إن عداء اليهود لدين الله ولأنبيائه تاريخي وقديم لم يكن وليد اللحظة التي بعث فيها سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله بل تجذر فيهم تجذر الفساد المستشري في عروقهم فهم من قتلوا أنبياء الله وحاربوا دين الله ووصلوا إلى حالة من الفساد والضلال إلى الدرجة التي لم يعد فيهم رجل رشيد يكون مؤهلا لأبوة عيسى عليه السلام فهم محض ضلال وفساد.
ولأن الله أنزل في كتبهم أوصاف النبي الموعود وأخبرهم على ألسنة أنبيائهم زمن مبعثه ومكان هجرته فقد شدوا الرحال إليها مبكرين لعلهم يظفروا بذلك النبي ليس لأجل إتباعه ولكن للقضاء عليه في المهد، وما إن أطل زمن مبعثه مصحوبا بتلك الإرهاصات التي يعرفها اليهود جيدا حتى بدأوا بتحريك قوتهم العسكرية ليضربوا ضربتهم القاضية وكان في طليعة تلك القوة جيش عرمرم قادم من اليمن يقوده ” أبرهة الحبشي” الذي يعتنق الضلال اليهودي ويدين بالأهواء اليهودية يتقدم ذلك الجيش.
وأتى أبرهة بفيل ضخم ليخيف به القبائل العربية التي قد تثور في عروقهم الحمية فيصدون ذلك الجيش الجرار عن هدفه وغايته وهي البحث عن مولود جديد في مكة يحمل الصفات النبوية التي يعرفها اليهود جيدا.
ولما اقترب ذلك الجيش من مكة أخذ يرسل رسائله ويكشف عن نيته فالأمارات تشير إلى عبد المطلب بن هاشم وابنه عبد الله الذي ودع الحياة مخلفا وراءه عروسه الحامل بخير مولود سيطل على الوجود وللتأكد من صحة الأخبار الواردة من مكة عن هذا المولود المنتظر عمد أبرهة إلى نهب إبل عبد المطلب الراعية في حواف مكة عله يجد عنده رأس خيط يدله على بقية الخبر ولكن عبد المطلب قد فطن للقضية وأدرك مرام القوم فطلب سراح إبله وترك لأبرهة حرية تحديد مصيره بنفسه وشاء الله القادر القاهر فوق عباده أن يهيئ لذلك المولود المبارك بمعجزة عظيمة تلفت أنظار البشرية صوب مسقط رأسه لتمهد لهم معرفته وتبين لهم عظمته وتكون شاهدا حيا على ما يحمله لهذه البشرية من خير وبركات والتي كان أولها هلاك الظالمين والمستكبرين في الأرض الذين جاءوا لسفك الدماء في حرم الله الحرام حيث أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ، ولكن ذلك الحدث الكبير بكل ما له من دلالات لم يثنِ اليهود عن ملاحقة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله يبغون به الدوائر وكادوا يحققون هدفهم أكثر من مرة لولا رعاية الله لنبيه.
وظل الأمر على ذلك الحال طيلة طفولة الرسول الأعظم- صلوات الله عليه وعلى آله – وجده يحميه بكل ما أوتي من قوة ويدفع عنه كيد اليهود ومكرهم مرة بالتمويه عليهم وتضليلهم عن مكان إقامته ومرة بالتلويح بالقوة والسطوة وشدة الانتقام لو أنهم أقدموا على ذلك الأمر أو نالوا رسول الله بشوكة، ومرة بالحراسة الشديدة والحس الأمني العالي من قبله ومن قبل أبنائه الذين لم يألوا جهدا في حماية رسول الله كحمزة والحارث والعباس، غير أن أبا طالب كان أكثر أعمام رسول الله – صلوات الله عليه وعلى آله – حذرا عليه وحراسة له خاصة بعد رحيل والده الذي أوصاه برعاية محمد وتعليمه فنون القتال وحراسته أشد من رعايته أبنائه كونه أشجع أبنائه وأبرهم وأقربهم عمومة من رسول الله- صلوات الله عليه وعلى آله – فهو الأخ الشقيق لعبد الله واضطلع أبوطالب بالأمر على أكمل وجه فكان جل همه هو حماية رسول الله – صلوات الله عليه وعلى آله – من الغدر والخيانة حتى بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
ولما اشتد خطر قريش المحرضة من اليهود والتي أجمعت أمرها على قتل رسول الله- صلوات الله عليه وعلى آله – والتخلص منه وتفريق دمه بين قبائلها أذن الله لنبيه بالهجرة إلى المدينة ليقرب من اليهود ليطلع عن كثب على خطط اليهود ومكرهم فيكون أكثر حيطة.
ولأن اليهود قومٌ نفعيّون، يتّسمون بالتعنُّت والتكبُّر، وقفوا موقفاً معاديا وصادا عن الهدى والنور وقفوا ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت ذريعة أنه ليس منهم ولكن الدافع الحقيقي لتبنيهم ذلك الموقف السلبي هو موقفهم المتعنت من هدى الله الذي يحول بينهم وبين تحقيق رغباتهم وشهواتهم النزقة والطائشة ولأنّهم كانوا يَحْظَون بمكانة اقتصاديّة واجتماعيّة في يثرب، ويحتكرون الزراعة وأكل الربا، وكانوا يستغلّون الخلافات بين الأوس والخزرج، فقد جاهروا بعدائهم للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد العهود والمواثيق تعبيراً عن حقدهم على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: “ما يُريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلّا خَالَفَنَا فيه.
فوضعوا العراقيل من خلال عرض مجموعة من المطالِب التعجيزيّة وغير المنطقيّة، مثل طلبهم إنزال كتاب من السماء عليهم، وإثارة الأسئلة الدينيّة المعقّدة بهدف تشويش أذهان المسلمين، وعملوا على زرع الفتنة بين المسلمين، وحاولوا بعث الأحقاد القديمة بين الأوس والخزرج وواجهوا الإسلام بكلّ ما لديهم من قوّة عبر الأساليب التالية:
1- تشكيك البسطاء وضعاف النفوس في الإسلام مما خلق الكثير من المترددين.
2- طرح الأسئلة التعجيزيّة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بهدف إفشال دعوته، للإيحاء للناس بعدم صدقه في ادعائه للنبوّة، وقد حدّثنا القرآن عن ذلك: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللهِ جَهْرَةً﴾
3- الضغط الاقتصادي على المسلمين من خلال رفضهم التبادل التجاري مع المسلمين ففرضوا حصارا اقتصاديا عليهم؛ حتى أصبح المسلمون في ضنكٍ مادّيٍّ شديد.
4- تحريض أعداء الإسلام ومساعدتهم بكلّ ما أمكنهم وخاصة بالتجسُّس.
5- التقليل من شأن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله فاتهموه بالجنون والكذب وأنه مجرد ساحر وكذلك نالوا من القرآن فقالوا عنه أنه أساطير الأولين وأنه يتلقى ذلك القرآن من رجل آخر من العجم وفي كل مرة يبطل الله سبحانه مكرهم وكيدهم ويفضحهم قال تعالى {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }
6- إثارة الفتن بين المسلمين.
7- تآمرهم على حياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وتحريضهم الناس عليه.
8- نقضهم للعهود والمواثيق التي أبرموها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة كلّ مرّة.
الحرب الشاملة والمصيريـّة ضد الإسلام ونبي الإسلام
على الرغم من فشل محاولات الاغتيالات لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وتجليات رعاية الله له لم يتراجع اليهود عن التحريض والتآمر، واستمرّوا في عنادهم وتماديهم في إيذاء المسلمين ونشر الفساد، ونقضهم للمعاهدات التي وقّعوا عليها بملء اختيارهم، فكانت الحرب الشاملة والمصيريّة ضدّهم، فحاربهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في داخل المدينة “بني قينقاع، وبني النضير”، وحارب في محيطها “بني قريظة”، وحاربهم في خيبر التي كانت تُمثِّل المعقل الأساس لهم في شبه الجزيرة العربيّة وسنورد لمحة عن بعض تلك الحروب من حيث أسبابها ونتائجها.
غزوة بني قينقاع
نظراً لكثرة المؤامرات والإفساد الذي مارسه اليهود ضدّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونقضهم للعهود والمواثيق معه، رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الممارسات اليهوديّة سبباً وضرورة للتخلُّص من شرِّهم ومكرهم، فكان أوّل عملٍ منه تجاههم هو مواجهة بني قينقاع وإجلائهم عن المدينة.
والسبب الذي حمل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على البدء بإجلاء بني قينقاع من المدينة دون غيرهم هو: أنّهم كانوا يسكنون داخل المدينة، وكانوا أوّل من غَدَرَ وخان من اليهود ويذكر المؤرِّخون أنّ بني قينقاع كانوا يُمسكون بخيوط اقتصاد المدينة، وأكثر الناس خطراً على المسلمين لأنّهم يعيشون بينهم، ومارسوا الكثير من الأعمال الإيذائيّة، وقاموا بالحرب الباردة (الإعلامية) ضدّهم، ونشروا الأكاذيب والشعارات القبيحة، وأنشدوا القصائد التي من شأنها تحقير المسلمين والإساءة إليهم.
وكانوا قد عاهدوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المسالمة وعدم معاونة الأعداء، فلمّا كانت حرب بدر أظهروا البغي والحسد ونقضوا العهد، وكانوا أوّل من استجاب لطلب قريش في نصب العداء للمسلمين والغدر بهم وقد صعّدوا من تحدّيهم للمسلمين عندما دخلت امرأة مسلمة سوق الصاغة في المدينة ـ الذي كان تحت سيطرتهم ـ فاجتمع عليها جماعة من اليهود وأرادوها أن تكشف عن وجهها فأَبَت، فعمد يهوديٌّ من خلفها وعقد طرف ثوبها إلى ظهرها، فلمّا قامت انكشفت سوأتها فضحكوا منها، فصاحت تستغيث بالمسلمين، فوثب رجلٌ من المسلمين لينتقم من ذلك اليهودي فتجمع عليه اليهود فقتلوه.
غزوة بني النضير
وصلت معلومات إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مفادها أنّ بني النضير يُخطِّطون لاغتياله، فقرّر إجلاءهم عن مواضعهم بعد أن ظهر للعيان فسادهم وتعامل معهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالرفق والتسامح، حيث أنذرهم في البداية بأنّ يخرجوا من حصونهم وينزحوا من يثرب في مدّة عشرة أيّام، ولكنّهم رفضوا الإذعان له أوّل الأمر، ثمّ بدا لهم الإذعان لحكمه صلى الله عليه وآله وسلم ورضوا بالجلاء عن يثرب، لكنّ جماعة من المنافقين من بني عوف وعلى رأسهم عبد الله بن أُبيّ بعثوا إليهم: “أن اثبتوا وتمنّعوا فإنّا لا نُسلمُكم. إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن خرجتم خرجنا معكم إلّا أنّ عبد الله بن أُبي خذلهم وغدر بهم، وأنزل الله سبحانه بهذه المناسبة: ﴿أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ* لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ﴾ لذلك امتنعوا عن الإذعان لحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واحتموا خلف حصونهم، وفي ذلك يقول القرآن: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ…﴾ وكانت حصونهم مُحْكَمة، وكان من غير المُمكِن فتحها في مدّة وجيزة.
