نحتفل اليوم في بلاد اليمن السعيد أرضا وإنسانا بالعيد الوطني الـ28للوحدة اليمنية المباركة، وحدة الأرض والتاريخ والجغرافيا ، وحدة المصير المشترك ، الوحدة الطبيعية التي جاء تحقيقها والإعلان عن قيامها تتويجا لنضالات كوكبة نيرة من المناضلين الشرفاء الذين عملوا على تذويب التباينات والعقبات التي كانت تحول دون تحقيقها ، واستطاعوا تحقيق حلم الأجيال اليمنية المتعاقبة وإزالة براميل الشريجة الشطرية وإعادة اللحمة للجسد اليمني الواحد الموحد ، لترتفع راية اليمن الموحد خفاقة في سماء مدينة عدن في 22 مايو 1990م ولتعم بعدها الاحتفالات في عموم أرجاء الوطن من المهرة في الجنوب الشرقي إلى صعدة وحرض وميدي في أقصى الشمال الغربي ، الكل خرجوا يرفعون علم الوحدة لأول مرة ، علم واحد وراية واحدة ، ونشيد واحد يرددوه بمشاعر مملوءة بالتفاؤل والأمل بيمن جديد ومستقبل أفضل في رحاب دولة موحدة يتساوى فيها كافة المواطنين في الحقوق والواجبات والمسؤوليات ، دولة يسودها النظام والقانون ويحتكم لهما الجميع .
28عاما كانت الوحدة اليمنية ولاتزال الحدث الأبرز في تاريخ اليمن الحديث ، 28عاما خاض اليمنيون خلالها الكثير من الأحداث، وشهد الكثير من المتغيرات والتحولات ، وعاش الكثير من الأخطار والمدلهمات ، لعل أبرزها وأكثرها خطورة وتأثيرا وتهديدا للوحدة المباركة العدوان الثلاثي السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا، هذا العدوان الهمجي الذي تدثر بعباءة الشرعية المزعومة قبل أن تتضخ الحقيقة وينكشف المستور ويتجلى للعيان بأن تقسيم اليمن وتشطيره والانقضاض على الوحدة وتمزيق الوطن إلى كونتونات صغيرة متناحرة ومتنازعة يعد الهدف الرئيسي لهذا التحالف الشيطاني الرجيم الذي يقوده قرن الشيطان والبعران و الصهاينة الأمريكان ، فكل الشواهد الميدانية تؤكد ذلك وما هو حاصل في الجنوب وبالتحديد في عدن وجزيرة سقطرى مثال حي على مشروع ومخطط الغازي والمحتل السعودي والإماراتي ، هذا المشروع التآمري الذي بدأت مفاعيله بالعمل بوتيرة عالية مستغلة إنبطاح شرذمة العمالة والخيانة والارتزاق بقيادة الدنبوع هادي وشلة الرياض الفندقية وانخراطهم في مشروع الاحتلال والتقسيم والتشطير والاحتلال والتي باعت وتاجرت بكل شيء من أجل المال المدنس والسلطة الزائفة وإرضاء وخدمة لمصالح وأهداف أسيادهم الأمريكان والصهاينة وخدامهم من آل سعود وآل نهيان وبقية البعران والخرفان .
28عاما مرت على الوحدة التي تعمدت بالدم وترسخت وتجذرت في القلوب وباتت اليوم عهدا عالقا في ذمة كل اليمنيين الشرفاء الذين عايشوا مرارة الانفصال والتشطير والتشظي، ولا يمكن التفريط بها أو المساومة عليها ، فالممارسات الاستيطانية الاستعمارية التي تشهدها بعض المحافظات الجنوبية لن تدم طويلا ولن يسمح اليمنيون للمحتلين الجدد المساس بالوحدة وستهب جموع اليمنيين للدفاع عنها وتطهير البلاد من دنس الغزاة المحتلين الجدد فور الإنتصار على قوى العدوان وإخماد جبهات الخيانة والعمالة والإرتزاق والتي افتعلتها قوى العدوان من أجل أن تسرح وتمرح في الجنوب بحرية مطلقة .
الوحدة اليمنية هي قدر ومصير كل اليمنيين، وهي تحققت بمشيئة الله وستبقى بمشيئته وحوله وقوته وتأييده، وفي ذكراها الـ28تتعاظم المسؤولية الوطنية والدينية والأخلاقية أمام القوى والمكونات الوطنية الجنوبية خاصة واليمنية عامة للوقوف صفا واحدا أمام مخططات الغزاة والمحتلين والمرتزقة والعمل الجاد على تصحيح مسار الوحدة ومعالجة الأخطاء التي رافقت مسيرتها خلال الـ28عاما ، وفتح صفحة جديدة نقية ، نقاء الوحدة التي التف حولها الجميع وناضلوا من أجلها .
وحدويون ولا فينا انفصالي
ولا هذا جنوبي عاد
ولا هذا شمالي
بات يحضنا وطن
وحدوي اسمه اليمن