عاود تحالف العدوان تصعيد اعتداءاته التي لم تتوقف طوال الفترة الماضية، وذلك بهدف كسب مزيدٍ من الوقت فقط على أمل ان يؤدي الحصار المطبق إلى استسلام صنعاء، بعد أن فشل في حسم المعركة عسكريًا، وهو ما يمكن القطع به.
يدرك تحالف العدوان جيدًا ان أقصى ما يمكنه القيام به هو تكرار استهداف العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى وقصف الأهداف نفسها، وهو، بطبيعة الحال، لا يغير من المعادلة الاستراتيجية شيء، إذا ما نظرنا بعين الاعتبار إلى رهان صنعاء الذي اعتمد منذ البداية على استراتيجية النفس الطويل.
ما عمدت إليه الرياض، يؤكد فشلها في التقاط فرصتها الأخيرة على الطاولة السياسية للخروج من اليمن بما تبقى من ماء الوجه عبر المفاوضات غير المعلنة مع صنعاء بشروط الأخيرة، وهو ما يمكن قراءته وتلمسه في تصريحات محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني المفاوض.
من جانبٍ اخر، قد تكون النتائج عكسية على تحالف العدوان في مسرح العمليات العسكرية، في ظل تنامي قوة صنعاء الصاروخية والمسيّرة، التي تهدد أمن اراضي المملكة والإمارات، وتجعلها عرضة للإستهداف أكثر من اي وقتٍ مضى، فضلاً عن تحقيق قوات صنعاء انتصارات نوعية كبرى في سياق المعركة البرية.
تصريحات وزير الدفاع اليمني، كانت واضحة جلية، إذ أكد خلالها ان القوات المسلحة اليمنية في أعلى الجاهزية، وستستمر في تنفيذ العمليات الهجومية الاستراتيجية الواسعة في عمق العدو الجغرافي وستضع حداً نهائياً لغطرسته وعدوانه وحصاره.
استطيع القول بأن الهزيمة اصبحت معلنة وبجدارة لمن قالوا بأنهم سيحسمونها خلال اسابيع قليلة. وبات النصر وبأرقى الأمثلة والتضحيات من نصيب من أربكوا ولا زالوا يربكون ويرهقون ويستنزفون مشاعر ومخازن وأموال ومرتزقة أعدائهم منذ أسموها معركة النفس الطويل وحتى آخر يوم فيها.