عقب أحداث 11سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية والتي أثبتت الوقائع والأحداث التي أعقبتها والإخراج الدرامي الهزيل والمفضوح لتفاصيلها ومفرداتها ، تبين وبما لا يدع مجالا للشك بأن أمريكا والصهيونية اليهودية العالمية بأجهزتها الاستخباراتية وأدواتها الميدانية وأذرعها الخفية والمعلنة كانت وراء هذه المهزلة من أجل الانقضاض على المنطقة والسيطرة على ثرواتها وخيراتها والهيمنة عليها ، بعد أن تم إلصاق تهمة تفجيرات نيويورك بعناصر وشخصيات عربية غالبيتهم ينتمون للسعودية بحسب ما نشرته السلطات الأمريكية عقب هذه التفجيرات ، وعلى الرغم من التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن خطة أمريكية كانت معدة لإزالة برجي التجارة العالميين بنيويورك واستبدالهما ببناء جديد وفق مخطط هندسي عصري حديث ومتطور ، إلا أن العرب والمسلمين دفعوا الثمن غاليا بعد أن خنعوا للأمريكان وقدموا التعويضات الهائلة لأسر الضحايا ، وما تزال التهديدات تلاحقهم حتى اليوم ضمن أشكال وصور الابتزاز الأمريكي للبقرة الحلوب.
هذه الأحداث أفرزت مصطلح الإرهاب حيث ذهب النظامان الأمريكي والصهيوني إلى استغلال الأحداث واللعب بورقة الإرهاب بحيث جعلوا منه تهمة لكل من يقف ضد سياستهم الرعناء وممارساتهم الإجرامية واعتداءاتهم الهمجية على الشعب الفلسطيني ، فتحولت مشاريع وحركات المقاومة الإسلامية إلى مشاريع و حركات إرهابية بالمفهوم والمعنى الأمريكي الصهيوني للإرهاب ، وبدأ العزف على هذا الوتر النجس ، وسارعت الأنظمة العربية للإعلان عن محاربة الإرهاب والدعوة لتجفيف منابعه واجتثاثه من جذوره وهي لا تدرك بأنها المستهدفة من وراء ذلك ، فالإرهاب بمفهومنا ومعناه القرآني هو الاستعداد لمواجهة العدو وضرب نفسيته وروحه المعنوية ، فأنا وأنت وكل أحرار العالم مطالبون بالوقوف في وجه الظلم والطغيان والدفاع عن النفس والعرض والسيادة والكرامة وهي ثوابت لا يمكن التفريط بها ، فإذا كان الدفاع عن وطني من المحتل الغازي إرهابا فلا ضير بأن أكون زعيما للإرهاب ، والإرهاب الحقيقي هو الفساد والإفساد والإجرام يجسده الكيان الصهيوني المحتل وما يقوم به في حق الفلسطينيين ، وما يقوم به آل سعود وآل نهيان وأسيادهم الأمريكان في حق شعبنا اليمني ، وإذا ما أمعنا النظر في الممارسات الإجرامية التي تمارسها بعض الجماعات والتيارات المتطرفة التي تتبع الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية والوهابية البريطانية السعودية يتضح له حجم المخطط والمؤامرة وكيف يسعى هؤلاء للإساءة للجذور القرآنية لمصطلح الإرهاب والذي ورد ذكره في القرآن من باب الاستعداد وكأنهم يريدون الوصول لمرحلة صبغ الإسلام والقرآن بالإرهاب, وهذا هو بيت القصيد من وراء كل ذلك .
فماذا نسمي ما قامت به أمريكا في أفغانستان والعراق واليمن ؟! وماذا نسمي ما يقوم به الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين ؟! وماذا نطلق على ما قامت به أمريكا والسعودية والكيان الصهيوني في سوريا واليمن والعراق وليبيا ؟! القرآن واضح في تبيان معنى الإرهاب ولا مجال للتأويل والاجتهاد حول ذلك ، والمشكلة تكمن في العدو الأمريكي والصهيوني وأحذيتهما من الأنظمة العربية الذين يشوهون مصطلح الإرهاب بالذهاب خلف التفسير والمعنى الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف الإسلام والمسلمين ويقدح حتى في القرآن الكريم .
أمرنا بالاستعداد حتى ولو برباط الخيل من أجل إرهاب أعداء الله وأعدائنا ، وإذا بنا نقف ضد ذلك ، فغيرنا المناهج ، وحذفنا آيات الجهاد والقتال ، وكتب السير التي تحكي عن قادة وعظماء الإسلام وكل ذلك إرضاء للبيت الأبيض ولكي نبعد عن أنفسنا تهمة الإرهاب حسب المفهوم والمعنى والتفسير الأمريكي ، فكان الحصاد ما نحن عليه اليوم من ذل وهوان وعبودية وارتهان للأمريكي والصهيوني وأذيالهما من السعوديين والإماراتيين ومن سار في فلكهم من البعران ، وتسابقت بعض الدول العربية على تصنيف الحركات والجماعات الإسلامية ضمن ما أسمته التنظيمات الإرهابية ومن بينها حركات وجماعات مقاومة ومناهضة لقوى الاستكبار العالمي وفي طليعة تلكم الدول السعودية والإمارات الداعم والحاضن والممول للعناصر والجماعات الإجرامية المتطرفة التي تتدثر بعباءة الإسلام زورا وبهتانا حسب المخطط والسيناريو الأمريكي والصهيوني المعد سلفا .
بالمختصر المفيد الإفساد والإجرام في الأرض هو الإرهاب السلبي حسب المفهوم الأمريكي وهم من يمارسه ويساندون أصحابه ، أما الإرهاب بمعناه ومفهومه القرآني فلا غبار عليه ، وعلينا كمسلمين تطبيقه قولا وعملا وأن لا ننساق خلف المعنى والمفهوم الأمريكي الصهيوني خاصة ونحن ندرك جيدا من هي أمريكا وماذا تصنع في العالم ولمصلحة من تعمل ؟! ولا داعي لأن نغالط أنفسنا ، فأمريكا والكيان الصهيوني والسعودية والإمارات وكل من يمارس فعالهم الخسيسة وجرائمهم المنكرة يمثلون الإجرام والصلف والوحشية بكافة صورها وأشكالها .
عيدكم مبارك وعاشق النبي يصلي عليه وآله .