عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
رسائلُ العروض العسكرية
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و شهرين و 16 يوماً
الإثنين 05 سبتمبر-أيلول 2022 07:33 م


من المفارقات الأكثر غرابة في واقعنا اليمني أنك تجدُ الكثيرَ من الذين ألفوا الهوانَ ينالون من كُـلّ شيء يذكرهم بالعزة والكرامة، ولذلك تنتابهم نوبات هستيرية مع كُـلّ عرض عسكري تنفذه صنعاء، ويحاولون التبرير لأنفسهم بمصطلحات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فالجيش الذي يعلن عن استعادة نفسه من بين مشاريع الموت والدمار والاستهداف ومن بين نوايا العصابات التي حولت الكثير منه في المحافظات الجنوبية إلى مقاولين ينوبون المستعمر لليمن في حروبه وتنفيذ أجنداته.

قد نختلف مع الأفكار ومع الكثير من الممارسات والسلوكيات ذلك أمر طبيعي، لكن من المنطق أن نتفق حول اليمن، فالقضايا الوطنية يفترض أن نقف منها موقفاً متسقاً مع القيم الوطنية الكبرى، فالسيادة الوطنية قضية لا يمكن لعاقل أن يساوم عليها، وحين تكونُ السيادةُ معرضة للخطر، وتنتهك أمام أعيننا ونحن نقفُ بصف العدوّ رافعين عقائرَنا بالتبرير له، حين ذلك تصبح القضية قضية وعي، وقضية عداوات، وقضية كون نفسي مشوش، لا يتسق والفطرة السليمة للإنسان السوي في عالم أصبح تتناوشه العولمة فتسقط من مبادئه كُـلّ خير، وتعلي من شأن كُـلّ شر في سلوكياته.

بعد ثمانية أعوام من العدوان والقصف والتدمير، ومن نهب الثروات، وسرقة الآثار وتعطيل الدولة الوطنية، ومصادرة قرارها، والسطو على مقدراتها، وانتهاك سيادتها على كامل أراضيها يصبح من المعيب في حق كُـلّ بوق يقتات على موائد الغزاة أن ينال من شرف بلاده، ويحط من قدرها بكلماته البذيئة، فاليمن اليوم تقتل في نفوس الخونة الخيانة وتجعلهم يهربون إلى التبرير والى قيم التعويض حتى لا يقاسوا عذاب المذنبين، ومن كانت بنفسه بقايا كرامة فقد شعر اليوم بالخزي والعار وخرج شاجباً ونادماً ولاتْ حينَ نَدَمٍ.

ما تقوم به صنعاء هو استعادة الدولة واستعادة المؤسّسة العسكرية من بين أنياب القوى التي تستهدف اليمن حتى تحافظ على شرف اليمن وكرامة اليمن وعزة اليمن وسيادة اليمن، وعلى الذين يتشدقون بالكلام ويلوون السنتهم مراجعة منظومة القيم والمبادئ في أنفسهم فقد أصابها مرض عضال لا تكاد تبرأ منه، والكثير منهم نعرف ماضيه والعامل التاريخي الذي قاده للوقوع في مهاوي الرذيلة، ولذلك من الصعب عليه مراجعة مواقفه الوطنية؛ لأَنَّ العامل التاريخي يضع حاجزا فاصلا بينه وبين حقائق موقفه من القضايا وسيظل على هذا الحال ما شاء له الهوى، فالقضية لديه ذات عمق تاريخي لا يمكنه تجاوزها.

صنعاء اليوم تبني جيشاً وطنياً قادراً على حماية اليمن كُـلّ اليمن وليس جيشا تابعا لشركات أمنية أَو عسكرية يتاجر بقضايا اليمن ويقوم بتنفيذ مهام أمنية أَو عسكرية لطرف خارجي، وقد دلت سنوات الحرب من يقاتل على كرامة اليمن وشرف اليمن وعزة اليمن وسيادة اليمن واستقلال اليمن، ومن يتاجر؛ مِن أجلِ تنفيذ مهام أمنية وعسكرية واتضح أنه عبارة عن شركة عسكرية أَو أمنية تتلقى الأموال؛ مِن أجلِ القيام بمهام بعينها، الأمر أصبح واضحًا وجليًّا لكل ذي رأي حر وبصيرة ولم يعد ملتبسا على الذين كابروا تحت عناوين التضليل ثم لما وجدوا دول العدوان تنال منهم أَو تحد من هيمنتهم عادوا إلى الصواب وبشكل حذر كحال الخطاب الإعلامي لتيار “الإخوان”.

الموضوع الذي ظهر به الجيش اليمني في استعراض المنطقة الخامسة كان مثلجاً لصدور الأحرار الذين يأبون الذلة والهوان وشعارهم نعيش كراماً أَو نموت أحرَاراً وليس مستغرباً موقفُ الكثير من أرباب الهوان والذل فالنفوس التي تعتاد الهوان لا تشعر بالجروح، ولذلك ما يحدث في المحافظات الجنوبية لا يحرك في مشاعرهم كرامة والا عزة ولا نخوة وليس في بالهم من مروءة الكرامة وغيرتها شيء، وَإذَا حاصرتهم الرذائل هربوا إلى تبريرات غير لائقة يجدون فيها تعويضا عن مشاعر النقص والذلة والهوان وبئس الحال الذي هم عليه.

تظل صنعاء ستظل رمز عزة وكرامة وشرف اليمن وسيظل جيشها قويا حرا مجاهدا، ولن يجد أعداء صنعاء إلا الذل والهوان وكفاهم ما هم فيه من الهوان، أما رسائل العروض فَواضحة تقول: لن نساوم على حرية وسيادة واستقلال اليمن.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
النظام السعودي وحقوق الإنسان المنتهكة"2-2"
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالعزيز البغدادي
الطريق نحو مأسسة الثورة من أين يبدأ؟
عبدالعزيز البغدادي
بثينة شعبان
صياغة الأدمغة
بثينة شعبان
حمدي دوبلة
صغارنا.. صانعو الفرح الكبير
حمدي دوبلة
محمد صالح حاتم
وعدُ الآخرة.. قلقٌ أممي وخوفٌ صهيوني
محمد صالح حاتم
إبراهيم الوشلي
رسالة تذكير
إبراهيم الوشلي
المزيد