هناك في جبهة ناطع بمحافظة البيضاء زحف المنافقون المرتزقة الخونة على أحد المواقع التابعة للجيش واللجان الشعبية بغية السيطرة عليه ، زحف قرابة العشرة على الموقع الذي كان يتمركز اثنان من المجاهدين أحدهما كان بلا سلاح ، ظن الأعداء بأنهم أمام صيد سهل جدا ، قياسا على المعطيات المتوفرة ميدانيا ، بدأوا بالزحف على الموقع وهناك تصدى لهم ببسالة المجاهدان البطلان أبو إسلام الرازحي وأبو قاصف عيسى علي عبدالله الكعدة ، حيث وثقت عدسة الإعلام الحربي ملحمة بطولية لا نظير لها، عندما وثب المجاهدان لجموع الأعداء لصد زحفهم بالحجارة بعد أن تمت إصابة البندقية الخاصة بالمجاهد الرازحي وعدم انفجار القنبلتين اللتين كانتا بحوزة المجاهد(أبو قاصف الكعدة) الأمر الذي دفع بهما إلى استخدام (الأحجار) لردع المرتزقة وصد زحفهم وهو ما أسفر عن استشهاد المجاهد البطل( أبو إسلام الرازحي) والذي نكل بالأعداء وأثار الرعب في قلوبهم وبث روح الهزيمة في نفوسهم قبل أن يسقط شهيدا سيخلده التاريخ في أنصع صفحاته ، صفحات العظمة والبطولة والعزيمة والإيمان الراسخ الذي لا يتزعزع .
بعد ذلك لم يكن من المجاهد(أبو قاصف) إلا الذهاب لأخذ بندقية الشهيد الرازحي لدحر الأعداء بعد أن نال منهم بـ”الحجارة” التي تساقطت عليهم كتساقط الحجارة على أبرهة الحبشي وزبانيته من قبل طيور أبابيل فكان وقع أحجار المجاهد( أبو قاصف) أشد فتكا من القنابل ، ولكن البندقية كانت قد تعرضت لطلق ناري أصابها بالعطل فما كان منه إلا الذهاب لأخذ بندقية أحد صرعى المنافقين وعلى الفور وجه رصاصاته صوب المنافق الذي قتل رفيقه في معركة “الحجارة” (أبو إسلام الرازحي) فأرداه قتيلا ومضى يواجه بقية المنافقين بعزيمة أمضى وإرادة لا تلين وإيمان صادق بالمسار الذي يسلكه والقضية التي يقاتل من أجلها ، وفي تلكم الأثناء أصيب المجاهد البطل أبو قاصف فما كان من المجاهد البطل والجندي المجهول الذي لم توثق بطولته عدسات الإعلام الحربي الشهيد كامل عبدالله الكعدة الذي ينتمي إلى مديرية وصاب العالي بمحافظة ذمار إلا الانطلاق كالأسد من عرينه لإنقاذ زميله(أبو قاصف) ، حيث جندل بالمنافقين ونكل بهم أشد تنكيلاً فقتل منهم البعض فيما لاذ من تبقى بالفرار تاركين خلفهم العار والخزي والذل الذي سيلاحقهم وأمثالهم من المنافقين والعملاء والمرتزقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
محافظة ذمار استقبلت الجريح (أبو قاصف) وتم تكريمه على المواقف البطولية الخارقة للعادة التي سطرها في ملحمة “الحجارة” التي تمثل شاهدا حيا على شجاعة وبطولة وإقدام وبسالة وبأس المقاتل اليمني الذائد عن أرضه وعرضه والمدافع عن كرامته وسيادته ، استقبالا يليق بالموقف الذي تشرئب له الأعناق .
مقاتل “بالحجارة” يصد زحف عشرات المسلحين بقوة الله ، وبأسه الشديد الذي زرعه في قلوب المجاهدين وبث الرعب والخوف في قلوب الأعداء ، حيث اختصر المجاهد الجريح أبو قاصف ما حصل قائلا (عندما هجم المرتزقة على الموقع لم يكن لدي حينها سلاح لأقذف به على المرتزقة سوى قنبلتين لكن لم تنفجر أي منهما ما اضطرني إلى استخدام الأحجار لكسر زحف المرتزقة وعندما أخذت سلاح الشهيد “أبو إسلام” الذي استشهد في ذات العملية كان السلاح لا يعمل ما اضطرني إلى أخذ سلاح أحد المرتزقة القتلى ومواجهة المرتزقة وجها لوجه وردعهم بفضل الله ) .
بالمختصر المفيد، هل رأيتم بطولة كهذه ؟! وهل شاهدتم أبطالا كهؤلاء ؟! وهل وقعت أعينكم على مشاهد حية كهذا المشهد وغيره من المشاهد التي يسطرها المجاهدون من أبطال الجيش واللجان الشعبية ؟! قطعا لم تشاهدوا إلا ما تعرضه وتنتجه هوليوود الأمريكية وبوليود الهندية من أفلام الأكشن ، أما المشاهد الحقيقية فلن نجدها ونشاهدها إلا في اليمن مع رجال الرجال الذين صدقوا الله عهدا وباعوا منه أنفسهم فقذف الله بهم الرعب في قلوب المرتزقة العملاء.
ولا غرابة هنا أن يفر المرتزقة من حجارة وبأيديهم الأسلحة وبحوزتهم الذخائر التي تمكنهم من إسقاط واحتلال مواقع ومعسكرات ، ولكنها قوة الله التي تسلح بها المؤمنون من مجاهدينا الأبطال الذين أبهروا وأدهشوا العالم ببسالتهم وشجاعتهم التي ستظل مفخرة لكل اليمنيين الشرفاء ولكل الأحرار في العالم.
ومن اليوم دخلت “الحجارة” ضمن قوة الردع اليمانية لتضاف إلى الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المسنودة بقوة الله وبأسه وشجاعة وثبات وإقدام المقاتل اليمني التي باتت مضرب المثل ، فالفرق واسع بين مقاتلين يواجهان عشرات المسلحين بـ”الحجارة” ويصدان زحفهما ، وبين مسلحين على متن مدرعة إماراتية يلوذون بالفرار على وقع رصاصات كلاشنكوف مجاهد يمني :
هو الله ذي سدد ، هو الله ذي رمى ، والقادم أعظم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .