آخر الأخبار
حسام باشا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
حسام باشا
اليمن: معقلُ الإيمان ومرشدُ الأُمَّة في زمن الضياع والتخاذل
غزة مظلومية شعب تتحدى النفاق العربي
أمريكا.. ثعلبٌ يرتدي ثوبَ حَمَلٍ
حَلُّ الدولتين: احتلالٌ بصيغةِ الاستقلال

بحث

  
اليمن.. القوةُ الصاعدةُ في المنطقة والمناصِرُ الأولُ لفلسطين
بقلم/ حسام باشا
نشر منذ: 5 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 05 ديسمبر-كانون الأول 2023 02:37 ص


لم يكن الشعبُ اليمني مُجَـرّد متفرجٍ أَو متعاطفٍ مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوّ الصهيوني، بل كان شريكاً ومناصراً ومقاتلاً في سبيل تحرير فلسطين والأقصى، وذلك بدعمه الفعلي والملموس والمُستمرّ، الذي لم يتوقف أَو يتراجع أَو يتأثر بالظروف الصعبة التي يعيشها اليمن نفسه، فالشعب اليمني، الذي يتحمل ويلات الحصار والعدوان السعوديّ الأمريكي منذ عام 2015م، والذي يصارع أقوى تحالف عسكري في المنطقة، والذي يتعرض لأسوأ أزمة إنسانية في العالم، لم يغفل عن قضية فلسطين، بل عزز من تضامنه وتعاطفه وتأييده لها، وأوضح ذلك بأفعال وليس بأقوال.

وقد انعكس هذا الدور في موقف اليمن الرسمي والشعبي منذ انطلاقة الثورة اليمنية في 21 سبتمبر 2014م، والتي أعطت اليمن صفة الدولة والقوة المسلحة، والتي زادت من تأثيره وتميزه، وجعلته أكثر فعاليةً ونشاطاً وتحَرّكاً، بقدرات وإمْكَانات جديدة ومتطورة، أرهبت العدوّ الصهيوني وحلفاءه وأذلتهم وأهانتهم؛ فبينما يتعرض اليمن للعدوان السعوديّ الأمريكي، الذي خلف أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وبينما يخوض مواجهة مع أقوى تحالف عسكري في المنطقة، لم ينهض اليمن فقط بنفسه وبشعبه وحسب، بل نهض أَيْـضاً بأمته وبقضيتها، وأصبح رمزاً للصمود والمقاومة والنصر.

إن دور اليمن المناصر للمقاومة الفلسطينية، لم يكن ليظهر بهذا الشكل العظيم لولا السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وحثه الشعب اليمني والأمة الإسلامية على النفير العام والجهاد الكبير في سبيل الدفاع عن فلسطين والأقصى، وتقديمه رؤية استراتيجية متكاملة، تستند إلى تحليل عميق للوضع في المنطقة، وتتمحور حول قضية الأُمَّــة الأولى والأَسَاسية؛ باعتبارها قضية محورية وجوهرية وحيوية لا يمكن التنازل عنها، وأن العدوّ الصهيوني هو عدو مشترك وخطير ومدمّـر للأُمَّـة، وأن الدفاع عن فلسطين والأقصى هو واجب شرعي ووطني وإنساني على كُـلّ مسلم وعربي، وأن مقاومة العدوّ الصهيوني ضرورة استراتيجية للعزة والمجد والكرامة.

ومن هنا كان لا بُـدَّ لليمن أن يشارك عمليًّا في معركة “طُـوفان الأقصى”، بتنفيذ قواته المسلحة لعمليات عسكرية نوعية ومتنوعة تستهدف مواقعاً وأهدافاً حساسة ومهمة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلّة، بأنواع من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيَّرة، وتلحق به خسائر وأضرار جسيمة من جهة، وتحد من حركته بإغلاق الممرات المائية بوجهه في البحر الأحمر، وتجعل كُـلّ سفينة له سواءٌ أكانت عسكرية أَو تجارية ضمن طائلة الاستهداف والاستيلاء المباشر، كما حدث في عملية الاستلاء على السفينة جلاكسي ليدر.

