ناشطاتٌ وإعلاميات وثقافيات لصحيفة “المسيرة”: الدوراتُ الصيفية.. وعيٌ وتحصينٌ وبناءٌ ومتارس
المسيرة – المركز الإعلامي بالهيئة النسائية – مكتب الأمانة
يسعى الأعداءُ بشكل مُستمرّ لسلب الأُمَّــة هُــوِيَّتها الإيمانية، بما تحويه من قيم وأخلاقيات ارتقت بالأمة إلى أن تكونَ في مقدمة الأمم، وتغلَّبت على جميع أعدائها.
كلُّ هذا جعل الأعداء يحاولون جاهدين استهداف أبناء الأُمَّــة واغتيال قيمهم وأخلاقهم وانتزاع إيمَـانهم من قلوبهم بالذات النشء والشباب المسلم الذي يرون فيه الجيل الصاعد للأُمَّـة، وحاولوا تقديم مغريات لهم تجعلهم حبيسي أفكارٍ دخيلة على دينهم وثقافات مغلوطة تذهب بزكاء النفس وإيمَـانها، وبالطبع فَــإنَّ التكنولوجيا سهّلت لهم الكثير من خططهم عبر الإنترنت والقنوات الفضائية، وما يعرض عليهم من أفكار هدّامة للأخلاق وإباحيات يدمنها الكثير.
لذا فَــإنَّنا اليوم في معركة مع العدوّ، سلاحُنا فيها الوعيُ الذي به نحصِّنُ أطفالَنا وشبابَنا من كُـلّ ما يستهدفهم، وهي المعركة التي دعا إليها السيد القائد عبدالملك الحوثي، بافتتاح المراكزِ الصيفية التي يتلقى فيها الطلاب الثقافة القرآنية وثقافة آل البيت التي بها نجاة الأُمَّــة من مصائد الأعداء وفخاخهم!!
ولأن مخرجاتِ هذه المراكز كانت عظيمةً ولقيت استجابةً من المجتمع؛ فقد شن عليها الأعداءُ حملاتٍ عدائيةً كبيرة فشلوا فيها؛ لأَنَّنا نرى حجمَ الإقبال والتزايد على هذه المراكز يزداد عاماً بعد آخر.
حصنٌ حصينٌ من العقائد الباطلة:
وتوضح الكاتبة أميرة السلطان، أننا في هذا الزمان نعيش غزواً فكرياً غير مسبوق، خَاصَّةً وأن أعداء الأُمَّــة يسعون جاهدين لتغيير المفاهيم والمصطلحات لدى الأجيال الصاعدة، مشيرةً إلى أننا في سباقٍ مع أعداء أمتنا: فإما أن نصل إلى أجيالنا بالدورات الصيفية ونحصنهم من المخطّطات التي تحاك ضدهم، وإما أن يصل إليهم العدوّ، وهنا تكمن المأساة؛ لأَنَّ ذلك يعني أن تضيع القيم والأخلاق والمبادئ السامية من حياتهم ويحل محلها الأشياء التي لا قيمة لها، بديل لا يمت للدين ولا للإسلام بأية صلة.
وتؤكّـد السلطان أن الدورات الصيفية هي الحل الوحيد والحصن الحصين للأجيال الصاعدة من الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة؛ كونها تقدم النموذجَ الراقيَ في تقديم الدين بجاذبيته وجماله؛ لكي يتخرج منها جيلاً واعياً متسلحاً بسلاح الوعي والبصيرة والإيمان، مترفعاً عن كلما هو مخالف للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
وتشير إلى أن المتتبعَ للدورات الصيفية -منذ بدايتها لليوم- سيلحظ وبما لا يدع مجالاً للشك أنها في نجاحٍ مُستمرّ، بل وتخطو خطوات نوعية متميزة؛ فمن عام لعام نجد الإقبال على المدارس المغلقة والمفتوحة بشكل كبير وواسع قد يفوق أحياناً المتوقع، وهذا التزايد في عدد الطلاب دليل واضح على نجاح كبير حقّقته هذه الدورات الصيفية، وفي الجانب الآخر يدل على تنامي الوعي والبصيرة لدى الطلاب وأهاليهم وإدراكهم أن لا مكان يحصّن أطفالهم من فساد المفسدين إلا هذه الأماكن.
