بالله عليك يا علمي لا تختفي، أرى ألوانك بدأت تخفُت، ولم تعد ترفرف كما عهدتك دائمًا.
بالله عليك يا علمي لا تذهب عنا، فأنت رمز بلادنا، وعنوان لاستقلال قرارنا، وأنت من توحد صفنا، وتحيي وجودنا، فأنت المُعرّف عنّا أين ما ذهبنا، والناطق الرسمي لنا أين ما تواجدنا، اسألك بالله ما بك؟
لا توجع قلبي …
إني أسمع لك فاحكي لي ما الذي كدر خاطرك؟
نعم أجبني … ارفع صوتك…. روحي ودمي أقدمها فداءً لك يا عزة بلدي..
…….. …….. …..
رد العلم علي قائلاً: سأجيبك لكن لن يفهمني إلا من يعرف قيمتي ويعرف كيف يحميني،
ومتى وأين يجب أن يرفعني، فأنا رمز وعزة وفخر لمن يعتز بأصله وموطنه.
ألم تعرف أني أوشكتُ أن أُمزق وأُداس تحت الأقدام، لولا من ضحى بدمه لأجلي وهجر مضجعه وراحته، والتفت به الأوجاع من أجل أن أبقى مرفرفاً في أقسى الأوقات وأصعبها، وتقدم الصفوف واجتاح المخاطر ليتغلب على كل المؤامرات، حتى تبقى ألواني كما هي زاهية ومعبرة، حتى يبقى الأحمر يحكي عن دماء من ضحى واستشهد لأجل أن تبقى الراية عنواناً لكل من عرف قيمة الوطن، والأبيض يظل يُعبر عن حرية من يحملني، والأسود يبقى شاهداً على الدروس والعبر وكيف تم التنكيل بكل من حاول أن يزعزع أمن أحبتي.
فهو من حماني عندما عصفت بي الليالي، ورفعني في أصعب المراحل، ليضعني فوق عنق من أراد إهانتي ليخضع لي ذليلًا، لأرفرف عزيزًا على الأرض التي ماكنت أثبت عليها لولا سيل الدماء من الأبطال الذين طهروا بها كل شبر، من كل رجس وباغي.
ليأتي اليوم… من يتشدق بمحبته لي ولم يكن يومًا يعرف قيمتي، ولم يفكر يومًا كيف أبقى عنواناً لعزته، ليلتحف ويتخفى بي كي يمرر مؤامراته الدنيئة ويستغل قلة وعي الشباب، الذين دُسّت لهم السموم في فكرهم، ليُسيرهم كيفما يريد.
لأكون أنا الحق الذي يُراد به الباطل، فكيف لا تخفُت ألواني وقد أرادوا من خلالي أن يخلقوا الفوضى ويزعزعوا الأمن، ليُكتب السناريو ويختفي المخرج بين أدوار المنفذين الذين لم يعرفوا أنهم ضحية مؤامرة وقحة أراد لها النفاذ عبر قليلي الفهم والبصيرة.
لكن بعد أن ثُبطت المؤامرة وتجاوز العقلاء بالبلاد إلى بر الأمان، أعدك أن أعود لما كنت عليه من عنفوان، وسأظل أرفرف قويًا شامخًا على رؤوس من وجدت لأجلهم لا لغيرهم.
* نقلا عن :السياسية