في 20 نوفمبر، ضمن أهداف عملية الردع الثامنة، قامت القوة الصاروخية اليمنية بقصف عدد من الأهداف العسكرية والحيوية التابعة للكيان السعودي، وتم قصف قاعدة الملك خالد في الرياض بأربع طائرات مسيرة نوع صماد3، وتم قصف أهداف عسكرية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وأيضاً قصف مصافٍ نفطية تابعة لشركة أرامكو في جدة بأربع طائرات مسيرة نوع "صماد2".
من يومها لم يتوقف العدو السعودي عن قصف اليمن بعشرات الغارات اليومية في عدد من المحافظات.. وحين نسمع أزيز الطائرات وضربات الصواريخ نوقن أنهم أصيبوا بضربة موجعة من طائراتنا المسيرة وصواريخنا المفاجئة التي تقصف أهدافاً عسكرية، وليس كضرباتهم الجبانة التي تقصف المدنيين والأحياء السكنية.
العجيب في الأمر أن صحيفة "الرياض" في موقعها على "تويتر"، قبل ثلاثة أيام، كتبت تغريدة تقول فيها إن هذه الضربة العسكرية السعودية مشروعة، وهي المرة الأولى منذ سبع سنوات من العدوان يكتبون هذه الملاحظة التي يشرعنون بها قصفهم وقتلهم اليومي في اليمن. وكأنهم أخيراً التزموا بأعراف الحرب والقوانين الدولية، فتباهوا بأنها ضربة مشروعة يا لقلة عقولهم وضحالة تفكيرهم، ورداءة أهدافهم.
يصيبهم الإحراج أمام العالم حين تصل الصواريخ اليمنية إلى قواعدهم العسكرية ومنشآتهم الحيوية، التي لم يكونوا يفكرون بأن أحداً سيتطاول عليهم ويقصف أرضهم ومنشآتهم، لأن السعودية تعتقد أن الجميع في قبضة يدها، وأنها قادرة بأموالها على استعباد العالم العربي والإسلامي، وأنها بمثابة الأب الكبير الذي يجب على الجميع احترامه وتقديم الولاء والطاعة له.
ناموا مطمئنين بأنهم في بداية عدوانهم قد قصفوا كل مخازن الأسلحة ومرابض الطائرات، واعتقدوا أنهم قد أمنوا شر اليمن، مع أن اليمن لا يضمر شراً لأحد ولم يعتدِ على أحد، لكننا نؤمن بقاعدة "رد الحجر من حيث جاء"، فلا يستسلم ويبقى مكتوف الأيدي إلا الجبان أو الذي امتلأت جيوبه ومعدته بالمال السعودي.
لكن هذا الاطمئنان لم يدم طويلاً، ولم يتوقعوا أن طائرة مسيرة لا يتجاوز ثمنها ألف دولار ستصل إلى شركة أرامكو، التي هي أهم منشأة نفطية في العالم، وتشعل فيها النار، وتوقف تصدير النفط. ولم يتوقعوا أن يصل صاروخ بدائي، مقارنة بصواريخهم الحديثة، إلى قاعدة الملك خالد الجوية التي تحتوي دفاعات الباتريوت، وتجعلها كومة من الفحم. لأن هذا الباتريوت أعمى لم يستطع رؤية الصواريخ اليمنية.
ألم تؤمن السعودية أنها مهزومة، وأنها لن تنتصر بعد كل هذه السنوات.. فكما يقول المثل اليمني: الرمح يطعن بأوّله.
* نقلا عن : لا ميديا