سألوني من تشجع: الأرجنتين أم السعودية؟ وبعد ساعة ونصف الساعة سألوني: هل فرحت لفوز السعودية على الأرجنتين؟
وبالأمس قامت بولندا بهزيمة السعودية بعد أن ارتدت ريش الطواويس بعد فوزها على الأرجنتين، وليتهم يتعلمون من هذا الدرس أن الغرور عاقبته وخيمة، سواء في لعبة الكرة أو في العدوان على اليمن.
حاولت تذكيرهم، فأنا لم أنسَ يوم الخامس والعشرين من مارس 2015م، ولم أنس قنبلة عطان، وقنبلة نقم، وآلاف الصواريخ التي كانت تمطرنا بها السعودية.
الأرجنتين لا تعامل المقيمين اليمنيين كما تعاملهم السعودية بكل لؤم وحقد، ولم تحرق الأرجنتين سماءنا وأرضنا وبحرنا...
بالقنابل المحرمة والصواريخ، ولم ترتكب مجزرة تنومة وتقتل ألفين وتسعمائة حاج يمني، من أجل سرقة أحذيتهم الجلدية، وطعامهم، وأموالهم التي كانوا يحملونها معهم.
ملأت السعودية مقابرنا بالشهداء، وملأت مستشفياتنا بالجرحى والمعاقين، وقصفت حتى المستشفيات أيضاً، وقتلت آلاف الأطفال والنساء والمدنيين، وكانت روائح الموت تملأ شوارعنا ومنازلنا كل يوم، وصارت صلاة الجنازة شبه يومية. ولانزال نعاني من السموم التي استنشقناها وتشبَّعنا بها.
لا يعنيني انتصار فريق رياضي أياً كان، فأنا لست من هواة الرياضة، فكيف أفرح للمنتخب السعودي وأنا أعاني من انقطاع مرتبي بسبب عدوان السعودية، وبلادي عادت إلى الخلف خمسين عاماً بعد تدمير السعودية لبنيتها التحتية وجسورها ومؤسساتها ومصانعها ومطاراتها وموانئها؟
الشعب السعودي لا نكنُّ له إلا كل المحبة والود، فلا علاقة للشعوب بما يرتكبه الحكام من مجازر وحروب وحماقات سياسية، لكن كرة القدم ارتبطت بالسياسة أكثر من ارتباطها بالرياضة.
حتى لو فازت السعودية وأخذت كأس العالم كأول دولة عربية تفوز بهذا اللقب، ما الذي سنجنيه نحن من هذا الأمر لكي نفرح بهذا الانتصار؟
مازالت دماء شهدائنا حارَّة، ولن تبرد إلا حين يُثأر لها، ومازالت قلوب الأمهات المفجوعات مفطورة على أبنائهن الذين قتلتهم صواريخ وطائرات العدوان السعودي، وسيكون أكبر انتصار سنفرح به هو زوال أسرة آل سعود، والثأر لليمن ممن أحرقها، وأفقرها، وشرَّد أهلها، فمازالت مخيمات النازحين منصوبة في معظم محافظات اليمن، ولا يليق بأي مواطن يمني أن يكتب التغريدات ويبعث بالتهاني لمن ملأ بلاده بالجوع والمقابر والبارود والخراب.
* نقلا عن : لا ميديا