باهتمامٍ كبيرٍ تابَعَ العالَمُ كُلُّهُ قصفَ اليمنيين لـ “إسرائيل” بالصواريخ والطائرات المسيَّرة.
“إسرائيل” مصدومة نفسيًّا.
والغرب يبحثون في دوائر مخابراتهم عن تفسير لحقيقة ما يحدث، فربط هذه الضربات بإيران ونسبتها إليها لم يعد مجدياً ولا مقنعاً لأحد.
جاء الإعلانُ عن الضربات مفاجئًا للجميع ومخالفًا لكل التوقعات.
ففي الوقت الذي يتفرج فيه كُـلُّ العالم إلى مأساة غزة وفلسطين، وجّه اليمنيون صفعةً مدوية وضربة عسكرية هي الأولى من نوعها في الصراع مع كيان العدوّ منذ سبعين عامًا.
والجميع يتساءل: كيف فعل اليمنيون كُـلّ ذلك؟
ولتوضيح الملابسات وكشف الحيرة وللإجَابَة على كثيرٍ من التساؤلات علينا وعليهم الالتفات إلى الحقائق التالية:
أولاً: ارتبط اليمنيون بفلسطين كقضية كبرى طوال العقود الماضية، وظلوا من أفضل المجتمعات تمسُّكاً بها ونُصرةً لها ومواقفهم معروفة منذ بزوغ فجر المسيرة القرآنية في 2002م.
ثانياً: استطاع المشروعُ القرآني بقيادته الحكيمة ومنهجه القويم أن يصنعَ القناعاتِ الكاملةَ لدى الكثير من أبناء اليمن بأهميّة وضرورة التحَرّك للمواجهة مهما كانت الظروف.
فانطلق الشعب صفوفاً كالبُنيان المرصوص، وراءَ قيادته الحكيمة يخوضُ معركة الفداء لفلسطين بكل تفانٍ وإخلاص، واستعداد لتحمل كُـلّ التبعات والتضحيات في سبيل الله ونُصرة لها.
ثالثاً: كشفت هذه الأحداثُ المستوى الراقي لجيل ثورة 21 سبتمبر، والإيمان العظيم للمجاهدين من شبابها، الذين تجلت في ثباتهم وبطولاتهم الشواهد الكبيرة على عظمة النماذج التي تصنعها الثقافة القرآنية.
فتمكّنوا بإمْكَانياتهم البسيطة وإيمانهم الكبير من تغيير المعادلات وكسر قواعد الاشتباك مع العدوّ؛ فكانوا من الركائز الأَسَاسية لصناعة هذا الموقف العظيم.
رابعاً: وقف الشعب بكل صمود وثبات داعماً ومسانداً ومؤيداً ومؤازراً لقيادته في هذا الموقف التاريخي العظيم، رغم معاناة الحرب والحصار وقساوة الظروف.
والفضل لله أوَّلًا وأخيرًا؛ لأَنَّه هو من هدانا إلى القرآن كمنهج قويم يهدي للتي هي أقوم في كافة المجالات وعلى كُـلّ الأصعدة.
وهو من وفّقنا للتمسُّك بمبادئ الإسلام وقيمه القادرةِ على صناعة أُمَّـة قوية تقفُ ثابتةً في مواجهة كُـلّ التحديات والأخطار.
إنه الله أيها العرب..
ولكم في هذه الأحداث عبرةٌ وعظةٌ، ودعوة للعودة إلى القرآن والإسلام عودة تطبيق والتزام، وفرصةٌ كبيرةٌ للاستفادة من التجربة اليمنية للخَلاص من سياط الطغاة وقهر المستعمرين الطامعين.
إنه الله، وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً.
والعاقبة للمتقين.