عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
عن استمرار القصف والحصار
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 4 سنوات و 4 أشهر و 18 يوماً
الجمعة 03 يوليو-تموز 2020 07:34 م


أضحى النظام السعودي فاقداً لمفردات اللعبة السياسية ويتعامل بجنون المترف المتغطرس الذي يتوهم أن المال قادر على صنع المستحيلات وتفاجأ بواقع لم يكن في حسبانه قط , ولم يدر في خلده، فالأسد الجريح الرابض فوق سهول ووهاد اليمن يكابر على البقاء ويصرّ على عدم الاستسلام رغم كل آلات الدمار والموت والقنابل العنقودية والصواريخ وكل الطلعات الجوية التي بلغت رقماً قياسياً لم تبلغه أي حرب في التاريخ منذ بدء اختراع الطائرات ودخولها في منظومة الحروب، إذ يجمع العسكريون على أن الطلعات الجوية لا يمكن لها أن تتجاوز سقفاً زمنياً مقدراً بـ(48) ساعة – فما بالنا بأكثر من أعوام خمسة – كما أن تكثيف الطلعات على محددة جغرافية بعينها إلى درجة أن تصل إلى (150) طلعة أو تزيد، دليل حالة هستيرية ونزوات غير قادرة على تقبل الحقائق وحماقات مترف بلغ به الغرور مبلغاً قد يصل به إلى العقدة الفرعونية وهي عقدة تجلّت في مظاهر الحقد والغرور الذي كان مسكوباً على محافظة صعدة والشريط الحدودي لمحافظة حجة، ومثل تلك الحماقات قد تسطر بدماء الأطفال والشيوخ الركع والنساء القابعات في خدورهن نهايات آل سعود الذين تمادى طغيانهم وزاد بغيهم وتجاوزوا حدود الله وأخلاقيات الحروب وتجاوزوا كل المواثيق والعهود والقوانين الإنسانية ليقدموا للعالم نموذجهم الذي ظل متوارياً تحت البهرج الإعلامي وفتاوى علماء قرن الشيطان أرباب الفتنة والداعين اليها- كما دل على ذلك الأثر النبوي الشريف.


لقد كشف العدوان السعودي على اليمن سوءة النظام العالمي الذي يتشدق بالديمقراطية والقيم والمبادئ الإنسانية، وربما كانت وظيفة العدوان مزدوجة جاءت لتكشف سوءة آل سعود ونظامهم وبراجماتية النظام العالمي الذي يشاهد الحصار والدمار والحالة العدوانية التي عليها السعودية ولم يتحرك ضميره الإنساني ولا ضميره الأخلاقي أمام آلاف المشاهد التي تدمي القلوب وهي بين الركام وتحت الأنقاض وظلّ يداهن السعودية طمعاً في منافعه وفي أموالها التي تنهلّ كالأمزان على كلّ من هبّ ودبّ منذ بدء العدوان، وفي مقابل كل ذلك الجبروت والصلف والعدوانية والدمار ماتزال كبرياء الأسد الجريح اليمني تقاوم في صمودٍ- أثار دهشة العالم- ذلك الطغيان والعدوان والبغي، فالقضية تجاوزت المظاهر المادية وأسباب الحياة العصرية ومقوماتها من البنى الإنمائية المختلفة التي يستهدفها العدوان السعودي لتلامس وجدان الإنسان اليمني ومروءته ونخوته وشهامته وكبرياءه، ولذلك سيظل العدوان يصر على إذلال الذات اليمنية وسيظل الإنسان اليمني عصياً على الانكسار وعصياً على الفناء وسيكون عنصراً في الكينونة على الخارطة في المستقبل، في حين سيذهب الباغون الى صفحات التاريخ لأنهم كتبوا نهاياتهم بدماء الأبرياء من أهل اليمن.


