مَا الَّذِيْ يَجْعَلُ الْيَسَارَ يَسَارَا
حِيْنَ يَنْقَادُ للرِّيَاضِ انْجِرَارَا
وَيَرَى فِي الْخَلِيْجِ عُمْقَاً أَصِيْلَاً
وَاسْتِرَاتِيْجِيَّاً لَهُ، وَمَدَارَا
وَيَرَاهُ الْخَلِيْجُ "تَكْتِيْكَ" رِبْحٍ
ضِدَّ أهْدَافِهِ الْقَدِيْمَةِ سَارَا
وَأَجِيْرَاً لَهُ، قَوِيَّاً أَمِيْنَاً
وَرَخِيْصَاً فِي حَرْبِهِ اسْتِئْجَارَا.
*
أيُّ سِحْرٍ.. وأيُّ إِعْجَازِ فِكْرٍ
قَرَّبَ الْأَقْصَيَيْنِ، حِيْنَ اسْتَدَارَا
وَاسْتَخَارَ الْهَوَىْ، فَأَوْحَىْ إلَيْهِ
مَا يُؤَاخِيْ بَيْنَ النَّقِيْضَيْنِ دَارَا
وَمَقَامَاً، وَهِجْرَةً، وَاتِّجَاهَاً
وَحَرَاكَاً، وَمَوْقِفَاً، وَمَسَارَا
وَاشْتِرَاكِيَّةً، وَقَوْمِيَّةً، يَغْدُوْ
بِهَا الْقَوْمُ شِرْكَةً لا تُجَارَى
شُرَكَاءً فِي الْقَصْدِ سَارُوْا، وَكِيْلَاً
وَرَدِيْفَاً مُوَكِّلاً، مُسْتَعَارَا
لِأصِيْلٍ مُفَوِّضٍ مِنْ وَرَاءِ الْ
بَحْرِ يَنْهَىْ، وَأَمْرُهُ لَا يُمَارَى
خَرَجُوْا يَكْفَلُوْنَ للْغَرْبِ حَرْبَاً
تُخْضِعُ الْأَرْضَ كُلَّها، وَحِصَارَا
فَهُمُ الْيَوْمَ عُصْبَةٌ فِيْ يَدَيْهِ
امْتَثَلَتْ يَمْنَةً لَهُ، وَيَسَارَا
هَمُّهَا وَاحِدٌ، تَوَحَّدَ جَهْدَاً
بِبَنِي الْأَرْضِ، يَحْتَوِيْها دَمَارَا
وَ"مَخَاضَاً" يَسْتَولِدُ الْغَرْبُ شَرْقَاً
عَرَبِيَّاً —بِهِ— جَدِيْدَاً مُعَارَا
فِي بِلَادٍ مَا عَادَ فِيْهَا بِلَادٌ
وَدِيَارٍ لَيْسَتْ لِحُرٍّ دِيَارَا.
*
أَفَيَبْقَىْ إِذَاً يَسَارَاً، وَنَرْجُوْ
فِيْهِ لِلْعَدْلِ والضَّعِيْفِ انْتِصَارَا !
وَمُجِيْرَاً فِي الْأَرْضِ، سَارِقَ نَارٍ
يَهَبُ النَّاسَ نُوْرَ حَقٍّ، وَنَارَا
وَنَصِيْرَاً، مُنَاضِلَاً، لِقَضَايَا
أُمَّةٍ أُثْخِنَتْ أَسَىً، وَانْكِسَارَا
أَيُرَى فِي القُلُوبِ حُرَّاً، وَقَدْ
سَلَّمَ لِلنِّفْطِ مِنْهُ حَتَّى الْإِزَارَا
وَمَضَىْ عَارِيَاً، بِغَيْرِ جَمَالٍ
كُشِفَتْ مِنْه عَوْرَةٌ لا تُوَارَى
فَهْوَ فِي الْعَيْنِ مَحْضُ سَوْءَةِ قُبْحٍ
فِي الْعَرَاءِ انْجَلَتْ، جَهَارَاً نَهَارَا.