لقد وصلتم أيها الحوثيون إلى درجة غير معقولة من التبذير والبذخ، وأصبح السكوت عليكم محرماً في الشريعة الإسلامية، تخيلوا أنني رأيت أحدهم يشتري شريط قماش أخضر فقط من أجل تعليقه كزينة للمولد النبوي بحسب زعمه..!
إهدار المال في شراء شريط أخضر يعتبر كفراً وفسقاً لا يغتفر، حتى وإن كان هذا في سبيل إحياء ذكرى النبي الذي تصبب عرقه أنهاراً وهو يحاول هدايتنا، فتخليد نبي السلام والرحمة بالفرح والاحتفال لا يتناسب مع أفكاري الداعشية الأمريكية.
فأنا المسلم «المتدعشش» المتأمرك.. اعتدت على تخليده بالتكفير والتفجير والتدمير والتزوير، فإسلامنا المشوه المزيف يختلف كثيراً عن إسلامكم المحمدي الأصيل.
ديننا العجيب يسمى إسلاماً على الطريقة الأمريكية الوهابية الداعشية، ومحمد هو نبينا كما أخبرنا علماؤنا ذوو البطون المنتفخة والذقون المهترئة، لكنني لسبب مجهول أشعر بالغيظ الشديد كلما رأيتكم تحتفلون بذكرى ميلاده وتستذكرون مبادئه وقيمه، حتى بدا بيني وبين اللون الأخضر العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، وأصبحت بمجرد رؤية شيء أخضر أختنق ضيقاً وضجراً وكآبة.
يخبرني تجار الفضيلة دائماً أن أتصدى لأي مظهر من مظاهر إحياء المولد النبوي، وأن أغلظ عليكم وأحاربكم بكل قواي، لأن ما تفعلونه من تشريف وتعظيم وتكريم لرسول الله هو الفسق بعينه لكنهم لم يخبروني من قبل ولو مرة واحدة أن أتصدى للإساءات الكثيرة التي تصدر من قبل ساسة الاستكبار والاستعمار بحق شخصية النبي الأعظم والأطهر، ربما تعتبر الإساءة للنبي سنة نبوية في شريعتنا الاستحمارية الاستغبائية..!
لأنكم أيها الحوثيون تجسدون فعلياً «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، سترونني جريئاً غليظ القلب أجهر باستيائي من الاحتفال بذكرى المولد النبوي، وعندما أسمع الرئيس الفرنسي «ماكرون» يسخر من الإسلام ونبي الإسلام أتحول تلقائياً إلى قط وديع لا يجرؤ حتى على قول «مياو».
ومع كل هذا.. مازلت أرى أنني المسلم الوحيد بينكم، وأنتم الكفار المجوس المرتدون، وبرغم أنكم الوحيدون الذين وقفتم في وجه الطاغوت ودافعتم عن محمد ورفعتم ذكره عندما صمت الجميع، فإنني أظن أن شفاعته يوم الحساب ستكون من نصيبي وحدي، لكن قبل هذا يجب علي أن أكون من أهل الكبائر كما أخبرني شيخنا السمين مستشهداً بالحديث المبتدع المخترع «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، حيث قال لي إن (كأساً وغانية) كفيلتان بضمان نيل الشفاعة.
أعتقد أن سبب سكوتنا عن إساءات «ماكرون» وغيره بحق خاتم الأنبياء والمرسلين، هو أننا نسيء إليه بالإسرائيليات التي اختلقناها أكثر منهم، لذلك سنظل صامتين مهما تطاولوا على النبي الذي ندعي انتماءنا إليه، ولن نجد مسلكاً آخر غير تكفير من يحتفي بميلاده ويجدد التمسك بمنهاجه كل عام.
بالأمس رأيت شخصاً آخر يساوم صاحب متجر الكهربائيات على قيمة عدد من اللمبات الخضراء الصغيرة، وفي الأخير استقر سعر اللمبة الواحدة على 50 ريالاً.. ما هذا التبذير أيها القوم؟
لماذا لا تكونون اقتصاديين مثل الإمارات التي احتفلت بـ»الكريسمس» فقط بـ460 مليون دولار؟
من باب النصيحة أقول لكم إذا أردتم أن تدخلوا الجنة فتوقفوا عن إهدار المال لمجرد تعظيم شعائر الله، وهاتوا قيمة الشرائط الخضراء لنحصل معاً على شربة خمر وليلة حمراء، اتركوا تقوى القلوب وافعلوا كل المنكرات، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فأنتم كفار.. كفار.. كفار.
* نقلا عن : لا ميديا