عبدالعزيز البغدادي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالعزيز البغدادي
تشكُّل الدول بين إرادة الشعوب وأمزجة الحكام
هل اليمن بيتنا؟
ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟
حربٌ على الإرهاب أم تلاعبٌ بالعقول؟!
في طريق بناء الدولة المدنية
العدالة والأمن.. حق المواطن ومسؤولية السلطة
معرفة الحقيقة مفتاح العدالة الانتقالية
فتح الطرق وإنهاء الانقسام مسؤولية مَنْ؟
الإنسان بين الضآلة والجبروت!
الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام والمصالحة الوطنية

بحث

  
الموعظة من موقع المسؤولية !
بقلم/ عبدالعزيز البغدادي
نشر منذ: 4 سنوات و 3 أسابيع و 6 أيام
الثلاثاء 27 أكتوبر-تشرين الأول 2020 06:49 م



للكلمة سحرها وجمالها، ولها دورها في الفعل والخلق ، فهي بداية تَجسُّد الفكر، أي نقله من السر إلى العلن أو من التأمل الذهني إلى الواقع العملي ، والكلمة هي المظهر الخارجي للفكرة ، فإرادة الله في الخلق بدأت بكلمة الأمر (كن) فكانت ،

والإنسان المؤمن بأن له رسالة يؤديها في حياته القصيرة مهما كانت عدد سنواتها يستخدم الكلمة في علاقاته بالآخرين فإن عجز فبالإشارة المُفْهِمَةْ، لذلك فإن تعبير الإنسان عن الرأي حاجة وضرورة لممارسة الحياة وتطويرها وفي قيامه بمسؤولياته تجاه نفسه وتجاه غيره ، ومن نفس المنطلق جاءت الرسالات السماوية وتكونت النظريات والأفكار وتم التعبير عنها وانتُقِدَتْ وتطورت فانتقل واقع حياة الإنسان من طور إلى طور إلى أن وصل إلى ما نعيشه من تطور مذهل رغم كل السلبيات المصاحبة كتطور أساليب ارتكاب الجريمة وأدواتها ، كل تحدٍ يقترن دائماً بفرصة موازية ليبقى الخير والشر ما بقيت الحياة ، لهذا فإن محتوى الحوار القرآني بين الله والملائكة حول بدء خلق الإنسان يشير إلى هذه الحتمية أي حتمية الحياة الدنيا كمحطة اختبار للمؤمنين :

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنيِّ جَاعِلٌ فِي الْأرَْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أتََجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنحَْنُ نسَُبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنقَُدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعَْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الآية 20 ) سورة البقرة.. هذا الحوار الذي حسمه الله بتقرير ) خلق الإنسان رغم علمه بما سيرتكبه هذا الإنسان من مفاسد وآثام وجرائم مختلفة ، معناه أن حياة الإنسان المستخلف في الأرض وهي جرم ضئيل في الكون ما هي إلا محطة اختبار وتحميله مسؤولية هذا الاختبار مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنفَْسِهِ وَمَنْ أسََاءَ فَعَلَيْهَا)، (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أيَُّكُمْ أحَْسَنُ عَمَلًا) والآيات الدالة على هذا الاختبار الأصعب الذي يعكس أهم أسرار الحياة كثيرة ! وقد اجتهد البشر في البحث عن أساليب تنظيم حياتهم ومسؤولياتهم فوجدت السلطات والدول ووضعت القواعد التي تحكمها هذه المسؤولية وقواعد الالتزام بها ،

وبقيت سلطة الرقابة على السلطات للشعوب باعتبارها مصدر هذه السلطات ، والشعب يمارس رقابة مباشرة عن طريق المجالس النيابية أو هيئات وأجهزة الرقابة الرسمية أو الشعبية ، وغير مباشرة كالصحافة ووسائل الإعلام وما تمارسه الجامعات من بحث علمي، ولهذا فإن من أولويات النظم الديمقراطية المفترضة التأكيد على أهمية حرية الرأي والتعبير عنه ويندرج في الفقه الإسلامي ضمن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يرتقي في الإسلام من الحق إلى الواجب ليتجاوز حرية الرأي إلى مباشرة الفعل في التغيير حسب الممكن والمستطاع (كُنتُْمْ خَيْرَ أمَُّةٍ أخُْرِجَتْ لِلناَّسِ تَأمُْرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنهَْوْنَ عَنِ الْمُنكَْر) والحديث (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه) ومنوسائل الرقابة والتعبير عنها المواعظ الدينية أو التوعية الثقافية ، ومصدر التوعية أو المواعظ قد تأتي ممن بيده سلطة دينية أو مدنية أو أي سلطة أو من خارج السلطة، فإذا كانت من ذي سلطة فلا بد أن يحرص على أن تكون مواعظه منطلقة من رقابة شديدة للذات بحيث تطابق أقواله أفعاله وأن لا يكون مسؤولاً بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن ممارسات فاسدة أو تعيين أشخاص في مواقع المسؤولية السياسية أو التنفيذية أو القضائية من غير الجديرين بها أو المعروفين أو الموصوفين بالفساد المالي أو الإداري أو عدم الكفاءة لأن للموعظة في هذه الحالة مردوداً عكسياً، فلا موعظة إلا من متَّعظ !،

والموعظة من موقع السلطة تختلف عن الموعظة من موقع المعارضة ، لأن واجب السلطة أن تستمع للناس لتتبين أخطاءها لا أن تعظهم في تجنب الفساد وهي المسؤولة عن ممارسته، فكل من أصبح في السلطة أياً كان موقعه فيها هو الأحوج دائماً للموعظة في حدود السلطة المخولة له، وهو مسؤول عن أحوال الناس لأن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ؛ والعلاقة بين السلطة وبين المعارضة بل وبينها وبين المواطنين عموماً في مجال الموعظة ونقد الأخطاء ينبغي أن تكون علاقة تشاركية ليس بمعنى المشاركة في نهب السلطة والثروة والاستئثار بها وإنما بمعنى الاستماع للآراء والمواعظ والنقد مهما كان قاسياً ؛ وواجب استماع من يصل للسلطة للآراء المعارضة والناقدة واجب جوهري وليس ترفياً، ومن مؤشرات مستوى تحمله للمسؤولية بجدارة ، وعليه أن يسعى جهده للاستماع للناس مهما كانت آراؤهم غير مُرضية أو قاسية لأن استمرار النفاق والاستماع للمنافقين مخدر خطير على الذات والآخر فهو يُورد الهلاك ويؤدي إلى انهيار الأمم وضياعها !!.

أيها الليل يا من يجالسه الشعر حيناً
ويقتله الشعراء
أيها الفجرُ يا حلمنا الأبديُّ
اعطِ مشنقة الميكرفون قليلاً من النومِ
أضمِّدُ جرح النهار بنار احتراقي
تستحيل حروق دمي حروفاً تضيئ كياني
وسط أوردة المستحيلْ.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
زيد الغرسي
محاولات اليهود اغتيال الرسول لماذا غُيبت عن المسلمين؟!
زيد الغرسي
د.عبدالعزيز بن حبتور
عدن.. سردية حزينة في زمن احتلال الأَعْرَاب"2"
د.عبدالعزيز بن حبتور
عبدالفتاح علي البنوس
"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" 1436
عبدالفتاح علي البنوس
إبراهيم الوشلي
شربة خمر..!
إبراهيم الوشلي
خالد العراسي
تراتبية أطماع العدوان الكوني
خالد العراسي
أنس القاضي
تفكيك خطاب العدوان
أنس القاضي
المزيد