لا شك أن دور اليمن في دعم فلسطين يتسم بالصدق والثبات والشجاعة، ويتفوق على مواقف الدول الأُخرى في المنطقة، التي تتراوح بين السلبية والتخاذل والتناقض والتطبيع، فاليمن، رغم كُـلّ الظروف والمعوقات والتحديات التي يواجهها، لم يتردّد في التعبير عن موقفه الداعم لفلسطين بالكلمة والفعل، فهو لم يخضع للضغوط والتهديدات الأمريكية والغربية، ولم يتبع المصالح السياسية، ولم يفرط بالتسويف والتسليم والمساومة على المبادئ والقيم التي تحدّد موقفه من دعم ومناصرة القضية الفلسطينية، أما الدول العربية الأُخرى، فقد أظهرت مواقف مختلفة ومتباينة ومتغيرة تجاه فلسطين، تعكس مدى تأثرها بالمصالح السياسية، ومدى تبعيتها للمشروع الأمريكي الصهيوني، والمخطّطات الهادفة إلى تفتيت وتقسيم وتمزيق الأُمَّــة الإسلامية، فمنها من انحاز للعدو الصهيوني، وتواطأ مع الاحتلال الإسرائيلي وطبع معه، وتنازل عن حقوق ومطالب ومقدسات الشعب الفلسطيني، وأهمل واجبه الإسلامي والعروبي والإنساني تجاه إخوانه في فلسطين، ومنها من اتخذ موقفاً متناقضاً ومتذبذباً ومتردّداً ومتخوفاً تجاه فلسطين، واكتفى بالتصريحات والبيانات والمواقف الرمزية والشكلية، ولم يقدم الدعم والمساعدة والمواجهة والمقاومة، ولم يتحَرّك بحزم وجدية وحسم، ولم يتحد ويتكاتف ويتعاون مع فصائل المقاومة في المنطقة.

في الختام يمكن القولُ: إن هذا الدور اليمني العظيم، والحضور المشرف في دعم فلسطين ومقاومتها، والذي جعل من صنعاء قوة صاعدة في المنطقة ومناصر أول للقضية الفلسطينية، يأتي من منظور إسلامي وإنساني وعروبي صريح، فهو يتماشى مع تعاليم الإسلام وأحكام وأهداف الشريعة في تنفيذ أوامر الله ورسوله، وتحقيق مصالح الأُمَّــة ومقاصد الدين، والنهوض بالفريضة الغائبة والواجب الكبير، كما ويتفق مع قيم الإنسانية ومبادئ الحقوق الإنسانية ومعايير الأخلاق الإنسانية، ويحترم كرامة الإنسان وحقوقه وحرياته، ويدافع عن حياة الإنسان وسلامته وأمنه، ويجسد الأخوة والتآلف والتعاون بين المسلمين والعرب في مواجهة العدوّ المشترك؛ وهذا ما يجعل اليمن نموذجاً يحتذى به في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومثالاً يقتدى به في الوقوف مع المقاومة الفلسطينية، ورسالة حية يستفاد منها في السعي لتحرير فلسطين، كُـلّ فلسطين.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
وديع العبسي
ارتفع صوت المقاومة
وديع العبسي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
رشيد الحداد
صنعاء تستعدّ لمعركة «المتوسط»: تنسيق عالٍ مع المقاومة
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالعزيز الحزي
بايدن ونتنياهو منذ بداية العدوان على غزة.. اتفاق تام على العدوان وخلافات شكلية
عبدالعزيز الحزي
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمنان السنبلي
مشكلةُ جيوش العرب أنها لا تملكُ قيادةً بحجمِ السيد عبدالملك الحوثي
عبدالمنان السنبلي
هاشم أحمد شرف الدين
نصيحةٌ لجبناء الأمة: الحياة خطيرة لكن الجُبن أخطر
هاشم أحمد شرف الدين
محمد منصور
3 من ديسمبر 2023 يومٌ مجيد
محمد منصور
د.شعفل علي عمير
قطعُ المساعدات الغذائية سَيفٌ ذو حَدَّينِ
د.شعفل علي عمير
مرتضى الجرموزي
إلى مقام الشهداء
مرتضى الجرموزي
إبراهيم الوشلي
عربدة أبو عقال..!
إبراهيم الوشلي
المزيد