في السادس والعشرين من نوفمبر 2017م، بشَّر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بتسوية أوضاع المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية ومعالجة مشاكلهم.. كان ذلك في الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، وهذا الاجتماع لا يقصد بمحاربة الإرهاب شيئاً سوى اليمن، الذي حضر باسمه اللواء علي محسن، وعبَّر عن تقديره للتسهيلات التي مُنحت للمغتربين في ظل الأزمة التي تعيشها اليمن.. وأكد علي محسن أن المواقف الأخوية للمملكة ستظل ماثلة للأجيال وشاهدة على عمق الإخاء وأواصر المحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين وواحدية الهدف والمصير في مواجهة الأخطار التي تهدد أمن بلدينا وأمن المنطقة!
ينسى مسؤولونا الماضي الأسود للسعودية والحاضر المؤلم، وينسون كل شيء حين يكون بين يدي أرباب نعمتهم. عن أي إخاء ومحبة يتحدث؟ وعن أي هدف ومصير يجمعنا مع السعودية، فلم تظهر الأخطارُ التي تهدد أمن المنطقة إلا منذ ظهور هذه الدولة الطارئة التي زرعتها بريطانيا كشوكة في خاصرة الأمة العربية.
لم يمر عام واحد على هذه البشرى الكاذبة التي أطلقها hبن سلمان، حتى قامت السلطات السعودية بسرقة جهود المغتربين عبر تطبيق الرسوم على المرافقين والتابعين للعمالة الوافدة، بواقع مائة ريال سعودي كرسوم شهرية، ليصبح المبلغ سنوياً ألفاً ومائتي ريال على كل مغترب يمني مقيم في السعودية، وعلى كل طفل أو امرأة أو حتى مولود مازال في قماطه، رغم تدني أجور المغتربين اليمنيين، وبدأت الأسر اليمنية تفقد أرزاقها في أرض الحرمين، بعد أن سرقت أعمار اليمنيين وأوقاتهم وجهودهم في بناء المملكة، التي يعرف العالم أجمع أنه بجهود اليمنيين، وبرؤوس أموال الحضارم انتعشت المملكة اقتصادياً وعمرانياً في أول نشأتها. ولم ينسَ السعوديون أن رؤوس أموال يمنية من أمثال آل العمودي وآل بامعوضة دفعوا رواتب المملكة السعودية في يومٍ من الأيام.
إن سرقت السعودية جهود اليمنيين فذلك ليس بالأمر الغريب على دولة تفعل ذلك كلما لاحت لها فرصة، ويكون لها مؤيدون كالقيادي الإصلاحي عبدالله صعتر الذي ظهر ذات يوم على الشاشة ليقول: إن هناك الكثير من المغتربين يدعمون الحوثيين ويعيشون في السعودية ويلعنون الملك سلمان. ويشكر صعتر المملكة على استيعابها للملايين من المغتربين، وكأنها استوعبتهم منَّةً وفضلاً وتنفق عليهم وهم نائمون في بيوتهم، وليس لأنهم يعملون ويأكلون من عرق جبينهم.
هذا هو صعتر الذي يرفض التشكيك في عاصفة الحزم، ويرفض تسميتها عدواناً، لأنها جاءت بأمر الله، كما يوحي إليه الريال السعودي.
* نقلا عن : لا ميديا