وفي سياق حديثها ترى السلطان، أن الأسر التي لا زالت تتقاعس عن المسارعة في تسجيل أبنائها في هذه المراكز ليس عليها إلا أن تقوم بشيءٍ واحدٍ فقط، وهو فتح شاشة التلفزيون والتنقل من قناة إلى أُخرى ومشاهدة ما يقدم لهذا الجيل أَو تقوم بفتح تلفونات أبنائها؛ لكي تصل إلى قناعةٍ تامة أن البديل عن المراكز الصيفية جاهز، هو: الانحطاط القيمي والديني والأخلاقي وأَسَاسات هشة تحطم روح الإنسانية فيهم، لافتة إلى أن ما تعيشه أمتنا اليوم يجعل من كُـلّ ولي أمر طفل أن يقوم بواجبه على أكمل وجه من منطلق قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أنفسكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً}، ومن منطلق قول رسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم-: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته).
وتنوّه أميرة إلى الدور السيء الذي يقوم به إعلام العدوّ وأذيالهم في تشويه المراكز الصيفية وقالت إنه ليست هناك رسالة لهم سوى أن يواصلوا الحديث عن هذه المراكز؛ لأَنَّهم بفعلهم هذا يقدمون لنا دعاية بالمجان وهذا مصادقٌ لقول السيد حسين بن بدر الدين -رضوان الله عليه-: (من عظمة الإسلام أنك عندما تتحَرّك له تجد كُـلّ شيء يخدمك حتى أعداؤك).
وفي ختام حديثها، أكّـدت أميرة السلطان أن المدارس الصيفية أصبحت ضرورة وعملية إسعافية طارئة؛ لحماية الأجيال الصاعدة من الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، محافظة على الأجيال وَفطرتهم السليمة، متسلحين بالعلم النافع الخالي من دس السم في العسل، مرتقين بأنفسهم مقتدين بالأعلام الحقيقيين الذين ساروا على الصراط المستقيم ولا عذر لأي ولي أمر أمام الله عندما يتكاسل عن الدفع بابنه أَو بنته للمدارس الصيفية.
انتصارٌ للهُــوِيَّة:
وعلى ذات الصعيد، تقول الناشطة الإعلامية دينا الرميمة: “ما من ثمة شك حول السعي الحثيث لأعداء الأُمَّــة وأبواقهم لاستهداف الأُمَّــة الإسلاميّة وإضعافها وتشتيتها وسلبها عقيدتها الإيمانية، التي أدركوا جيِّدًا أنها سبب تفوق المسلمين عسكريًّا عليهم في كُـلّ المعارك التي خاضوها ضدهم رغم ما يمتلكه العدوّ من عدة وعتاد؛ لذا فهم يعملون جاهدين على استهداف هذا السلاح القوي من صدورهم حتى يتمكّنوا من السيطرة عليهم وهزيمتهم وفرض الهيمنة عليهم”.
وذكرت الرميمة أن تركيزَ أعداء الأُمَّــة بشكل أكبر على النشء والشباب المسلم الذي يرون فيه حضارة الأُمَّــة ومستقبلها وعزها ومنعتها، وربما في فترةٍ ما هم نجحوا في ذلك في عصر التكنولوجيا والإنترنت والقنوات الفضائيّة التي سهلت لهم الكثير من العقبات، حَيثُ أصبح الكثير كباراً وصغاراً منكبين عليها وعلى ما تبثه من غثاء سيل يذهب بزكاء النفس وإغوائها عما قد ينفعها ديناً ودنيا، مضيفةً: “وهذا ما لاحظناه عندما نسمع الكثير من الأُمهات تشتكي من إدمان أطفالهن على الألعاب الإلكترونية والقنوات الفضائيّة، وتأثير ذلك على سلوكهم وكيف أصبحوا أكثر عنفاً وعدوانيةً وتقليداً؛ لما يشاهدونه في المسلسلات التي نعلم جميعاً أنها صنيعة يهودية”، موضحة أن كُـلّ هذه الأسباب كانت كفيلةً لإعلان معركة وعي وتحصين وثورة على مخطّطات الأعداء وأفكارهم الدخيلة علينا كمجتمع مسلم يراد سلخه عن هُــوِيَّته وإيمَـانه.
