حين يذهب بك الحقد إلى حد بعيد سيجعلك لا ترى شيئاً سوى الظلام الذي يملأ نفسك، ليفيض على كل ما حوله، ولن ترى سوى ذلك الظلام.
هذا الظلام دفع الكاتب مروان الغفوري إلى كتابة سلسلة منشورات عن الإمام علي بن أبي طالب، وأنا لست هنا بصدد الدفاع عن ابن أبي طالب، لأنه قائم بذاته، فحين تريد أن تثبت وجود الشمس فأنت تريد تأكيد البديهيات التي لا تحتاج إلى تأكيد.
من الطبيعي أن يوجد لعلي بن أبي طالب محبون ومبغضون، لأنه علي. ولا أستغرب قول الغفوري عن سيرة علي إنها “سيرة فقيرة وفارغة لرجل صنع منه الرواة والحكاؤون أسطورة الأساطير كلها”.
لم يتحدث معاوية عن علي بهذا الشكل، رغم أن علي عدوه الأول، فقد كان معاوية يعرف علي حق المعرفة. أما حين يتحدث الغفوري عن معاوية فإنه يصفه بصاحب الإمبراطورية العربية تحدث الغفوري عن كتاب “نهج البلاغة” وقال: “إن نسبته إلى علي تستحيل علمياً وعملياً”، ولا أدري أي أساس علمي وعملي اتبعه الغفوري، دون أن يسأل نفسه: لماذا لم يوجد أديب أو فيلسوف إلى الآن يستطيع كتابة شيء مشابه لما ورد في نهج البلاغة؟ ويجهل أيضاً أن هناك كتاباً يفوق العشرة مجلدات عنوانه: أسانيد نهج البلاغة.
لن تستطيع نسف تاريخ بأكمله لمجرد أنك تحقد على هذا الرجل، وتقول عنه إنه لم يكن فارساً ولا شجاعاً، ولا فقيهاً ولا فيلسوفاً.
على إثر ذلك نشر محمد الحزمي، المقيم في تركيا، تغريدة يقول فيها: “يجب أن ننشر فضائل بني أمية ليعرف الشعب اليمني لماذا الرافضة والحوثة يشتمونهم”.. والسؤال هو: هل سيجد فضائل لكي ينشرها؟
حاول بنو أمية طمس فضائل بني هاشم، وظلوا يشتمونهم على المنابر ستين عاماً، بأمر من معاوية، لكن هذه الفضائل المراد طمسها كانت تفوح كالبخور، لأن بني أمية كانوا يشبهون النار في نشرها. ولذلك كانت واقعة كربلاء من أجل التصفية الجسدية وإبادة آل البيت، لكن بني أمية هم الذين بادوا وانتهوا خلال عقود قليلة.
والسؤال الأهم: أين ذهبت الإمبراطورية الأموية التي يتغنى بها العفوري؟ وأين هم الآن آل البيت؟
* نقلا عن : لا ميديا