اهتمام اليمنيين بشؤون غيرهم لافت للانتباه. فقد كنا الأكثر حديثاً عن إساءة الرئيس الفرنسي ماكرون، وكنا أكثر الناس شتماً لزوجته ومعايرتها بتجاعيدها وتصابيها، وكنا أيضاً أكثر الناس إساءة للنبي الأعظم، عليه وآله الصلاة والسلام، بتجاوزنا كل الأخلاق، ظناً منا أننا بهذا التجاوز ندافع عنه، رغم أننا نعرف تمام المعرفة أن الله أمره بالصبر في مثل هكذا مواقف، قائلاً: «واصبر على ما يقولون، واهجرهم هجراً جميلاً».
هذا الأسبوع أصبحت صفحات التواصل الاجتماعي مقرفة إلى حد بعيد، تشعر معها بغربتك عن القطيع الذي تحول فجأة إلى محلل للانتخابات الأمريكية، وانقسموا بين مناهض لترامب ومؤيد لبايدن، مع أن ترامب وبايدن ليسا سوى فردتي حذاء بمقاسات غير متساوية.
نتابع الانتخابات الأمريكية باهتمام بالغ، وكأننا نريد أن نعرف من سيقتلنا بلطف أكثر، فقد جربنا ترامب في العدوان على اليمن، وبقي أن نجرب بايدن، فربما سيكون أقل رعونة من ترامب، وسيحدُّ شفرته ويقتلنا دون ألم البعض يقوم بتحويل الموضوع على سبيل التندر إلى نكتة، والبعض يتابع بكل جدية كأنه معنيٌّ بهذا الأمر ومستفيد منه، إلى درجة أنك تشعر بأنه مواطن أمريكي، مع أن الأمريكان أنفسهم لم يشغلوا أنفسهم بالانتخابات كما نفعل نحن، رغم أن فوز هذا أو ذاك لن يغير شيئاً في معاناتنا، ولن يمنحنا الرخاء والاستقرار فوز أي مرشح منهما.. ومازلت أتذكر حين قام صحفي بالحديث مع الأخ الأكبر للرئيس السابق أوباما، قائلاً له: أخوك أصبح رئيس أكبر دولة في العالم، فأجابه أخو أوباما: لا يعنيني.
ليذهب النظام الأمريكي إلى الجحيم، وكذلك البيت الأبيض الذي تخرج منه القرارات السوداء التي يتم شراؤها بالمال والنفوذ لإبادة أي شعب، ونهب نفطه وموارده، كما هو حاصل في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، التي استبيحت بقرارات من البيت الأبيض. ولولا هذه القرارات لما شعرت السعودية أو الإمارات بأنها تمتلك أنياباً وأظافر وتتطاول على اليمن، الذي لم يؤذ أحداً منذ آلاف السنين.
أظافر وأنياب السعودية الإمارات شبيهة بعصيّ وحبال سحرة فرعون، وستتلاشى وتسقط تجاه الحقيقة، ولا يفلح الساحر حيث أتى.
* نقلا عن : لا ميديا