك سام
العودة لتحقيق أحلامنا
عبدالملك سام
عبدالفتاح علي البنوس
مهلكة آل سعود
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد