لم يستطع أعداء الأُمَّــة تقسيم هذه الأُمَّــة إلى دول وشعوب فحسب، بل إنهم قد استطاعوا أن يولِّدوا فينا قناعاتٍ تعتقدُ بأن لكل شعبٍ من هذه الشعوب المختلقة الحقَّ في أن يعمل بعيدًا وبمعزلٍ عن باقي الشعوب الأُخرى للأسف الشديد!
وأن موارد وإمْكَانات أي شعبٍ من هذه الشعوب المختلقة التي أودعها الله في باطن أَو ظاهر الأرض التي يسكنها إنما هي ملكٌ له وتخصه وحده فقط ينفقها أَو يتصرف أَو يعبث بها كيف يشآء!
لذلك قد يجد الإنسان منا اليوم نفسه في موقفٍ صعب لا يحسد عليه إن هو جاء يقول أن بطون الجوعى من أبناء هذه الأُمَّــة كانت أحق وأولى بكل هذه الأموال الضخمة التي أنفقت على تنظيم أَو احتضان مُجَـرّد (لعبة)!
أليست بطون الجوعى من أبناء هذه الأُمَّــة كانت أحق وأولى من تنظيم وإقامة كُـلّ مونديالات الدنيا؟
لكن لا أحد يفكر هكذا اليوم!
يعني أقل ما يمكن أن تسمعه اليوم هو:
أن لقطر أَو السعوديّة أَو الإمارات أَو أية دولةٍ عربيةٍ أَو إسلاميةٍ ثريةٍ أُخرى الحق في أن تنفق أموالها وتتصرف بها كيف تشاء!
ذلك أن أعداء الأُمَّــة وَ(أعوانهم) قد استطاعوا أن يغيبوا عن عقولنا فكرة أننا جميعاً أُمَّـة عربية وإسلامية واحدة وأن الثروة أَو المال أينما وجد وفاض إنما هو ملك للأُمَّـة كلها.