أُولئك المنافقون – الذين هم عشّاقُ التخفِّي أمام الأعداء، والسرابُ الذي يتلاشى أمام قوة المجاهدين وصمود المقاومين – يظنون أنهم كسبوا المعركةَ نيابةً عن الإسرائيليين بالكشفِ عن وجهِ أَو هُــوِيَّة أبي عبيدةَ، الناطق العسكري لكتائب القسام.
– ربما أنهم كشفوا وجهًا، لكن هيبته واحتمالاته كمجاهدٍ لا تزال مخفيةً كدررٍ في بحرٍ عميق.
– ربما أنهم كشفوا جزءًا يسيرًا من لُغزه، ولكنه لا يزال يحملُ ألغازًا أُخرى في أعماق روحه.
لقد فرحوا بكشفِ هُــوِيَّته، ولكنهم زادوا من كشفِ نفاقهم وخيانتهم للأُمَّـة. ولا يعلمون أنهم لن يقدِروا على إسكاته؛ لأَنَّه سيظلُّ يسيرُ على درب الجهاد والمقاومة والحرية والتحدي، وسيظلُّ النار المشتعلة بالحماسة في قلوب المجاهدين.
إنه لا يشبهُ أُولئك المنافقين المتخفّين الذين عندما تتأجَّجُ نيرانُ الحروب يهوون العيشَ في الظلام؛ فتتلاشى وجوهُهم تحت غيمة الكذب والخداع، ويكونون الخنجرَ الذي يخترق القلوب.
إنه يتخفّى تخفّيَّ القويِّ الذي يجتاحُ كُـلَّ العقبات، كالمد العاتي يجتاح السواحل، بينما هم يتخفّون من واقعهم الهَشِّ كهشيم الأوراق اليابسة تحت أقدام الرياح.
إنه يتخفّى نعم، لكن بياناته نورٌ يضيء دروبَ الظلام، فيسطع كشمسٍ تتسامى في السماء.
والمنافقون يتخفُّون كالدُّخان الأسود الذي يتلاشى أمام كُـلّ نسماتٍ يطلقها عبر بيانات البطولة والكرامة التي لا يعرفونها.
إنه الحقيقة العارمة التي تهزم الأكاذيب والزيف، والصوت العالي الذي يهز الأرض بمفرده كالرعد الجارف يحطم كُـلّ الصخور.
والمنافقون هم السيف الغادر الذي يقطع شرايينَ الحياة في فلسطين لإسناد كيان العدوّ الإسرائيلي.
إنه أحد الدروع الحديدية التي تحمي الأُمَّــة وتقف وقفة الرجال الأبطال بشموخ الجبال الشاهقة، التي لا تهزها رياح الأعداء والمنافقين العاتية.
هو ابن الشعب الذي لا يركع، وصاحب الحق الذي لا يكف عن محاولة استعادته. والمنافقون أبناء الخيانة والتطبيع والاستسلام.
فلأبي عبيدة منّا التحية والسلام.
ملاحظة:
كتبت هذه المقالة إثر ما يشيعه المنافقون من كشفهم هُــوِيَّة أبي عبيدة سواءٌ أكان كشفهم صحيحًا أم خطأً.