المتابع المنصف عربي ومسلم عُمُـومًا يدرك تماماً الدور السلبي للسعوديّة وغيرها من الدول في كُـلّ النزاعات والحروب في منطقتنا العربية والإسلامية، وفي كُـلّ بلد كان موقفُهم العملي بالدعم والإسناد المالي والعسكري والإعلامي إلى جانب طرف معين يرتبط بهم وينفذ أجندات الأمريكان في كُـلّ دولة، وعلى الرغم من تحفظهم سابقًا على العلاقة مع “إسرائيل”؛ بحكم أنها تحتلُّ مقدسات إسلامية وتقوم بقتل واعتقال المئات من أبناء الإسلام في فلسطين، إلا أنهم كانوا يفاخرون بعلاقتهم مع الأمريكي ويصفونها بالاستراتيجية، حينها خرج السيدُ عبدالملك الحوثي وقام بتحذيرنا نحن وبنصح من يفاخر بعلاقته مع الأمريكي وبفضحه في ذات الوقت قائلًا:
(
من يقبل بأمريكا ويتعامل مع أمريكا سيقبل بإسرائيل وسيتعامل مع إسرائيل وهذه حقيقة سيكشفها الواقع).
وبالطبع كانت السعوديّة وغيرها في بلادنا تقف الموقف السلبي بدعم كُـلّ من يحارب أنصار الله بل وتقوم بتحشيدهم، وهذا فيه خدمةٌ واضحةٌ وجلية لأمريكا الداعم الأول لإسرائيل.
وعلى مستوى باقي الدول التي تشهد صراعات كانت السعوديّة وغيرها تقف الموقف الجاد إلى جانب الطرف الذي يخدم الأمريكي والغرب عُمُـومًا، ففي لبنان تدعم السياسيين المناهضين لحزب الله وتمولهم.
وفي سوريا وقفوا ضد الجيش العربي السوري وقاطعوا نظام الأسد إلى حين الخلاف مع قطر وتركيا والإخوان وتغيرت سياساتهم نوعا ما ولكنهم دعموا الجماعات المتعددة التي تخدم أمريكا وتسهل للأمريكيين أعمال نهب النفط السوري وتقدم ذريعة لبناء القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا.
والحال نفسه في العراق بل وصل بهم الأمر إلى إرسال الآلاف من الشباب الذين أدلجتهم الوهَّـابية في المملكة وتم إرسالهم بالآلاف وبشكل منظم إلى العراق، وهذا ما تكشفه التقارير عن الآلاف من الدواعش السعوديّين الذين قتلوا أَو أسروا في العراق.
أما موقفهم من إيران فواضح والحرب الإعلامية والسياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وعلى كُـلّ المستويات فيما بينهم واضحة ولا تحتاج توضيح.
الخلاصة أنهم وقفوا إلى جانب كُـلّ من يعادي أمريكا وبالتالي يعادي إسرائيل، وكانوا ولكنهم لم يعودوا كذلك يدّعون العداء لإسرائيل، أما الآن فلا يظهرون العداء الزائف أَسَاسا وإنما يتجنبون إظهار أي موقف فيه عداء لإسرائيل، ويتوددون للصهاينة بمحاربة أعدائهم، حتى ظهر مؤخّراً بأن لديهم عداءً مع بعض حركات المقاومة الفلسطينية التي تواجه إسرائيل وعلى سبيل المثال حركة حماس التي تعرّض بعض أفرادها للاعتقال والتعذيب في المملكة، ولا نعلم غير أن هذا الفعل يخدم إسرائيل.
كذلك خرج جاريد كوشنر الملقب بعرّاب صفقة القرن متحدثاً عن قرب تطبيع السعوديّة مع إسرائيل علنًا، واتضحت ملامح التطبيع في إجَابَة لبن سلمان على سؤال بخصوص التطبيع مع إسرائيل ورَبَط ذلك بإرادَة الرئيس الأمريكي جو بايدن والمصالح المشتركة، وبايدن ألمح أَيْـضاً عن اقتراب التطبيع كما أشار كوشنر.
أيضا القادة السعوديّون لا يخجلون من الدعوة لدعم منتجات الشركات التي تمول إسرائيل بالأموال والوجبات المجانية كما ماكـدونالدز، وسَمِعَ الجميع تركي آل الشيخ المقرب من ابن سلمان وهو يدعوا أهل الرياض لدعم منتجات هذه الشركة لأنها تتعرض لخسائر هائلة نتيجة مقاطعتها من قبل أحرار العالم؛ بسَببِ العدوان الإسرائيلي على أبناء غزة، ففي وقت يُقتَل فيه أبناء غزة من قبل الصهاينة المدعومين من أمريكا ومن هذه الشركات يخرج هذا المسؤول السعوديّ ليقول أنا تهمني مصالح السعوديّة وطز في أي شيء آخر أَو كما قال، وقصده تأكيد عدم الاهتمام السعوديّ بالأشلاء والدماء في فلسطين، وأن الشراكات الاستراتيجية مع تلك الشركات الصهيونية أكثر أهميّة بالنسبة لهم وبغض النظر عن أي اعتبار ديني أَو إنساني وأخلاقي.
وإلى شركاء السعوديّة والذين يشكّلون حِلفًا معها كالإماراتي والبحريني وغيرهم فقد طبعوا العلاقات مع إسرائيل وانتهى الأمر.
وفي المحصلة هذا التحالف الأعرابي العبري المشؤوم استخدم في كُـلّ حروبه السابقة شعارات وشائعات وبروبغندا إعلامية تشكك في عروبة وإسلام وصوابية موقف دول محور المقاومة وكأنهم يتحدثون عن حالهم اليوم بين مطبع متبجح وبين مطبع منافق ومتخاذل يخدم الصهاينة بالمال وبسلخ الشعوب عن هويتها العربية والإسلامية بالمواسم السخيفة، واتضح أخيرا بأن كُـلّ الدول والجماعات التي وقفت ضدها السعوديّة تناصر فلسطين.