المؤتمرات الصحفية التي كان يتحدث فيها أحمد العسيري عن تفجير مخازن الأسلحة والمعسكرات، واستهداف مخازن الغذاء والتموين، هي توثيق لجرائم بني سعود ضد اليمن، فاستهداف البنية التحتية قال عنه عسيري إنه غير محبّذ، لكنها الضرورة!
قصفوا كل شيء بحجة أن هذا القصف لصالح أمن واستقرار اليمن!
قصفوا كل المعسكرات والمستشفيات والمدارس ومصانع الأغذية، ومخازن السلاح، ومخازن الحبوب، ومحطات البترول، وناقلات الزبادي والقمح، وقتلوا المدنيين والأطفال، فأين هو أمن واستقرار اليمن الذي تحدث عنه بنو سعود، بعد تدميرهم كل هذا؟!
أتذكر أن عسيري قال إنهم يريدون تحقيق ثلاثة أهداف، هي: أولاً الحفاظ على الدولة اليمنية وعلى هيكل الدولة اليمنية. وثانياً: تقليل الأخطار على المواطنين اليمنيين. أما الأمر الثالث فهو حماية الحدود السعودية.
مع أن الدولة اليمنية التي يريد أن يحافظ عليها موجودة في فنادق الرياض، ولم يكن الحصار البري والجوي والبحري إلا لزيادة الأخطار على المواطنين اليمنيين، وأخفقوا حتى في حماية حدودهم أيضاً، فلاتزال رائحة حريق أرامكو تملأ رئاتهم وتزكم أنوفهم.
أليس في هؤلاء القوم رجل رشيد، أم أنهم يجهلون أنه لا بد من حساب، ولا بد من أن يتحمّلوا تكلفة هذه الفاتورة الباهظة؟
في أحد المؤتمرات الصحفية قال ناطق العدوان السابق عسيري مخاطباً اليمنيين: البحث عن نصر غير موجود.. هل كان يقصدنا بحديثه هذا؟!
كان يتبجح استناداً إلى ترسانة الأسلحة والجيوش المستأجرة والمرتزقة، فظن أنه سينتصر علينا بكل هذا، وأيقنَّا أننا سننتصر بدمائنا على سيوفهم وصواريخهم وأحقادهم، فإن لم ننتصر نحن، فمن الذي سينتصر؟!
هذا ما تقوله الوقائع، وما تعرضه فيديوهات الإعلام الحربي من مشاهد مخزية لمدرعات ودبابات كسيحة تتعثر في سيرها، وتضيع الطرق أمامها، فتحولت المجنزرات إلى عصف لا يصلح أن يكون مأكولاً، وأصبحت شبيهة ببقايا مائدة.
سبع سنوات أرهقت خزينتهم، وأقلقت أمنهم واستقرارهم، كنا فيها الأكثر شرفاً بمبادئ الحرب، وكانوا أكثر خساسة باستهدافهم الأطفال والنساء والمدنيين، وكل هذه الدماء هي الإسفين الذي يدق الآن في قوائم عرش مملكتهم التي تمضي نحو الهاوية دون أن يتمكن أحد من إيقافها.
* نقلا عن : لا ميديا