في بداية العدوان على اليمن قال ناطق العدوان، أحمد عسيري، إنهم قادرون على احتلال اليمن في يومين.
شطح به الخيال فقال «احتلال»، ولم يقل: انتصار عسكري، ربما كان منتشياً حتى يقول هذا الكلام، أو أنه كان يقول ما يتم تلقينه دون تفكير.
بعدها بأيام قال الكويتي عايد المناع، إنه سيُركِع الشعب اليمني خلال يومين، وهو يعلم علم اليقين أن الشعب اليمني لم يركع وقد تحالف عليه العالم، ولم يرفع لافتة استغاثة واحدة.
وفي ذات الفترة ظهر محمد بن سلمان على قناة العربية، وحين سألوه عن التقدم الذي أحرزه في حرب اليمن، قال إن قواته البرية قادرة على اجتياح اليمن خلال ثلاثة أيام فقط.
عن أي قوة برية يتحدث، وهو الذي استأجر الجيوش من كل دولة لقتالنا، ولم يعتمد على جندي سعودي واحد، لأنه يعرف مقدرتهم وحجمهم أمام المقاتل اليمني.
تصريحات كثيرة كهذه كانت تصدر في بداية العدوان، كضرورة للانتفاخ الكاذب أمام وسائل الإعلام، وادعاء القوة أمام شعبه وأمام دول التحالف التي يقودها ابن سلمان، لكي لا يتسلل الضعف والخوف إلى نفوسهم بعد كل ما ضخُّوه من أموال لشراء المرتزقة والأسلحة والتأييد العالمي مادام ابن سلمان قادراً على اجتياح اليمن في ثلاثة أيام، فلماذا لم يفعل ويوفر على مملكته سبع سنوات من الإهانة أمام العالم؟
لم تستطع السعودية أن تتقدم شبراً واحداً في حدود اليمن، ولن تستطيع، بينما استطعنا أن نجتاح حدودها بأقدام حافية وبنادق الكلاشينكوف.
لم يفلحوا في تحقيق شيء على الواقع، فشعروا بالحرج أمام العالم، ولجأوا إلى نشر الإشاعات في «تويتر»، فيوماً يقولون: قادمون يا صنعاء، ويوماً يقولون إنهم سيصلون صلاة العيد في صنعاء، ويوماً يقولون إنهم على مشارف مطار صنعاء، وإن الحوثيين وأفراد الجيش تركوا أسلحتهم وهربوا، ويوماً يقولون إنهم سيقومون بإنزال مظلي على ميدان السبعين ومقر الرئاسة، والاستيلاء على صنعاء.
قالوا كثيراً.. وها هم اليوم بعد سبع سنوات من العدوان على اليمن يجأرون بالشكوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، ويتسولون التضامن من دول العالم كلما وصل صاروخ يمني إلى عقر دارهم.
* نقلا عن : لا ميديا