كلما أرى أسيرةً فلسطينيةً أطلق سراحَها.
كلما أستمع إليها وهي تتحدث عن ملابسات أَو ظروف اعتقالها أَو أسرها، أشعر كم كنا انتهازيين وجبناء وإلى أي مدى قد أصبحنا فيه بلا مروءةٍ أَو رجولةٍ أَو نخوةٍ أَو ضمير..
وكلما أعود وأتذكر أن هنالك لا يزال العشرات من الأسيرات الفلسطينيات قابعات في سجون الاحتلال، أدرك جيِّدًا كم نحن اليوم أحقر من أن ندعى:
رجال أَو حتى أشباه رجال..
وكيف نكون رجالاً أصلاً أَو حتى أشباه رجال أَو أشباه أشباه رجال، إذَا كنا قد فقدنا القدرة على أن نمنع حتى نساءنا من العدوّ أن يتعرض لهن ويعتدي عليهن ويقتادهن أسيرات لديه..؟
أين نحن اليوم من أُولئك الرجال؟
أين نحن من رسول الله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، الذي ثار وأعلن الحرب على يهود (بني قينقاع) لمُجَـرّد فقط أنهم تعرضوا بالأذى لإمرأة مسلمة واحدةٍ..؟
أين نحن من (المعتصم) الذي قاد بنفسه جيشاً عرمرماً لملاقاة الروم لمُجَـرّد أن امرأةً مسلمةً واحدةً استصرخته، وا معتصماه..؟
أين نحن..؟
أتعرفون أين نحن..؟
هناك في مواسم الترفيه..!
في الرياض ودبي وشرم الشيخ و…!
ثم بعد ذلك يأتي الواحد منا ويقول لماذا حماس اتخذت قرار الحرب دون التشاور معنا..!
لماذا تستفز إسرائيل..!
لماذا اليمنيون يحتجزون سفن إسرائيل..!
لماذا يمنعونها من العبور من البحر الأحمر..!
هل رأيتم كم نحن لا رجال..؟
كم نحن أشباه نساء..؟
فتبت كُـلّ أيدينا..
ولا نامت أعين الجبناء..
لا نامت أعين العرب..