يعود سبب تسمية المحاصيل النقدية بهذا الاسم، للتفرقة والتمييز بين الزراعة المعيشية التي تستخدم في تغذية الماشية وتعتمد على منتج العائلة الواحدة، من الوهلة الأولى تظهر أنها تتحدث عن النقود ولكنها في الحقيقة تدل على أنواع الزراعة، حَيثُ تشتمل على أنواع مهمة سنتعرف عليها من خلال هذا المقال ونتعرف على كافة التفاصيل التي تختص بهذا الموضوع.
وتعد المحاصيل النقدية من أهم المحاصيل التي لها عائدات مالية كبيرة تساعد على رفع مستوى الاقتصاد الوطني، إذ تدخل في العديد من الصناعات الغذائية ولها أهميّة كبرى في توفير العملة الصعبة الضرورية لبناء الاقتصاد الوطني وتضم المحاصيل النقدية كلاً من (البن، القطن، السمسم، التبغ، القات).
إلا أن زراعة المحاصيل النقدية تفتقر إلى العديد من المقومات الأَسَاسية لتنميتها، حتى يكون مردودها كبير على الدولة ليتم الاستفادة منها في بناء العديد من المشاريع الاقتصادية المستدامة.
في دول العالم النامي تحولت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية إلى إنتاج المحاصيل النقدية؛ لأَنَّ هذه الدول ليس لديها موارد معدنية أَو نفطية ومن ثم تعتمد على المحاصيل النقدية للحصول على العملة الصعبة حتى تتمكّن من استيراد المواد اللازمة لبناء البنية التحتية أَو لشراء السلع الاستهلاكية الغربية وبالطبع الغذاء.
إلا أن النقاد يرون أن المحاصيل النقدية تزرع على أراض كان من الأولى أن تستخدم لزراعة الحبوب المستخدمة كغذاء للمجتمعات المحلية، وأرجعوا السبب وراء المجاعة العالمية إلى التوجّـه إلى زراعة المحاصيل النقدية وإهمال زراعة الحبوب، ويلاحظ أن بعض المحاصيل النقدية مثل الفول، التبغ “التمباك” يمكن أن تدمّـر الأرض إذَا لم تترك بلا زرع بعد سنوات من حصد المحصول.
بالإضافة إلى ذلك، عندما تستخدم أفضل الأراضي الزراعية للمحاصيل النقدية يضطر المزارعون المحليون إلى استخدام أراضي هامشية لزراعة الغذاء للاستهلاك المحلي، مما له تأثير شديد الإضرار بالأمن القومي.
ويرجع بعض الخبراء الزراعيين بأن زراعة المحاصيل النقدية لا يؤثر على زراعة الحبوب لوجود مساحات كبيرة في اليمن صالحة لزراعة محاصيل الحبوب، حَيثُ تتميز الأراضي اليمنية بخصوبتها وهو ما يوفر الكثير من المساحات لزراعة الحبوب.