رحَلَ الشَهِيدُ إلى النَعيمِ مُظَفَّرَا
والكُفْرُ للويلِ الشديدِ تحَدّرَا
رَحَلَ الشَهِيدُ إلى الخلود مُجَاوِرًا
طهَ الرسُـولَ مُحمدًا والحَيْدَرا
لَمْ يَنْثنِ المِغْوَارُ عَنْ حُمُرِ الوَغَى
أوْ فَرّ مِنْ زُرْقِ العُيُونِ وأَدْبَرَا
بَل ظَلّ يَدْحَرُهُم بِكُلِّ بَسـالَـةٍ
مُسْتَذْكِرًا (بَدْرًا)هُنَاكَ و(خَيْبَرا)
هُوَ مُؤمنٌ (أنّ الحَياةَ دقَائقٌ )
ولسَوْفَ يَخْسَرُها الطُّغَاةُ بِلا مِرَا
فقَضَاؤُها بقِتَالِهم وجِهَادِهم
أمْرٌ سيُدخِلُهُ النّعِيمَ الأَكْبَرا
مِنْ عَيْنِ هَذَا الأَمْرِ سَارَ مُشَمِرًا
أَنْعِمْ بهِ نَحْوَ الطُغاةِ مُشَمِرَا
طَوْرًا يُقَدِّسُ ذَا الجَلالِ مُنَزِّهًا
فِي الحَالِكَاتِ ودَاعِيًا مُسْتغْفِرَا
هَذا وطَوْرًا يَرْتَقِي بِسِلاحِهِ
فَوْقَ العَدوِّ مُجَرِّعـًا ومُزَمْجِرَا
حتَى تَحَققَ بِالشَهَادِة حُلْمُهُ
فَلَيَ الفَخَارُ مَتَى شَرَعْتُ مُعَبّرَا
وَكَأَنَّهُ بِنَجَاتِهِ وَفَلاحِهِ
فَرِحًا يُقُولُ بِلَهْفَةٍ مِمَّـا يَرَى
يَا لَيْتَ قَومِي يَعْلَمُونَ بِأَنّنِي
نِلْتُ الخُلُودَ وَقَدْ لَبِسْتُ الأَخْضَرَا
يَا لَيْتَ قَومِي يَعْلَمُونَ مَفَازَتِي
فِي جَنّةٍ مِنْهَا النَعِيمُ تَفَجّرَا
يَا لَيْتَ قَومِي يَعْلَمُونَ بِأَنّنِي
قَدْ صِرْتُ فِي الفِرْدَوسِ بَدْرًا نَيِّرَا
وَاللّهِ لَوْ عَلِمُوا اليَقِينَ بِكُلِ مَا
أَعْطَانِي رَبِي مَا تَهَنُّوا بِالكَرَى
وَلَأَهَلَّ القَاعِدُونَ جَمِيعُهُمْ
مُسْتَنْفِرِينَ إِلَى الجِهَادِ مِنَ القُرَى
وَإِلَى نَكَالِ المُلْحِدِينَ جَحَافِلًا
لِيَنَالُوا مَا نِلْنَا..وَنِعْمَ المُشْتَرَى
فَهُوَ الشَهِيدُ فَلَا سَبِيلَ لَوَصْفِهِ
مِنْ بَعْدِ قَولِ اللّهِ فِيمَا أَخْبَرَا
فَضْلٌ كَبِيرٌ فِي نَعِيمٍ خَالِدٍ
وَجْهُ الشَهِيدِ بِظِلِّهِ قَدْ نَوَّرَا
إِنّي لَأَسْبَحُ فِي خَيَالِ نَعِيمِهِ
فَأَرَاهُ يَرْجِحُ بِالخَيَالِ تَصَوُّرَا
إِذْ أَنّهُ بِدِمَائِهِ جَعَلَ الفِدَا
فَهَدَاهُ رَبِّي لِلْخُلُودِ وَيَسّرَا
تِلكَ الدّماءُ تَحَوّلَتْ يا سَادَتِي
بَوَّابةً لِلنّصْرِ لـَنْ تَتَقهْقَرا
إذْ أنّها سَقَرٌ سَتُسْقِي مُهْلَهَا
(رُومَا العُلُوجِ)و(تَلْأَبِيْبَ)و(أَنْقَرَا)
بَرَزَتْ سُطُوْرُ النّصّرِ إِثْرَ قِتَالِهِ
ودِمَاؤهُ ظَـلّتْ تَطُـمُ المُنْكَـرا
فَانْظرْ سُطُورَ النّصْرِ كَيْف تَوسّعَتْ
مِنْ بَعْدِهِ إنْ كُنْتَ هذا مُنْكِرَا
وِرْثُ الشَهِيدِ جِهَـادُهُ وَوَلَاؤُهُ
لا تَحْسَبَنَّ دَمَ الشَّهِيْدِ تَبَخّرَا
فَهُوَ النّكَالُ بِعَينِهِ يَا سَيّدِي
فالسَيفُ جَوْفَ الغِمْدِ وَيْلٌ لا يُرَى
رَحَلَ الشهيد ولَمْ تَنَلْ مِن خَصْمِهِ
إلّا الدّمَـاءُ فَسَلْ بِهَذَا الَمعْشَرَا
لا نَصْرَ إلّا والدّمَــاءُ عَتَادُهُ
لَو رُمْتَ (حَمْزَة)َنازِفًا أَوْ (جَعْفَرَا)
مَا مَاتَ (عَـمّارٌ) وإنّـي جَازمٌ
قَوْلِي ولَا مَاتَتْ (سُمَيةُ) فِي الوَرَى
مَا مَاتَ (حَيْدَرَةُ الـرّسُولِ وآَلُـهُ)
كَلا ولا مَاتَ (الحُسَينُ) مُـؤَخّـــرَا
مَـا مَـاتَ (قاسِمُ) و (المُهندسُ) أَوْ غَدَا
(صَمّادُنا) مَيْتًا ولَا( أَسَـدُ الـشّــرَى)
فـ(الكُـلُّ أَحْياءٌ) يُـعَـانِقُ بَعْضُهُم
بَعْضًا بِجَنّاتِ الخُلُودِ مُـبَشِّرَا
بـالبَـائِعِيْنَ نُـفُـوْسَهُم مِنْ بَعْدِهِمْ
كَتِجَارةٍ والـلّهُ مِنهُمْ قَد شَرَى
عـهْـدًا عَلينَا أَنْ نَـكُونَ بِـدَرْبِهِـم
بَـأْسًا شَـدِيدًا لا يُسَـاوِمُ جَوْكَـرَا
ونُعِيدَ مِنْ تِلكَ الدّمَاءِ وطُهْرِهَا
قُدْسًا عَلى بَعْضِ الشُعُوبِ تَحَـسّرَا
(فَاللهُ أَكبْـرُ) قُـلْـتُها بِبَسَـــالَةٍ
مِثْـلَ الشَهِيدِ إِذَا لفَتْحٍ شَـمَّــرَا
وَبِذَا فَحَيُّوا بِالشَهِيدِ تَحِيةً
يَهْتَزُّ مِنْهَا مَنْ عَلَى اللّهِ افْتَرَى
قُولُوا السَلَامُ عَلَى الشَهِيدِ وَإِنَّهُ
مِنَّا السَلَامُ عَلَى الشَهِيدِ مُكَرَّرَا
قُولُوا سَلَامًا فِي سَلَامٍ كُلَّمَا
زُدْتُمْ بِذِكْرَاهُ الشَرِيفَةِ مَفْخَـرَا
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين