ليس جديدًا الحديثُ عن خطورة طموحات إسرائيل، ولكن ما أنجزته خلال هذه المرحلة من تاريخها مؤسفٌ حقاً.
فكُــلُّ الأحداث تشهدُ على نجاحِ إسرائيل في مخطّطاتها التوسعية في المنطقة.
واليهود أنجزوا خطواتٍ مهمةً في تصفية القضية الفلسطينية واستكمال السيطرة على ما تبقى من القدس، ويتَّجهون بقوة نحو الأهداف الأُخرى.
وإسرائيلُ تتحكَّمُ في جميع الأنظمة العربية وتستخدمُها كأدَاةِ قمع للشعوب وتكميم أفواهها، مما أَدَّى إلى جمود الشعوب العربية واستكانتها عن اتِّخاذ أي موقف مع فلسطين، كما كان يحدث سابقًا..
النظام السعودي أصبحت علاقتَه بإسرائيل معلَنةً، ومستوى تحكم الصهاينة على قراره لم يسبق له مثيلٌ وعلى مستوى كُـلّ التفاصيل.
والعقائد الدينية التي ينطلقُ منها اليهودُ في الصراع وحقائق دوافعهم الشيطانية التي أخبرنا بها القرآنُ الكريمُ الذي عرض تاريخَهم وكشف نواياهم وقدّم رؤيةً استباقيةً عن مخطّطاتهم وحذَّر منهم وهم لا يزالون بَدْوًا.
وقد تجلت خطورتُهم على الأُمَّــة في هذا العصر الذي امتلكوا فيه الإمْكَانياتِ الكبيرةَ لتحقيق مؤامراتهم الخبيثة للقضاء على العرب والمسلمين..
ولذلك..
فَـإنَّ الوعيَ المتصاعدَ والمتناميَ في الشعب اليمني يشكلُ خطورةً بالغةً على اليهود.. وخُصُوصاً أنه انعكس في الواقع مواقفَ شعبيّةً فريدةً مع قضايا الأُمَّــة..
وأخطرُ من ذلك انسجامُ الموقف الرسمي في صنعاء مع الإرادَة الشعبيّة..
والأخطرُ ثباتُ الإرادَة القتالية لدى الشعب اليمني في مواجهة المؤامرة الأمريكية والإسرائيلية في العدوان على اليمن.. وارتقاءُ مستوى أدائه العسكري وقدراته الحربية إلى مستوياتٍ متقدمةٍ مقارنةً مع بداية العدوان على اليمن قبل سبعة أعوام..
والذي ظهر جليًّا في انكسارِ جحافل الغزو العالمية في زحوفاتها المستمرة على كُـلّ الجبهات.
وفي نجاحِ وتزايدِ ضرباتِ الردع التي غيَّرت موازين الحرب، ونقلت اليمنَ إلى مواقفَ متقدمةٍ عسكريًّا وسياسيًّا وتفاوضيًّا..
والفضلُ لله أولاً وأخيرًا..