لم يسجل لنا التأريخ في صفحاته أن عدواناً بمثل وحشية العدوان السعودي ظل كحالة فاعلة ومتفاعلة في معادلة الحياة السياسية والاجتماعية بل تحدث التاريخ عن فناء الباغين وأهل العدوان، وقال القرآن في جلّ آياته وسوره بالعبرة والعظة من أهل البغي والظلم والترف بل وأورد نماذج منهم في نصوصه حتى تكون معياراً موضوعياً يمكن القياس عليها في الامتثال والانحراف، بيد أن الذين ختم الله على قلوبهم غشاوة من أهل نجد لا يكادون يبصرون ولا يتعظون ولا يميزون بين الحالات الامتثالية والحالات الانحرافية في سلوك ساستهم، وقد يعلو الرّان على قلوبهم فتصبح صمّاء صلداء لا تحسُّ ولا تشعر ولا تعقل، ولذلك نرى أن أولئك القوم من أبناء الأعراب والصحراء كانوا سبباً مباشراً في تعطيل الروح المثلى للإسلام والقيمة الأخلاقية له، بل عملوا ما وسعهم الجهد تحت غطاء المبررات الواهية على النيل من الإسلام وتشويه صورته أمام العالم، فكل الذي أصبح عالقاً في أذهان الناس هو الأشلاء وآثار الدمار والرؤوس المقطوعة وحالات الإبادة الجماعية التي تمارسها الجماعات الإرهابية، والموقف السلبي من المظاهر الحضارية العصرية والتقنية وتوظيف كل المظاهر الحديثة توظيفاً قاتلاً ومدمراً، فالعالم لا يرى في الإسلام إلا تلك الصورة التي عملت الجماعات الإرهابية المدعومة من نظام آل سعود على تكريسها في وجدان الإنسان العالمي، لقد هدم آل سعود الإسلام من داخله وعملوا جاهدين على تشويه صورته.. وكشف عدوانهم على اليمن حالات الفراغ والاغتراب الزماني، وقال للناس جمعاء من عرب وعجم إنه نظام رجعي متخلف، شكّل على مدى قرن من الزمان حركة معيقة لعوامل النهضة عند العرب والمسلمين.


فهل يخرج مارد النهضة من تحت الركام في اليمن؟ ذلك ما تقول به الرموز والإشارات التي تبعثها تداعيات العدوان على اليمن.


إذ لم يعد الغطاء الإنساني والسياسي متوفرا بعد أن مضت خمس سنوات قالت بالنوايا وكشفت عن الحقائق والدوافع , وثمة يقظة متأخرة للقوى التي كانت تطوي رايتها الوطنية في سبيل أن تعلو راية العدوان في الجغرافيا اليمنية , فقد حدث تبدل في الموقف وفي النوايا لطرفي المعادلة التي تمارس غواية التدمير والخراب والقتل في اليمن وهما العملاء وقوى العدوان , فالعملاء اكتشفوا متأخرين انهم كانوا مطايا للعدوان لتدمير اليمن ولم تكن فكرة عودة الشرعية إلا بريقا يحسبه الظمآن للسلطة كرسيا مرصعا بالذهب واكتشف أنه كان حجرا صلدا تحطمت على صفوانه الأحلام الوردية .


خمسة أعوام أو تزيد والسعودية تقصف اليمن بكل أنواع الأسلحة وماتزال اليمن قادرة على الصمود والرد وتلك معادلة – لعمري – تقول الكثير لو كانوا يعقلون .


لن يزيدنا القصف والحصار إلا إرادة وقوة وإصراراً على الانتصار وذلك ما يقوله التاريخ فهل يتدبرون أحداث التاريخ أم على قلوب أقفالها .

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
غارات السقوط والإفلاس والهزيمة
عبدالفتاح علي البنوس
صلاح الشامي
هستيريا النَفَس الأخير
صلاح الشامي
حسن حمود شرف الدين
التعيين والعزل وفق نسبة الكفاءة والنزاهة
حسن حمود شرف الدين
عبدالفتاح علي البنوس
جريمة آل سبيعان وداعشية الإخوان
عبدالفتاح علي البنوس
محمد الصفي الشامي
الرهان الأخير..
محمد الصفي الشامي
عبدالرحمن الأهنومي
تصعيد العدوان :إعادة استخدام الأوراق المحترقة
عبدالرحمن الأهنومي
المزيد