لفهم القضية الفلسطينية والحق المزعوم لتسعين في المائة من يهود العالم
1:يجب أن ندرك أولاً وقبل كل شئ أهمية وضرورة أن نميّز بين مفهومين متداخلين : الدين والعرق.وهذا يعني أن نميّز بين اليهودية وبني إسرائيل، كما نميّز بين الإسلام وقريش. هذا التمييز ضروري وحاسم لجهة تحديد إطار محوري- تاريخي للمفاهيم المتلاعب بها، فاليهودية دين، وبنو إسرائيل قبيلة، تماماً كما أن الإسلام دين وقريش قبيلة. وبالطبع، فليس كل يهودي – هو بالضرورة من صلب بني إسرائيل القبيلة-، ذلك أن معتنقي الدين، أي دين، قد يكونون من أعراق أخرى. إن القرابة من المنظور المثيولوجي لا تتحقق بفعل اعتناق شخص لديانة جماعة أخرى، والأصل في نظام القرابة هو صلة الدم. وهذا شبيه بما عليه حال المسلمين، ولو أعطينا الحق لكل يهود أوروبا وأمريكا – وبقية دول العالم- بأن يعتبروا انفسهم تلقائيا بأنهم من بني إسرائيل لمجرد انهم يهود، ففي هذه الحالة، سوف يدعي كل مسلم في أندودنيسا وتركيا وإيران وباكستان وروسيا وبقية دول العالم، بأنهم من قريش، ماداموا اعتنقوا الإسلام؟ وهذا يعني خلق فوضى عالمية ذات مضمون أنثروبولوجي غير مسبوق في التاريخ.
2: إن اليهودية دين عربي قديم. وبكل يقين، فهذا الدين لم يظهر في اسكتلندا أو المكسيك، وموسى النبيّ ليس أميراً دانماركيا، وداود الملك ليس نبيلاً من نبلاء بريطانيا. ولأنها دين عربي قديم؛ فإن الجماعات التي اعتنقت اليهودية قبل 2000 عام، لم تكن بكل تأكيد قبائل جرمانية أو من قبائل الفايكنغ؛ بل كانت قبائل عربية. وهذا يعني أن يهود الأمس البعيد الذين استوطنوا في جنوب الشام( فلسطين) كانوا قبائل عربية يهودية، ولم يكونوا مهاجرين جلبتهم الوكالة الصهيونية في السفن.
3: في هذا السياق وحده، يتوجب إسقاط أي ادعاء زائف بوجود قرابة دم بين يهودي فرنسي أو أمريكي، وبين بني إسرائيل، فهذا شبيه بإدعاء المسيحيين في الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم يتحدّرون من سلالة اليعاقبة العرب في بلاد الشام، كما يمكن لأي مسلم صيني أن يدعي وجود قرابة دم بنبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وعلى آله؟ وهذا الحق المزعوم يمكنه أن يشكل في حال إطلاقه دون قيود صارمة، أن يخلق فوضى أنثروبولوجية تعيد خلط الأرحام في العالم كله؟
4: لكل ذلك، فليس من حق اليهود (المعاصرين) الإستيلاء على تراث قبيلة قديمة من قبائل العرب تعرف تاريخياً ب( بني إسرائيل) لمجرد أنهم اعتنقوا دين هذه القبيلة في وقت ما؟ مثل هذا الحق الافتراضي، شبيه بحق مسلمي الصين وتركيا وإيران، مثلاً بالاستيلاء على تراث قريش، والزعم أنهم من سلالتها؟ وبكل تأكيد فليس لدى يهود الغرب قاطبة اي دليل يخالف هذا المنطق، فلا وجود لأي أثر اركيولوجي أو ثقافي، يؤكد أو يشير أو يلمح مجرد تلميح إلى أن يهود أوروبا مثلاَ ، هم من نسل اليهود العرب الذين اعتنقوا اليهودية قبل 2000عام؟
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين