اليوم يقف المؤتمر الشعبي العام كحزب سياسي للمرة الأولى بعد ان طويت حقبة الحزب الحاكم وحزب الدولة وحزب الفرد ، أمام التحدي الأكبر في عمره منذ تأسيسه ، أمام تحد وجودي ومصيري يتمثل في تحديد مستقبل المؤتمر إختيارقيادة جديدة له عقب مقتل مؤسسه ورئيسه في خضم أحداث الفتنة التي اشعلها مع مليشيات الخيانة التابعة له في اطار مخطط تآمري بالتنسيق مع قوى العدوان والذي وقف شرفاء واحرار المؤتمر في مقدمة المتصدين له والمشاركين في افشاله .
وحتى لا يصبح المؤتمر ” كلالة “!!! نتيجة تصارع قياداته في الخارج الموالية للعدوان علانية وتلك المواليةللعدوان على استحياء أوشك على التلاشي وقياداته في الداخل المتباينة التوجهات وذلك للسيطرة على المؤتمر ، إما سعيا للارتزاق بإسمه واستغلال تاريخه وقاعدته الشعبية الكبيرة لزيادة قيمة اسهمها في بورصات الخيانة والعمالة ، أو طمعا في استكمال المخطط التآمري الذي تم وأده ، أو حرصا على وفاء وتضحيات قواعده الوفية معه ومع الوطن ، ليمثل هذا المشهد بإختلاف توجهات الحاضرين في اطاره واختلاف اهدافهم الخطر الحقيقي على المؤتمر كحزب إن لم يتم حسمه لصالح جماهيره وتوجهاتها الوطنية .
اليوم تبدو ملامح ذلك المشهد اكثر وضوحا من خلال مايحدث من تمايز واصطفاف للقيادات فيما بينها حسب ما يمكن تسميته بالاجنحة ، فهناك جناح نائب رئيس المؤتمر هادي وعلي محسن ومن معهما من عملاء ومرتزقة السعودية وهناك جناح البركاني الامين العام المساعد واحمد علي وبقية العائلة المتحالف واقعا دون اعلان مع الامارات وهنا جناح الراعي الامين العام المساعد والكتلة البرلمانية وهنا أيضا جناح صادق ابورأس الامين العام المساعد مع امين عام مساعد آخر اعلن اصطفافه الى جانبه مؤخرا هو ياسر العواضي ، ويظل صراع تلك الاجنحة حتى اللحظة حبيس الغرف المغلقة والاتصالات الحثيثة المتكتمة وان كان الجناح الاخير هو الوحيد الذي صرح بوجوب الاصطفاف معه بقيادة الشيخ أبورأس !!! .
وبناءا على ذلك سنلاحظ توزع الابواق الاعلامية على تلك القيادات بين صنعاء ومارب وعدن والرياض والقاهرة وعمان وابوظبي و بحسب القدرة الشرائية لتلك القيادات والتي ستحدد من سيقف الى صف من ؟؟ في أتون الصراع الحزبي داخل صفوف المؤتمر حول مستقبله وقيادته القادمة .
وتظل الحقيقة الغائبة عن تفكير الساسة الحاضرة بقوة في مجريات الاحداث والمتغيرات ، أن قوة المؤتمر ليست في ادبياته وبرامجه ومرجعياته ولا في تاريخه ورصيد انجازاته ولاحتى في مسيرته السياسية ، وإنما تكمن قوة المؤتمر الحقيقية في جماهيره الوفية الابية التي ظلت تحمل المؤتمر على اكتافها لتستفيد منه نخبة ظل المؤتمر يحملها بكل مساوئها .
فهل ستصحو جماهير المؤتمر لتستعيد ماهو حق لها دون منازع وتتخلص من وصاية الانتهازيين من خلال حراك جاد يؤدي الى تغيير نحو الافضل ويصل بأحرار وشرفاء المؤتمر الى القيادة ومواقع اتخاذ القرار ؟؟ لتحافظ تلك القواعد الشعبية مع قيادتها من الاحرار والشرفاء في المؤتمر على مسار بدأته في مواجهة العدوان بدافعها الوطني وفطرتها السليمة دون ان يكون لمعظم تلك القيادات العتيقة اي يد في توجه الجماهير الأبية والقواعد الوفية ؟؟