لطالما سمعنا هذه العبارة لكُثرة ترديدها، ولكن قلائل هم أُولئك ذوو القول والفعل، فما أن دقت ساعة الصفر حتى وجدنا من يبيع القضية، بل ويخون ويساند العدوّ ويفتح قواعده لدعمه وإسناده، وهو العدوّ اللدود للأُمَّـة الإسلامية، وهم أنفسهم من يدعُون للتهدئة وعدم جر الأحداث لما أسموه مربع مسدود!
أما عن الجامعة العربية فليتني لم أرَ ولم أسمع عنها!
حين وجدنا الأحرار في العالم هم من يؤيدون هذا التحَرّك الكبير وَغير المسبوق لمجاهدي فلسطين، وهم أنفسهم من أثبتوا بالقول والفعل أن فلسطين قضيتهم، وجميعهم سعوا لأن يكونوا مع فلسطين بكل ما أمكنهم، وليس أُولئك أصحاب العبارات الرنانة التي لم تُقدم شيئًا، والفرق واضح بين أصحاب المواقف وأُولئك الذي يلقلقون بألسنتهم فقط.
وكما نرى فالعالم ينقسم لقسمين اثنين لا ثالث لهما منهم فلسطيني الهوى والهُــوِيَّة، وآخرون يهود ولكن بدون زنانير، وهؤلاء منهم يهود صريحون يعبرون عن تضامنهم مع أبناء عمومتهم في الكيان الغاصب، وآخرون يتدرعون بالحقوق والحريات والإنسانية رغبة في إخفاء “اليهودي” الذي يسكنهم.
إن من المفارقات العجيبة أن تجد تلك المشاهد التي تُدمِي القلوب في غزة والعُرب في سباتهم العميق إلا من رحِم الله، وما إن جاء الرد حتى سمعنا الإدانات من كُـلّ بقاع العالم، وكأن لا حَقَّ للفلسطينيين في الحياة بحرية وكرامة!! والحق هو لذلك المحتلّ والغاصب للأرض والهَاتِك للعِرض!
وأنَّى لهم ذلك، لكن أبناء الشعب اليمني كلهم شوقٌ لذلك اليوم الذي يجاهدون فيه دفاعاً عن الأقصى ودفاعاً عن مقدسات أمتهم، ولو أتيحت لهم الفرصة لما تأخروا لحظة: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}.
يبدو أن الوعد على وشك أن يتحقّق على أيدي رجال الله: {وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.