ويُشير القرآن إلى غرور بني النضير وامتناعهم بحصونهم، ظانّين أنّها ستمنعهم من أمر الله تعالى، كما يُشير إلى هزيمتهم وتخريبهم بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين المجاهدين بقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾
غزوة بني قريظة
كان بنو قريظة قد عاهدوا رسول الله على حماية المدينة إلا أن اليهود حصروا ذلك التعاون في حماية مناطقهم وعدم فتحها للمعتدين وأن لا يعينوا غازيا على المدينة ولا عدوا لرسول الله لا بمال ولا سلاح وعلى خبر وعندما أغرى الخيبريون قريشا وبعض القبائل العربية على غزو المدينة المنورة والقضاء على الإسلام وأنبيه وأهله وأمدوهم بالسلاح والمال قبلت تلك القبائل ذلك الحلف وتحزبوا وتجمع منهم جيشا كبيرا وتعاهدوا جميعا على القضاء على الإسلام وأهله وإحراق المدينة بما فيها ومن فيها وجاءت جحافل الأحزاب يتقدمهم صناديد العرب كعمر بن عبد ود الذي قيل عنه أنه كان يقوم مقام جيش بأكمله عندها ظن يهود بني قريظة أن أمر النبي وأصحابه قد حسم فسارعوا لنقض العهود والمواثيق وجهزوا جيشا منهم لطعن المسلمين من الخلف ووصل أنباء ذلك لرسول الله فاحتاط لنفسه منهم وبعث إليهم من يذكرهم بحلفهم وعهودهم معه لكنهم أصروا على خلف الوعود ونقض العهود فما كان من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بعد تولي الأحزاب إلا أن نادى في أصحابه من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة معاجلا لهم بالجزاء على غدرهم وخيانتهم.
فتح فدك
كان يهود فدك من ضمن من تحالفوا ضد رسول الله صلوات الله عليهم وشكل خطورة بالغة على الإسلام وأهله ولما تعاظم ذلك الخطر خرج إليهم رسول الله وحاصرهم وبعد حصار دام لأيام تقدموا بطلب إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بأن يخلي سبيلهم ليرحلوا من المدينة بدون سلاح ولهم ما حملت الإبل من متاعهم وأموالهم فرضي رسول الله بذلك وكانت فدك مما لم يوجف عليه من خيل ولا ركاب فأخص الله سبحانه وتعالى رسوله صلوات الله عليه وعلى آله بفيئها ينفق منها على نفسه وأهله ويواسي منها ضعاف بني هاشم ويزوج منها من لم يستطع الزواج {وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
فتح وادي القرى
كانت تقطن في هذا الوادي أغنى القبائل اليهودية يمتهنون الزراعة والتجارة والصناعة فكانوا من أكبر المساهمين في تمويل الحروب ضد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وعندما قفل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله راجعا من خيبر مر عليهم فافتتحها بدون أي عناء وأجلى أهلها وقسم فيئها ولم يقتل فيها غير رجل بسهم غرب فهنوه بالشهادة فقال رسول الله كلا، والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم تشتعل عليه الآن نارا، أو كما قال عليه وآله الصلاة والسلام.
الخلاصة
وقف اليهود من النبي صلى الله عليه وآله وسلم موقفاً عدائيّاً وعنصريّاً لكونه غير يهوديّ، ونقضوا العهود والمواثيق التي أبرموها معه مرّات عديدة، وعملوا على زرع الفتنة بين المسلمين.
توجّه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته إلى بيت المقدس، فاستغلّ اليهود هذه القضيّة لتكون ذريعةً لنفث سمومهم ضدّه صلى الله عليه وآله وسلم، فتأذّى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك، فأنزل الله تعالى عليه الوحي يأمره بالتوجُّه في الصلاة إلى الكعبة الشريفة.
واجه اليهود النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بأساليب عدائيّة مختلفة، وطرحوا الأسئلة التعجيزيّة، وعملوا على الضغط الاقتصاديّ على المسلمين، وحرّضوا أعداء الإسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم فواجههم بقتل كبار أصحاب الفتنة منهم.
وحيث لم تردع هذه الطرق اليهود عن الاستمرار في غيّهم، أعلن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الحرب الشاملة ضدّهم فحارب بني قينقاع وبني النضير الموجودين في داخل المدينة، وأجلاهم.
* نقلا عن : موقع أنصار الله