روني ألفا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
بحث

  
دمع على ضريح أمل
بقلم/ روني ألفا
نشر منذ: 6 سنوات و أسبوعين و يومين
الثلاثاء 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 07:44 م




أبكي أمَل الحسين مثلُ الطفل. طفولةُ اليمنِ تُبكيني. البالِغون أيضاً تزورُهم دموعٌ شتويّة. البكاءُ نافذةٌ للنهوضِ من كسلٍ قوميٍ مزمِن. جسدُ أملِ النحيل يواجهُ كلَّ قساوةِ العالم. عِظامُ أمَل أبهى تمثال للحرية. أمَل الحسين ترضعُ الْيَوْمَ حليبَ ضريحِها.رغيفُها من طحينِ التراب وقمحِ السكوت.دميَتُها كفَنُها وأغنيَتُها فاتِحةٌ على شاهِد قبر.

طفولةٌ لا تعترفُ بها منظماتُ حقوقِ الإنسان. منظماتُ الأممِ المتّحِدة لم تعد تحبّ الأطفال. صارت متخصصة في تعداد جثامينِهم عند أوقاتِ الفراغ. ممنوعٌ على أطفالِ اليمن الدخول الى دفاتر الإحصاء. أطفالُ اليمن يموتون فلا يسمعهم العالَم الذي يغنّي الروك في ساحات عامة تشرِّعُ الأفيون والمثليّة. يُقَدَّمُ الحليبُ والأرزُّ والطحينُ من العالَم الحرّ مُقَابِل الطاعة. الطاعة مقابل الغذاء. يُسمَحُ للشعوبِ المطيعةِ بأن تأكلَ، أما الشعوبُ الباحثةُ عن الحرية فقدرُها أن تأكلَ من لحمِ أولادِها.

أمَل، يا رَيحانَةَ اليمن. قديسةٌ آتيةٌ من فاتيكانِ الصلاة، طوباويّةُ الصبر الساكت حتى نعاسِ الإرتحال.

أمَل،يا قنديلاً من حضرموت. جسدِكِ ميناءُ السفنِ المحمّلَةِ عَرباً مثلُ سَردينٍ مُعلَّب. عربٌ خائفونَ من عينيكِ يا مَرْيَمُ الشهادة. أسمَعُكِ تقولين: ويلكم أتدرون أي كبدٍ لرسول الله فريتم ؟ وأي عهدٍ نكثتم؟

أرثي ضمير الأمم أمامَ قبرِك الصغير. يا وجعَ الرغيف وهاجسَ جرعةِ الماء.

أسرِّحُ شعرَكِ المتهادِلِ مثلُ خيولِ الريح. من عينيكِ السابِحَتينِ في قعرِ الإنتظار المستحيل أودِعُكِ الأم تيريزا حيثُ كسرةُ خبزٍ ولمسة حبٍ وأمومةٌ تَعطُف.

جلادوكِ غداً يموتون أو بعد غدٍ. أنتِ تموتين ليكبُرَ أطفالُ اليمنِ السّعيد.أمَل الحسين،أخجلُ من نومِكِ نيابةً عن ضميرِ العالَم وقساوةِ الحرب وتَحامُلِ الكونِ وغلوِّ الجشَعِ ومسافاتِ الحقدِ المترامي.

يُقْتَلٌ رجلٌ واحِدٌ فتهتزُّ الأرض.كلابٌ بوليسيةٌ تبحثُ عن جثةٍ دُفِعَ ثمنُها بالتقسيطِ المريح. مليونَا طفلٍ برسمِ القتل نقداً في اليمن. لا يستأهلون مؤتمراً صحفياً واحِداً أو دمعةً تمرّ مرورَ الكرام على خدِّ سفيرةٍ للنوايا الحسنة. لا طائرة إنسانية محمّلة بالمؤن. لا شيء سوى السكوت. الإنسانيةُ عاطفةٌ محسوبةٌ على الشعوب الموالية،على الشعوبِ الموافِقة سلفاً .الشعوبُ المعارضة لا تستحقُ أي عاطفة تُذكَر. الإنسانية لا تستحق أمل الحُسَيْن.

اللَّهُمَّ وسِّع قبرَ امَل وضيّق قبورَ الظالمينَ في الأرض.غداً ستتكاثَرُ أمَل مثلُ عربَيشَةِ رَجاءِ. ليس هناك من طائرات تقصفُ الرجاء. الرجاءُ لا يتحصّنُ في الثُّكنات.الرجاء اليمني يحتمي بِعظامِ أمَل الحسين. وحدَها عِظامُ أمَل تطحنُ قمحَ اليمنِ السعيد وتخبزُ رغيف الحرية.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد صالح حاتم
المؤسسة الاقتصادية اليمنية ودورها في مواجهة الحرب الاقتصادية
محمد صالح حاتم
عبدالعزيز البغدادي
هل يتخلّى الشيطان عن قرنه !
عبدالعزيز البغدادي
أحمد ناصر الشريف
مرة أخرى الساحل الغربي.. محرقة تحالف العدوان
أحمد ناصر الشريف
حِميَر العزكي
الحصاد المبارك
حِميَر العزكي
عبدالفتاح علي البنوس
الخداع الأمريكي وأحلام المرتزقة
عبدالفتاح علي البنوس
د.عبدالستار قاسم
ألا يوجد في السعودية رجل رشيد؟
د.عبدالستار قاسم
المزيد