في أي صراع وفي أي معركة عسكرية أو سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك يستخدم كل طرف ما يستطيع وما يملك من الأسلحة العسكرية من اجل تحقيق النصر، ولا يكتفي بالأسلحة والقتل والدمار والعدة والعتاد بل يستخدم الكثير من أنواع الصراع السياسية والاقتصادية، وعندما يكون العدو مجرما عدوانياً مستكبراً لا يملك ضوابط شرعية ولا أخلاقية ولا إنسانية فأنه لا يتورع عن القيام بأي عمل إجرامي كيفما كان بشعاً ولا يستثني أي جانب من جوانب الصراع كيفما كان كما هو الحال في المعركة التي يخوضها الشعب اليمني الصامد في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي.
لهذا عندما تحس دول تحالف العدوان أن الفشل والخسارة والهزيمة تعصف بها وبمرتزقتها في مختلف الجبهات على أيدي رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية تعمل على التعويض من خلال استهداف الجبهة الداخلية عبر عناصرها وخلاياها الاستخباراتية والإجرامية وعبر وسائلها الإعلامية بنشر شائعات وأخبار وأكاذيب عارية عن الصحة تتناول فيها مواضيع متنوعة تهدف إلى خلق حالة من التباينات والمشاكل في أوساط المجتمع اليمني الصامد لكي تضمن إعاقة تقدم الجيش واللجان الشعبية وتحد من انتصاراتهم الكبيرة والمتسارعة وتخفف عن نفسها وعن مرتزقتها ولو قليلاً من الفشل المتوالي والمستمر في أكثر من جبهة وعلى أكثر من صعيد.
وبما أن الصراع والحرب في مواجهة العدوان ومرتزقته شامل عسكرياً وامنياً واقتصادياً وإعلامياً وثقافياً وفكرياً وسياسياً واستخباراتياً وفي مختلف جوانب الحياة فأن دول تحالف العدوان تمارس كل أنواع الصراع في عدوانها على الشعب اليمني وتسعى لتحقيق مكاسب في شتى المجالات، وإذا أخفقت في جانب من جوانب الصراع تسعى للتعويض في الجانب الآخر خصوصاً في ما يسمى بالحرب الباردة وهي ليست باردة والتي تعمل على تفكيك وزعزعة الجبهة الداخلية والتشجيع على القيام بالإضرابات وعرقلة مشاريع البناء والإنتاج وتعميم الأفكار والنظريات التي تهدف إلى خلق الميول الى الانهزامية والدعاية والإعلام المفبرك والمزيف والعمل على تفريق الصفوف وبعثرة الجهود وتحريض الشعوب المغلوبة على أمرها على الثورة ضد من يسعى لإنقاذها والدفاع عنها وهكذا.
ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يتم استغلال كل الثغرات والأخطاء التي تحصل في ميدان الصراع الجغرافي والعسكري والمجتمعي، أضف إلى ذلك توظيف أمور سياسية وإنسانية بشكل خطير وخبيث بما يخدم العدو في أطماعه الاستعمارية مثل المساعدات الإنسانية والمفاوضات والحوارات والمشاورات والإعلان عن هدنة من اجل السلام في وسائل الإعلام، كل هذا يهدف إلى خلخلة الجبهة الداخلية وإرباك الصف العسكري المقاوم وإعاقة عملية التقدم والتحرير وإيجاد فجوة بين القيادة والمجتمع وبين الجيش والشعب، كذلك يعمل العدو على تحريك الخونة الذين يعملون بشكل خفي داخل المجتمع لصالحه وعندما يحتاج إليهم يطلب منهم أن يتحركوا بشكل علني تحت عناوين مختلفة مزيفة تخدم أهداف العدو، وهذه الأساليب من اخطر أنواع الحروب التي يستخدمها الأعداء والتي إذا لم يتنبه لها الشعب ويعيها جيداً ويعرف كيف يتعامل معها فأنه يعرض نفسه للخسارة.
جربنا وعشنا وخضنا كشعب يمني صامد في معركتنا في مواجهة العدوان الكثير من أنواع الصراع ووجدنا أن أسلحة المعركة لا تقتصر على البندقية والمدفع والدبابة والطائرة والصاروخ بل أنها تشمل الكلمة والقلم والمنبر والقناة والإذاعة والصحيفة والجراثيم والأمراض والحصار والكذب والمكر والخداع وغير ذلك، ولاحظنا كيف أن دول تحالف العدوان تستخدم الحرب البيولوجية ضد الشعب اليمني منذ بداية العدوان وتسعى اليوم إلى نشر فيروس كورونا في أوساط المجتمع اليمني الصامد وتسعى إلى توظيف موضوع السلام والهدنة إعلامياً لتضليل الرأي العام العالمي، وتسعى إلى استغلال الظروف الاقتصادية التي صنعها الحصار التي تقوم به دول العدوان.
ولكي نضمن تحقيق النصر في مواجهة كل هذه الأسلحة وكل جوانب الصراع علينا أن نخوض تفاصيل المعركة بكلها بوعي وحكمة ومسؤولية وتسليم مطلق للقيادة وتفاعل ايجابي مستمر ومواكبة للإحداث وتوكل على الله بثقة عالية والاعتماد عليه وطلب العون منه والتحلي بالحيطة والحذر وسد الثغرات ورفد الجبهات وعدم التعاطي مع ما يصدر من جانب العدوان بدون وعي ومعرفة والالتزام بما ترشدنا إليه قيادتنا، وهذه المقومات كفيلة بأن تجعلنا نتغلب على أعدائنا وننتصر عليهم في مختلف جوانب الصراع.