قبل أربعة أيام تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، أثناء حضوره لمراسيم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
ومن الطبيعي أن تعتبر إيران هذا الأمر انتهاكاً لأمنها ومخابراتها، واعتداء على ضيف نزل على أرضها، وقد توعدت إيران برد قاسٍ على «إسرائيل»، فالانتقام لدم إسماعيل هنية من واجبات إيران، لأن الاغتيال وقع على أراضيها.
أما الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، فقد قال إن بلاده ستدافع عن سلامة أراضيها وشرفها، وستجعل الصهاينة يندمون على أعمالهم الجبانة، وسيدفعون ثمناً باهظاً لاغتيال هنية في طهران...
لا أدري لماذا تعلن إيران عن موعد ردها على «إسرائيل»، فالأجدر بها أن تقوم بقصف «إسرائيل» دون أن تبلغها بموعد الرد، فقد قامت إيران في 13 أبريل 2024م، بإطلاق 300 طائرة مسيرة لقصف «إسرائيل»، وتم تصويرها ليلاً أثناء انطلاقها، وأثناء عبورها فوق العراق، وكانت تلك الطائرات مزودة بإضاءة تكشف اتجاهها، فتم التصدي لتلك الطائرات المكشوفة من قبل «إسرائيل»، ومن قبل دول عربية أيضاً.
وفي صباح اليوم التالي أفاد الجيش الصهيوني أن «إسرائيل» وحلفاءها نجحوا في صد 99 في المائة من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقتها إيران.
حين تريد توجيه ضربة لـ»إسرائيل» فلست محتاجاً ولا مضطراً للإعلان عن موعد محدد، لأن «إسرائيل» ستبقى جاهزة لرد تلك الضربة، كما حدث في أبريل الماضي.
رغم أن اليمن دولة فقيرة لا تمتلك أسلحة ذكية ومتطورة كإيران، لكنها قصفت مستعمرات «إسرائيلية» عديدة، وكانت أقوى ضربة هي التي وصلت «تل أبيب»، وأصابت هدفها بدقة، وملأت قلوب الصهاينة ذعراً، وكانت كل تلك الضربات مباغتة ومفاجئة، فالضربات التي يتم الإعلان عنها لا يتحقق لها الوصول.
إلى هذه اللحظة ينتظر العالم الرد الإيراني، وأتمنى أن يكون الإعلان مراوغة ليتم تحقيق ضربة قاصمة في وقت لا تتوقعه «إسرائيل»، ما لم فإنها ستكون مجرد فرقعة إعلامية، وعلى إيران أن تتعلم من اليمن كيفية تنفيذ هذه الضربات.