|
بين العدو القاتل وأنظمة التطبيع والاعتدال
بقلم/ عبدالكريم محمد الوشلي
نشر منذ: سنة و شهر و 7 أيام الجمعة 27 أكتوبر-تشرين الأول 2023 08:31 م
حسبما كشفه مسؤول أمريكي رفيع، فإن إرسال البارجات وحاملات الطائرات هو لحماية الأنظمة العربية “المعتدلة” قبل أن يكون لحماية ودعم “إسرائيل” ،لأن الأخيرة قد تم تذخيرها بكل ما يلزم لتقوم بمهمتها كرأس حربة للمشروع الصهيوني الغربي ..صحيحٌ أن الأمر تم إثر استغاثة قادة الكيان واستنجادهم بعد ضربة المقاومة (طوفان الأقصى)، والسيطرةِ على مناطق ومستوطنات عديدة في عمق فلسطين المحتلة، ومقتلِ عدد غير مسبوق من جنود العدو ومستوطنيه، وارتفاعِ صوت القادة الصهاينة المستغيثين بأمريكا والغرب بأن “إسرائيل” تهتز وفي مواجهة خطر لا سابق له.. إلا أن ما جرى ويتواصل من تقاطر التعزيزات العسكرية والأسلحة الأمريكية والغربية وخصوصا حاملات الطائرات والسفنَ والقطعَ الحربية كان الغرضُ منه، إلى جانب دعم الكيان المضروب في عموده الفقري، هو حمايةَ الأنظمة العربية المطبِّعة والتابعة من ارتدادات ما حدث ومحاذيرِ الانتفاضات الشعبية الغاضبة بفعل فظاعة المجازر غير المسبوقة أيضا بحق أهل غزة، والتي تجاوزت مفاعيلُها حتى اليوم العشرين ألفا بين شهيد ومصاب معظمهم مدنيون أطفال ونساء ومسنون، ومازال عدَّاد الضحايا المدنيين والتدمير الهستيري لغزة وبنيانها في تصاعد متسارع؛ وكلُّ هذا السُّعار الإجرامي القياسي لجأ إليه العدو -بالطبع- للتغطية على هزيمته التاريخية الساحقة والمدوية التي مُني بها على يد المقاومة الباسلة في الأيام الأولى الـ(طوفان الأقصى)..
إن ما جاء على لسان الأمريكي (ومن فمهم ندينهم)هو كشفٌ فحسب لـ”بعض” حقائق المذبحة الفضائحية الكبرى الموازية لمذابح العدو الصهيوني الأمريكي الغربي التي تحصد يوميا المئات من نساء وأطفال ورُضَّع غزة، بل الأجنة في بطون أمهاتهم، بالقنابل الأمريكية الأكثر فتكا والمخصصة للتدمير في الجبال !، كما يؤكد ذوو الاختصاص.. ونعني طبعا مذبحة الشرف والكرامة والمصداقية والأمانة التي يتورط فيها حكام وأنظمة النفاق والخيانة والتعبد في محراب الشر الهيمني الإجرامي الأمريكي الصهيوني الغربي، هذه الأنظمة “العربية” التي تواري سوءاتها بالمواقف القولية الخُلَّبية المخادعة، بينما أفعالها وجهودها الحثيثة تصب في مصالح الأعداء، وأقلُّ أنظمة الخزي والعار هذه فضائحيةً ووقاحةً جعل كلَّ همِّهِ “التوسط” والضغط على المقاومة الفلسطينية لإطلاق سراح ما أمكن من أسرى العدو لديها، بشكل مجاني أو شبه مجاني، استرضاء للأمريكي وسعياً لزيادة أسهمه لديه..!
وهذه السمسرة الخيانية المنحطة تتم تحت زعم أو دعوى أن المطلوب إطلاقهم هم إما من مزدوجي الجنسية أو من “المدنيين” الصهاينة، وهذه دعوى ساقطة بالمطلق خصوصا في شقها الثاني، إذْ لا يوجد مدنيون في كيان العدو الغاصب المحتل، والمستوطنون هم جيش هذا العدو الاحتياطي والمسلح، الذي عانى ويعاني الفلسطينيون على يديه ما لا يقل عن جرائم الجيش الصهيوني الرسمي بشاعةً وإجراماً ودمويةً، إن لم تفُقْها في بعض الحالات، وعلى نحوٍ يومي منذ أكثر من ثمانين عاما وحتى اليوم ..
ما أعظمَ مُصاب أقصانا وفلسطيننا، بل أُمتِنا.. في هذا العدو ومَن يقف وراءه والدُّمى التافهةِ التي تخدمه مِن أبناء جلدتنا!! |
|
|