صباح الإشراق، صباح الفلاح: هذا حالنا
صباح الانطفاء، صباح البوار: هذا وضعهم
صباح الطفلة المقصوفة، صباح التلاميذ الذين صعدوا إلى حفل تخرج في السماء، قبل أن تحتفي بهم الأرض!
صباح المدرسة المهدمة، على قلوب صغار، لم يكملوا إنجاز فروضهم المدرسية، حتى لحظة القصف، فمازال في العام متسع، وفي الحلم أيضا، لولا ما اقترفته الطائرات بحق أعوامهم الفتية، وأحلامهم الغضة، لكن فرضة نهمهم الأبية، قد أنجزت كل فروضها، وفرضت على العدو قواعد جديدة، لم يفقهها، فانصرف إلى إنجاز المزيد من القتل، والمفجع من صور الدمار!
العدو يمعن في إنجاز المزيد من القتل ويريد أن يقنع العالم أنه يتفوق، إن كان نجاحا حصد أرواح الأبرياء من الجو، وتدمير المدارس، والبيوت، وحرق المزارع والحيوانات بأسلحة فتاكة، لن يسلم من أضرارها المستقبل، مع الحاضر، إن كان ذلك – وغيره من جرائم العدو بحق الحياة والأحياء- نجاحا فقد تحقق له هذا النجاح المخزي!
تحقق في أكثر من دار مهدمة، على رؤوس أهليها، وفي أكثر من جثة متفحمة، أو ممزقة في حفل عرس، او صوان عزاء، وفي أكثر من مدرسة قصفت، او طريق دمرت، وقتل السائرون عليها، وفي أكثر من مشفى تهاوى على المرضى، والخدج، وفي أكثر من حالة نزوح وتشريد لا نسمعها إلا عرضا في الأخبار العاجلة، وفي أكثر من مصنع تناثرت أشلاء عماله واحترقت جثث عاملاته!
في خطى طفلة يموسقها النشيد الوطني، ذاهبة لتحتمي بالمعرفة من ظلمات الجهل والجهلاء، في تلك الخطى خلاصة حقيقة لماهية الحرب الوحشية التي يتعمد العالم تجاهلها في اليمن، في نفس الطريق صباح معطر بأنفاس التلاميذ، وضحكاتهم التي ترش بالدفء برد الصباحات الشتوية، وتجعل المسافة بين الضحكة والنشيد، وبين دفتر المدرسة ودروس الحياة بضع خطى راقصات تتوجه لفتح بوابة المدرسة في الطريق لفتح بوابات الحياة!
في تللك المسافة بين الضحكة الطفلة، والنشيد العملاق، والوطن العظيم، والخطوات الطرية يتربص العدو القزم الأشد قبحا قاصفا ما أمكنه قصفه، فلا يحصد إلا غبار خزيه، وعواصف انهزامه؛ حيث الطفولة تصعد ضحكاتها، والنشيد يستمر إيقاعه، والوطن يكبر ويكبر، في خطى السائرين/ات على حبه، أطفالا وشبابا، ونساء، ورجالا، ويخلد في كل قطرة دم يريقها العدو