وأشَارَت إلى أن هذا ما قام به السيد القائد عبدالملك الحوثي، الذي دعا إلى افتتاح المراكز الصيفية لاغتنام فرصة الإجازة بما يعود على أطفالنا بالنفع بدلاً عن قضائها في الشوارع أَو أمام التلفزيون أَو مواقع الإنترنت وما فيها من تدمير للشخصية والأخلاق والقيم.
ونوّهت الرميمة إلى أن أهداف المراكز أولاً تعزيز مبدأ التحرّر العقائدي وَالثقافي والفكري على أسس قرآنية بحتة وثقافة آل البيت الكفيلة بتحصين عقول أطفالنا بجرعات عالية من الوعي والبصيرة تكون سداً منيعاً ضد كُـلّ غزو أَو استهداف، أضف إلى تنمية المواهب واكتساب العديد من الفنون وَالمهارات التي يستفيد منها الطالب.
وفي سياق حديثها أكّـدت الرميمة على أن حجم الإقبال كان كَبيراً، وعاماً بعد عام يزداد حجم الطلاب في المراكز الصيفية، وذلك لما لمسه المجتمع من تغيير في سلوك أطفالهم بشكل إيجابي.
وكما أوضحت الرميمة على أن الأعداء أدركوا جيِّدًا مخرجات هذه المراكز وتأثيرها على مخطّطاتهم الدنيئة؛ لذلك فقد قاموا بحملات دعائية خبيثة لاستهداف هذه المراكز وتشويهها ووصفها بجبهات الموت للطفولة لثني الأسر عن الدفع بأبنائهم لهذه المراكز.
وأكّـدت الرميمة في ختام حديثها، أنه وَبرغم جهد الأعداء وحملاتهم للنيل من هذه المراكز إلا أن وعي المجتمع أكبر من كُـلّ خزعبلاتهم وحملاتهم واستمروا في تدريس أولادهم بهذه المراكز التي هي جبهة قوية ومتارس تتحطم عليها أحلام العدوّ وتتهاوى على عتبات هذه المراكز، التي بلا شك لا بديل عنها إلَّا الضياع والتيه والوأد للقيم والأخلاقيات والمبادئ.
بناءُ جيل يستشعرُ المسؤولية:
وعلى ذات الصعيد، أوضحت الناشطة غادة حيدر، أن العدوّ اليوم يسعى إلى استهداف الأطفال في هُــوِيَّتهم الإيمانية وسلخهم عن هذه الهُــوِيَّة وعن القرآن الكريم وثقافة آل البيت؛ فعمدوا على تمييعهم وإفسادهم من خلال الحرب الناعمة وما يتعلق بها من وسائل وما تقدمه من فساد وانحراف أخلاقي وقيمي في السلوك وَتغيير وتزييف وتحريف عقائدي وَغزو فكري وتضليل ثقافي بفصلهم تماماً عن الله ورسوله والعترة الطاهرة وعن قضايا أمتهم؛ وبالتالي فالمعركة بيننا وبينهم هي معركة وعي وتحصين من كُـلّ ثقافات الغرب الدخيلة.
وأشَارَت حيدر إلى أن المراكز الصيفية أتت كضرورة ملحة لتحصين الأجيال من الأفكار الهدامة والضالة عقائدياً وأخلاقيًّا، وباتت أهميتها في ما تقدمه من ثقافة قرآنية مستقاة من القرآن الكريم ومنبع الأخلاق الفاضلة من سيرة النبي محمد والإمام علي -صلوات الله عليهم أجمعين- وفيها يتم فضح أعداء الأُمَّــة وكشف مؤامراتهم وخططهم وتقديم الحلول اللازمة للخروج من مستنقع الضياع وَالضلال والفقر وَالإذلال وبناء عقول نيرة وأجسام قوية قادرة على تحمل المصاعب والتحديات والأخطار وخلق جو إبداعي نموذجي ابتكاري من خلال ما تقدمه من مهارات وحرف وَأنشطة ثقافية، خطابية، توعوية وغيرها الكثير مما يعزز الكفاءة والخبرة والقدرة على الاكتفاء الذاتي كالأنشطة الزراعية والتدوير والأشغال اليدوية والتصنيع الغذائي، جميعها جزء أَسَاسي ورئيسي في معركة الوعي والصراع مع العدوّ.
ونوّهت حيدر إلى أنه ولله الحمد الإقبال كبير في هذا العام على الرغم من أنه لم يمر على افتتاح المراكز الصيفية سوى أَيَّـام معدودة وهذا إن دل على شيء فَــإنَّما يدل على تزايد الوعي الشعبي وإدراكهم بخطورة الفراغ وما يلحقه من مشاكل نفسية وجسدية وعلمية ودينية على أبنائهم وَإدراكهم بأن العدوّ يبذل قصارى جهده في إفساد الأبناء، وسلخهم عن هُــوِيَّتهم من خلال ملاحظة سلوكيات وتصرفات أبنائهم؛ فباتت المراكز الصيفية هي المنقذ والحل والمخرج لأبنائهم من هذه الهجمة الشرسة على أبنائهم.
وفي ختام حديثها، وجّهت غادة حيدر رسالة للأسر التي تتقاعس عن ضم أبنائها في المراكز الصيفية قالت فيها: أنتم بفعلكم هذا تجنون على أبنائكم وتحرمونهم فرصة عظيمة تساعدهم على تغيير واقعهم وسلوكهم وتحصنهم من وسائل وأساليب الأعداء ويكون نتيجة تقاعسكم مزيداً من الضياع، مزيداً من الإفساد، مزيداً من التأخر في واقع نهضة البلاد، وتجعلونهم لقمة سائغة بيد الضياع والفراغ القاتل.
ثورةٌ على الثقافات المغلوطة:
أما الناشطة الثقافية أحلام أبو طالب، فقد ذكرت في بداية حديثها أن معركتنا مع العدوّ المتعلقة بأطفالنا معركة وعي، حَيثُ يسعى العدوّ لغرس أفكار الإلحاد والشرك والخوف والرذيلة من خلال قنواته الإعلامية ومواقع التواصل ولا حصانة لأطفالنا من هذا المخطّط إلا بعمل جماعي توعوي مضاد، والله معنا.
وأشَارَت أحلام إلى أن المراكز الصيفية تمثل هذا العمل الجماعي الذي يحصن أبنائنا وبناتنا من مخطّطات العدوّ ويجعلهم قادرين على مواجهة العدوّ من خلال الارتباط بالقرآن والتعلق بالله ومعرفته عز وجل المعرفة المطلوبة ومن خلال الثقافة القرآنية وثقافة آل البيت التي تمثل قيماً ومبادئاً محمدية حاول الأعداء استئصالها من واقع أمتنا.
المراكز الصيفية تؤتي ثمارها:
وأكّـدت أبو طالب على الإقبال والتزايد في المراكز يزداد عاماً بعد آخر، وهذا إن دل على شيء فيدل على مدى وعي الأهالي من آباء وأُمهات بأهميّة الدراسة الصيفية، وكيف تمثل تحصيناً لأبنائنا من الضياع في الأحياء والحارات، هذا إن افترضنا عدم التعلق بالتلفون من قبل الأطفال، وفيه دلالة على أنهم لمسوا أثراً إيجابياً للمراكز الصيفية؛ ما جعلهم بدون تردّد يلحقونهم بهذه الدورات.
وفي سياق حديثها وجهت أبو طالب رسالة للأسر اليمنية قالت فيها: “أقول لكل أم وأب لا يدرك أَو لا تدرك أهميّة الالتحاق بالمراكز الصيفية: لا ينبغي أبداً أن يكون اليهودي أكثر وعياً منك أيها الأب المسلم والأم المسلمة، حَيثُ إن اليهودي يدفع بابنه للمعسكرات الصيفية ليتعلم كيف يكون أكثر عداوةً للمسلمين، ومنذ نعومة أظفارهم ينمون فيهم كراهية الإسلام”.
وأضافت: نحن أمامنا نماذج من المتخرجين من المراكز الصيفية ملحوظ مدى وعيهم ورقيهم العقلي، وكيف أنهم على قدرٍ من القدرة لمواجهة العدوّ وكيف أحاطتهم دراستهم في المراكز بحصانة بحيث لا يستطيع العدوّ تمرير مخطّطاته عبرهم أَو التأثير فيهم.
وقالت أبو طالب: “رسالتُنا للإعلام المحارب ننصحه بعدم الاستمرار في ذلك لا لشيء إنما؛ لأَنَّ حربه تلك لا تزيد مراكزنا إلَّا قوة، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، وهذا واضح من خلال تدفق الأعداد الهائلة للمراكز من بنات وأولاد وكبار وصغار ومن كُـلّ الانتماءات”.
معاركُ من الوعي لانتصار الجيل الناشئ:
وختامًا الكاتبة أُمَّـة الملك قوارة، ذكرت في بداية حديثها أنه، حَيثُ يحتد الصراع وتزداد المعركة شراسةً مع الأعداء وتكاد تكون مُستمرّة لتمثل كُـلّ جوانب الحياة بدون أية استثناءات، من ضمنها معركة الوعي التي هي أهم جوانبها وأكثرها أهميّة، إذ يمكن تلخيص تلك المعركة في أن أهم أسسها هو طمس الهُــوِيَّة الإيمانية وهيكلة الفكر الإسلامي.
وأوضحت قوارة أن لُبَّ تركيز الأعداء على جيل الشباب والجيل الناشئ؛ إذ تتمحور مجمل تفاصيل تلك المعركة في تدجين الأفكار الصحيحة بأفكار أُخرى، وتشجيع الانحلال ومحو أهميّة القضايا المهمة التي تربط الشخص بالواقع، كما تدعو إلى حتمية العيش بلا أهداف تخص الأُمَّــة وتجعل من الأشخاص محاور لأنفسهم فقط!
وعن أهميّة المراكز الصيفية قالت أُمَّـة الملك إنه يبرز جليًّا في تحصين جيلنا من الحرب التضليلية التي يشنها العدوّ على فكره ِوثقافته وهُــوِيَّته، وحيث يوظف في سبيل ذلك كُـلّ الوسائل والأساليب التي من الممكن أن تجعل أطفالنا وشبابنا ينجرون وراء تلك الأفكار التضليلية بواسطة وسائل الإعلام وكذا وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الترفيهية؛ التي تهدف إلى استنزاف الوقت في ما لا فائدة فيه مطلقًا.
وأكّـدت قوارة أن المراكز الصيفية تحقّق أهدافها في تحصين أطفالنا وشبابنا وزيادة وعيهم وتقوية مهاراتهم وبناء قدراتهم من منطلق قرآني بحت.
وأشَارَت أُمَّـة الملك إلى أن الأعداء دائماً يحولون دون أن نرتقي بأنفسنا أَو نكون بمستوًى عالٍ من الوعي، وما يخيفهم أكثر هي القاعدة المتينة لتلك المراكز وللتوجيهات القيادية في قيادة شعبنا والمستمدة من القرآن الكريم.
ونوّهت قوارة إلى أن عدد المقبلين على المراكز الصيفية يزداد عاماً بعد عام وذلك لما يلمسه المجتمع من آثارها الحسنة على أبنائهم من ناحية البناء وتحسين قدراتهم العلمية والعملية واستثمار أوقاتهم في ما يعود عليهم بالفائدة، كما كان للأنشطة المتنوعة والهادفة وأساليب المعلمين الناجحة مع بث روح التنافس بين الطلاب ومحاكاة متطلباتهم الفطرية في بناء أنفسهم بناءً صحيحاً أثراً كَبيراً في استمرار الطلاب في الالتحاق بالمراكز الصيفية، وزيادة شغفهم للالتحاق بالمراكز.
وفي سياق حديثها أكّـدت قوارة على أن دور الأسرة في المجتمع يعتبر كَبيراً؛ ذلك يبرز في تشجيع أطفالهم على الالتحاق بالمراكز الصيفية، وإبراز وتوضيح دور تلك المراكز وأهميتها في زيادة ثقافة أبنائهم وتألقهم العلمي وبناء وعيهم وتنوير بصيرتهم، وفي حين أن إهمال تلك المسؤولية والتقاعس عن أدائها سيجعل من أبنائهم وبناتهم فريسةً سهلةً للحرب الناعمة والتضليلية التي يشنها الأعداء عليهم.
الشارعُ ووسائلُ اللهو بديلُ المراكز الصيفية:
وأضافت أُمَّـة الملك: إذَا ما فكرنا بعين المنطق فسنجد أنه إذَا لم يكن هناك مراكز صيفية فسيكون هناك الكثير من أوقات الفراغ ووسائل الإعلام المتاحة عن طريق شاشات التلفزة، إضافةً إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتلك جميعها تعتبر أدوات ووسائل الحرب على الفكر والهُــوِيَّة الإيمانية والثقافة الإسلامية.
وذكرت أُمَّـة الملك أن البديل عن المراكز الصيفية وفراغ الإجازة المدرسية هو الشارع وما يحويه من سلبيات وأصدقاء سوء؛ والذي سيلجأ إليه الطفل لإفراغ طاقته واستثمار وقته، ومن العيب بل من الحرام أن تكون هذه هي البدائل عن المراكز الصيفية رغم معرفتنا بآثارها وخطورتها المدمّـرة على أطفالنا والذين هم الآن بأمس الحاجة إلى بناء قدراتهم واكتساب ما يعينهم على مواجهة الحرب الناعمة الشرسة.
وأوضحت قوارة أن الأعداء أدركوا خطورة هذه المراكز على أهدافهم الشيطانية على أبناء الأُمَّــة لذا فقد شنوا حرباً إعلامية عليها لثني الناس عنها، في وقتٍ كان يجب على الإعلام المحارب للمراكز الصيفية أن يوجه حربه تلك على ما أصاب بعض شبابنا وأطفالنا ومجمل شباب شعوبنا العربية من غزوٍ فكري جعلهم ينحرفون عن مجمل القضايا، وحتى عن قضاياهم ومسؤولياتهم الشخصية، إضافةً إلى أنهم قد أصبحوا في متناول شهواتهم ورغباتهم وأهوائهم، ولا فائدة ترجى منهم لا لأنفسهم ولا لأمتهم، إذ أصبح ذلك الغزو يقود شباب الأُمَّــة إلى تقليد الغرب ويجعل من ذلك عقيدة وشريعة لهم رغم ما يرونه من جحيم يشتوي به الغرب.
قوارة في سياق حديثها أكّـدت أن توجيهاتِ القيادة والاهتمام الذي توليه بالمراكز الصيفية عزز من وعي الآباء والأُمهات وعزز من وعي الشعب عامة بأهميّة المراكز الصيفية، وهذا كله يقف سداً منيعاً أمام الحرب الإعلامية، ويعزز من فرص الالتحاق بالمراكز وزيادة نسبة المستفيدين منها؛ وهذا بدوره ينعكس على وعي فئات المجتمع بأكملها ومنها الأطفال.
واختتمت أُمَّـة الملك قوارة حديثها بالقول: “إن المراكز تحقّق الأهداف المرجوَّة من إقامتها في زيادة وعي الأطفال واستثمار أوقاتهم في العلم النافع الذي سيجعل منهم أشخاصاً يمثلون أرقاماً صعبةً في وجه أعدائهم وبما يخدُمُ أنفسَهم وأوطانَهم ضمن توجّـهات الإسلام وغاياته النبيلة التي تخُصُّ الإنسان كمستخلف في الحياة”.