يمكنُ القولُ -بعدَ ما يقاربُ من ثلاثين يوماً من حرب الإبادة في غَزَّة-: إن السيدَ عبدَ الملك بدر الدين الحوثي هو قائدٌ مختلِفٌ قادرٌ على مفاجأة الناس بما هو غير متوقَّعٌ، ليس في ما له علاقة بتجاوُزِ محاذير فرضتها مسلَّماتٌ، بحكم القوة لم يتم اختبارها وإنِّما بتحطيمِ قيودٍ وحدودٍ فيه تجاوُزٌ لحَماسة الخطابة إلى قوة الفعل.
ومثلُ هذا القُدرة لا يمتلكُها إلَّا قائدٌ يمتلكُ من الإيمَـان بالله ومبادئه وقِيَمِه وقَدْرًا وافرًا من المصداقية؛ ما يجعلُ من هامش المناورة والألمعية في حساب الربح والخسارة وفذلكة تبرير العجز ليس أكثرَ من سقوط لا يحتملُه قائدٌ حُرٌّ، تُعَدُّ المخاتَلَةَ والادِّعاء أبعدَ ما تكونُ عن مفرداته.
المجازرُ -التي فاقت حدودَ الوحشيةِ على الأبرياء إلى حَــدِّ استهدافِ الجرحى والمرضى في المستشفيات وتحويلهم إلى أشلاء في ظل تباهي الصهاينة؛ باعتبار الجرائم عملياتٍ نوعيةً- لا تتركُ عُذرًا لمن يحاولُ اللعبَ على التوصيفات واستدعاء المبرِّرات البغيضة والحقيرة؛ للتشكيك في موقف محور المقاومة التي لا تَصُبُّ إلَّا في صالح الهَمَجِ والقَتَلَةِ من المحتلّين؛ إذ لم يعد أمام ما يجري من استكبار إلَّا مقاوِمٌ يعبِّرُ عن رفضه للتوحش الصهيوني دون مواربة وبما يَقْدِرُ عليه، أَو متصهين تافهٌ وعديمُ أخلاق، حتى وإن اختبأ خلفَ التعليلات المنحطَّة أَو الاستدراكات المضلِّلة.