لم يكن ظهورُ العَلَمِ الفلسطيني إلى جانب العَلَم اليمني خلال عملية الـ19 من نوفمبر والاستيلاءِ على السفينة الإسرائيلية واقتيادِها إلى السواحل اليمنية مُجَـرَّدَ صدفة، ولكنه يعبّرُ عن أن القضيةَ الفلسطينية والقدسَ الشريف ونُصرةَ أبناء الشعب الفلسطيني ضد العدوّ الإسرائيلي أولويةٌ لدى اليمن وقيادته وجيشه الوطني.
لقد عبّرت الشعوبُ العربية والإسلامية بمشاعرها الفياضة وارتياحها الكبير عن الموقف اليمني الديني والإنساني؛ نُصرةً لإخواننا أبناء الشعب الفلسطيني الذي اتخذه السيد القائد عبدالملك الحوثي ضد العدوّ الإسرائيلي بكل شجاعة وبسالة، واستعداد لتحمل كُـلّ التبعات، وتوحَّدت هذه الشعوب، وذابت كُـلّ الخلافات.
ومن خلال متابعتي وجدتُ أن الأغلب لديه تساؤل عن سر الموقف اليمني الذي برز وتقدم الصفوف في المواجهة، دون الجميع.
وهنا يبرز تساؤل، لدى الجميع، عن ماهية الدوافع التي جعلت اليمن وقيادته ممثلةً بالسيد القائد عبدالملك الحوثي وهو يعاني من عدوان أمريكي سعوديّ للعام التاسع على التوالي وحصار مُستمرّ، وانعدام للموارد، يتخذ مثل هذه المواقف.
ما هي الدوافع التي جعلت هذا القائد الشجاع المؤمن لا يخافُ ولا يطأطئ رأسَه للتهديدات الأمريكية والإسرائيلية؟!
ما هي تلك الدوافع فكل شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية وأحرار العالم والأعداء قبل الأصدقاء تنظُرُ إلى هذا القائد وهذا الشعب وتبحث عن السر الذي صنع هذه المواقفَ الكبيرة في زمن الصمت والناصرة في زمن الخِذلان؟!
ما هي الدوافع التي جعلت هذا اليمن البلد العربي المحاصر والمعتدى عليه يستطيع أن يبني قوة عسكرية ذات قدرات متطورة صاروخية وطائرات مسيّرة تقصفُ الكيان الصهيوني الغاصب جنوب فلسطين المحتلّة، ويعلنها بالفم الملآن: سنستمر بقصف الكيان الصهيوني طالما استمر العدوان الإسرائيلي على إخواننا في غزة.
ما هي الدوافع التي جعلت السفن الإسرائيلية المارَّةَ من باب المندب أَو البحر الأحمر تتخفَّى وتُخفِي أعلامَها وتغلق أجهزة التعارف؛ خوفاً من اكتشافها من قبل القوات البحرية اليمنية؛ لكي لا تستهدفها؟!
إنها دوافع الإيمان، إنها المدرسة القرآنية التي تبني هذه الروحية المؤمنة وتتخرج منها هذه القيادة الفذة، إنها الثقافةُ القرآنية التي تصنع هذا الوعي وهذا العزم، وهذا الإصرارُ وهذه الشجاعة لدى الشعب اليمني المؤمن المليء بالنخوة والعزة والكرامة والحمية، وتدفعُه للقيام بمسؤوليته أمام الله، وبعد ذلك يفعلُ الله ما يشاء.
إنه القرآن الكريم أيها الشعوبُ العربية والإسلامية، أيها الحائرون، إنه القرآنُ يا أحرارَ العالم الذي يحاولُ العدوُّ الصهيوني إحراقَه والإساءةَ إليه، إنه القرآنُ الذي يقدِّمُ كُـلَّ هذا.
لقد قام السيدُ القائدُ عبدُالملك الحوثي بمسؤوليتِه أمامَ الله، وقام بواجبِه الإسلامي والديني والأخلاقي، ونال الأجرَ الكبيرَ والرِّفعةَ عند الله والقربَ منه؛ لاستجابته لله واتِّخاذ الموقف الصحيح بناءً على توجيهاته، ودخل هذا القائدُ التاريخَ من أوسع أبوابه، وأدخل اليمنيين معه، وأصبح الشعبُ اليمني وقائدُه الشجاعُ مفخرةً لكل مسلم ومسلمة.